إيدير: كنا نستعد منذ أشهر لمواجهة أسبانيا
موقع الفيفا الرسمي
في 22 يونيو/حزيران 2008، فازت أسبانيا على إيطاليا بركلات الترجيح في الدور ثمن النهائي من نهائيات كأس الأمم الأوروبية وبدأت طريقها إلى المجد. شكّل ذلك الانتصار قبل ثماني سنوات بفضل هدف سيسك فابريجاس نقطة تحول لكتيبة لاروخا التي فازت بعد ذلك بكل شيء. وحتى الأسبان أنفسهم اعترفوا أن ذلك الفوز ساعدهم على إدراك ما هم قادرون على تحقيقه وإلى أي مدى يمكن أن يصلوا.
في 27 يونيو/حزيران 2016، وللمرة الثالثة على التوالي في كأس الأمم الأوروبية التقت الأزوري مع لاروخا. كانت أسبانيا مرشحة بقوة وكانت ذكرى نهائي نسخة 2012 (4-0 على حساب إيطاليا) لا تزال حاضرة في الأذهان. ولكن المنتخب الإيطالي فرض هيمنته المطلقة على حامل اللقب في الشوط الأول وفاز عن جدارة واستحقاق (2-0) بمباراة أظهروا فيها أنهم وصلوا إليها بخطة ممتازة نفذوها بشكل رائع.
كان إيدير أحد أبرز نجوم المباراة التي أقيمت في باريس، وعلى غرار ماركوس سينا الذي لعب مع أسبانيا في يورو 2008، وُلد المهاجم في البرازيل ولكنه يحمل بلداً أوروبياً في قلبه… وقدميه أيضاً. أزعجت سرعته على الجانب الأيمن الدفاع الأسباني وبنفس الذكاء الذي يظهره داخل الملعب حلّل المباراة لموقع FIFA.com.
إيطالي من أصل برازيلي
وُلد إيدير ستادين مارتينز قبل 29 عاماً في جنوب البرازيل، وتحديداً في مدينة لاورو مولر التي أسسها مهاجرون إيطاليون. لعب إيدير مباراة واحدة فقط في بلده كمحترف قبل أن يهاجر إلى إيطاليا حيث قضى مسيرته منذ عام 2005.
وعن أصوله أكد قائلاً “يمكنني القول إنني إيطالي مئة بالمائة تقريباً. أعيش في هذا البلد منذ مدة طويلة، وعلى الرغم من أنه لدي خصائص كرة القدم البرازيلية إلا أن طريقة اللعب هي التي تعلمتها في الكالتشيو.”
وكأي لاعب إيطالي جيد، يملك إيدير وضوح تكتيكي مذهل. وهكذا يشرح بدقة مطلقة الخطة التي وضعها المدرب أنطونيو كونتي لهزم بطل أوروبا في النسختين الأخيرتين والدابة السوداء للايطاليين الذين أقصوهم من آخر نسختين لكأس الأمم الأوروبية وكأس القارات FIFA 2013.
حيث أوضح الجناح السريع الفكرة العامة قائلاً “استعددنا للمباراة بشكل جيد جداً. لم تكن المهمة سهلة لأننا نعرف أسبانيا جيداً ونعرف أنه فريق باهر في الاستحواذ على الكرة. لهذا كان من المهم بالنسبة لنا أن تجنب الدخول في إيقاعهم.”
وبعد شرحه الخطة العامة، دخل إيدير في التفاصيل: “بعد ذلك قرّرنا فرض ضغط متقدم أكثر من العادة لإجبار الحارس على ركل الكرة إلى الأمام. كنا نعلم أنه بفضل قوة مدافعينا ولاعبي الوسط الدفاعيين سنتمكن من استعادة الكرة بسهولة، وهذا ما حدث.”
خطة على المدى البعيد
انتصار مهم باستراتيجية مثالية لا مكان فيها للارتجال. كان المنتخب الإيطالي يستعد لهذه المباراة حتى قبل انطلاق بطولة كأس أوروبا!
وكشف إيدير قائلاً “لعبنا مباراة ودية في أوديني قبل بضعة أشهر، وهناك قرّر المدرب تجريب هذه الخطة استعداداً لإمكانية مواجهتهم مرة أخرى هنا. لذلك كنا نعرف أنها ستكون مفيدة. وهذا ما كان.” في تلك المباراة التي أقيمت في شهر/مارس، عادلت أسبانيا النتيجة بصعوبة بفضل أريتز أدوريز الذي ردّ على هدف لورينزو إينسيني”.
تخطت إيطاليا عقبة كبيرة، ولكن تنتظرها أخرى أكبر: ألمانيا. وذلك مع العلم أن كتيبة الأزوري لم تخسر سوى مباراة واحدة ضد المانشافت في السنوات الـ10 الأخيرة بنتيجة قاسية (4-1) في مباراة ودية في ميونيخ يوم 29 مارس/آذار.
بالنسبة لصاحب القميص رقم 17، ستكون تلك المباراة أيضاً بمثابة مرجع لمواجهتهم الآن. حيث علّق باحترام كبير عن منافسهم المقبل قائلاً “إنه فريق يعتمد على لاعبين يلعبون معاً منذ سنوات عديدة. إنهم أبطال العالم!” مضيفاً “في تلك المباراة الودية عقّدوا علينا الأمور كثيراً. يجب أن نقدّم في هذه المباراة أداء أفضل حتى من ذلك الذي قدمناه أمام أسبانيا إذا أردنا التقدم إلى الأمام.”
بعد استعراض العضلات أمام لاروخا، من المتوقع أن تكون مباراة الدور ربع النهائي يوم السبت 2 يوليو/تموز في بوردو حافلة بالإثارة والتشويق. وعلى الرغم من أن الألمان مرشحون على الورق، فإنهم سيرتكبون خطأ فادحاً إذا استهانوا بقدرات الإيطاليين.
يعرف إيدير جيداً أنه بفضل شخصية هذا الفريق ليس هناك منافس مستحيل. وختم حديثه قائلاً “منذ المباراة الأولى في كأس الأمم الأوروبية ضد بلجيكا كنا نعرف ما كنا قادرين على القيام به. ولكن التحلي بالثقة لا يعني التوقف عن العمل الجاد. أعتقد أن هذا الالتزام بالعمل هو الذي قادنا إلى تحقيق هذه النتائج. لا أحد كان يرشحنا، ولكننا قررنا أن ذلك يتوقف على جهودنا الشخصية، وهنا نحن هنا. لقد وصلنا إلى هنا ولا نريد أن نغادر الآن.”