يحدث عند العرب فقط!
محمد ابراهيم / مصر – مونديال
السودانية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة
كالمعتاد وكل فترة بإنتظام تواجه كرة القدم في إحدى الدول العربية مشكلة كبيرة تعصف بها وتدفعها خطوات كثيرة للخلف بل وتنعكس بالسلب على مستقبلها لسنوات طويلة.
وأخر هذه الحلقات ما تعرضت له كرة القدم في السودان الشقيق من تجميد إثر صراعات على رئاسة إتحاد الكرة بعد أن أعلن عبد الرحمن سر الختم نفسه فائزا في الإنتخابات ولجأ إلى المحكمة لتمكينه من دخول مبنى الإتحاد بعد أن رفض منافسه معتصم جعفر تسليمه لعدم اعترافه بالنتيجة ولجوئه للفيفا الذي اعتبر ذلك تدخلا حكوميا وأقصى ثلاثة أندية هي الهلال والمريخ وهلال الأبيض من المسابقات الأفريقية بالإضافة للمنتخب الذي أبعد هو الأخر من كل المنافسات القارية.
وبغض النظر عن أحقية هذا الطرف أو ذاك فإنه من المؤكد أن الجميع على خطأ لأن من دفع الثمن هو الكرة السودانية التي تعاني أصلا منذ سنوات ليست بالقليلة وقد نبشت هذه الأزمة الجرح لتقذف ببعض التساؤلات في وجه الجميع مثل
لماذا لا نسمع عن التدخل الحكومي إلا في البلاد العربية فقط ؟
لأننا حتى اليوم غير مدركين كعرب طبيعة التنافس الرياضي ونأخذه دائما على محمل شخصي لذلك نذهب إلى أبعد مدى في الخصومة وهي المحاكم القضائية والتي ببساطة محظور اللجوء إليها من الفيفا. وبعد صدور الحكم تحدث المعضلة ونجد أنفسنا أمام إزدواجية معقدة وصراع بين قوانين الفيفا الرياضية وسيادة الدولة متمثلة في أحكام القضاء فتقع الكارثة.
كما أن هناك البعض من أصحاب المصالح الشخصية يستخدم هذا الأمر كفزاعة لمنافسيه فإذا لم يصل لغرضه ويمسك بمقاليد الأمور يلجأ لهذا وهو يعلم ماذا سيحدث.
لماذا نكتشف في البلاد العربية فقط بطلان الإنتخابات بعد إجرائها في مجال الرياضة؟
يرجع هذا الأمر لسببين أولهما قدم وعقم القوانين الرياضية الموجودة في معظم الدول العربية التي تنظم العملية الانتخابية في المؤسسات الرياضية ومخالفتها لقوانين اللجنة الأولمبية والإتحادات العالمية لمعظم الألعاب الرياضية.
أما السبب الأخر فهو تغاضي بعض المسئولين عن الإنتخابات عن مخالفة البعض لشروط الترشح سواء كان ذلك عن جهل أو قصد لتحقيق مصالح شخصية مما يهدم العملية الانتخابية برمتها مع لجوء المنافسين للقضاء.
أليس منكم رجل رشيد؟
دائما ومع اشتداد الأزمة والصراع تجد الجميع متمسكا بموقفه حتى ولو كان ذلك سيؤدي إلي تجميد النشاط كما حدث في السودان فكل طرف لا هم له سوى أن يسقط الآخر مهما كانت التبعات ثم يحدثك بعد ذلك عن رغبته في النهوض بالكرة في بلده وتطويرها!
حرب محتدمة والجميع يصرخ أليس منكم رجل رشيد؟ ولا من مجيب.
هي أزمة عربية بإمتياز لن تسمع بها أبدا في أي دولة أوربية لإختلاف الفكر والأهداف من الترشح للمناصب الرياضية.
والخوف كل الخوف من أن كل الشواهد تؤكد أن أزمة الكرة السودانية التي ليست الأولى عربيا لن تكون الأخيرة أيضا.