ارشيف الكرة

ابرز مفاجآت كرة القدم .. الحلقة الثانية ( البطولات القارية )

ابرز مفاجآت كرة القدم .. الحلقة الثانية ( البطولات القارية )

علي المولى – مجلة مونديال

المفاجآت هي حالة نادرة وقليلة الحدوث في كرة القدم لكنها بالمقابل تبقى محفورة في سجلات التاريخ الى الابد لانها لن تتكرر مرة اخرى او تكون نسبة تكرارها ضئيلة جداً وهذا ما يضيف اثارة كبيرة للعبة جعلها تتصدر قائمة الرياضات الاعلى شعبية على مستوى العالم كونها لا تمنح الفريق الاقوى الانتصار دائماً فربما يكون الفوز هو حليف للفريق الضعيف ويجعلك تتسائل ” كيف حدث ذلك ! ” مجلة مونديال تأخذكم في جولة ممتعة مع ابرز مفاجآت كرة القدم على مر التأريخ بحلقات متعددة وهذه المرة مع ابرز مفاجآت البطولات القارية .

الدنمارك الضيفة و المفاجأة الصدفة في يورو 1992

مفاجأة فوز الدنمارك بلقب بطولة امم اوربا والتي جائت بالصدفة تبقى احدى اكثر المفاجات غرابة كون المنتخب الدنماركي تواجد بالبطولة اصلا بمقعد تعويضي بدلاً عن يوغسلافيا التي ابتعدت عن المشاركة بعد نشوب حرب داخلية فيها لتعوض بالدنمارك التي فشلت بالتأهل من التصفيات الاولية بحلولها ثانية خلف يوغسلافيا فبالرغم من وقوعها في مجموعة حديدية ضمت انذاك كل من انجلترا وفرنسا والسويد صاحبة الضيافة الا انها تمكنت من العبور للدور الثاني لتواجه هولندا وتتغلب عليها بركلات الترجيح لتلتقي بالمانيا في نهائي البطولة وتقهرها بهدفين نظيفين لتحقق انجازاً مبهر ومفاجئة كبيرة .

الجزائر تكبد نيجيريا اقسى خسارة على مستوى بطولات افريقيا 1990

منتخب نيجيريا احد عمالقة منتخبات افريقيا لذلك من الطبيعي ان يدخل في كل بطولة وهو احد اكبر المرشحين لنيل اللقب وفي بطولة افريقيا عام 1990 والتي اقيمت في الجزائر وقتها حيث كان منتخب نيجيريا مدجج بالعديد من الاسماء الكبيرة امثال رشيدي يقيني وايمانويل اوكوشا واوتشي اوكيتشوكو وغيرهم اما منتخب الجزائر والذي كان قد فشل في التاهل لمونديال ايطاليا 90 دخل البطولة املاً بالتعويض وبحثاً عن اول القابه على مستوى افريقيا خصوصاً وانه يلعب على ارضه وامام جماهيره وبالفعل ضربت الجزائر منتخب نيجيريا بقسوة وسحقته بخمسة اهداف مقابل هدف واحد سجلها رابح مادجر هدفين وجمال منادين هدفين ايضا و اختتم جمال عماني خماسية منتخب بلاده بينما سجل اوكوتشا هدف منتخب بلاده الوحيد وتعتبر هذه الخسارة هي الاقسى في تاريخ مشاركات نيجيريا على مستوى بطولات القارة الافريقية بعدها واصل الفريقان مشوارهما في البطولة ليلتقيا في المباراة النهائية التي ابتسمت لمصلحة محاربو الصحراء الذين كرروا فوزهم على نيجيريا وهذه المرة بهدف وحيد لتحصد الجزائر اولى بطولاتها القارية . ويذكر ان نيجيريا احرزت الكأس القارية على حساب الجزائر عام 1980 في نيجيريا لذلك كانت هذه البطولة تحمل في طياتها الكثير من المعاني لكل من الجزائر الساعية الى الثأر من نيجيريا ووعدم السماح لها باحراز اللقب على ارضها و نيجيريا التي حاولت ان تحرز اللقب على ارض الجزائر و تؤكد علو كعبها .

التشيك وصيفة لأوربا رغم مشاركتها لاول مرة !!

 

كانت بطولة امم اوربا 1996 والتي اقيمت في انجلترا انذاك تشهد مشاركة منتخب تشيكيا في البطولة لأول مرة في تأريخها ولسوء حظها انها وقعت في مجموعة حديدية ضمت اثنين من عمالقة اوربا وهما المانيا وايطاليا اضافة الى روسيا حيث خاضت لقائها الاول مع المانيا وخسرت بهدفين مقابل لا شيء بعدها استطاعت من تحقيق المفاجأة الاولى بفوزها على ايطاليا بهدفين مقابل هدف لترتفع امالها بعبور الدور الاول وعلى الرغم من تعادلها مباراتها الاخيرة مع روسيا بثلاثة اهداف لكل منهما الا انها عبرت للدور الثاني من البطولة بسبب تعادل ايطاليا مع المانيا سلبياً وفي دور الثمانية واصلت التشيك مغامرتها لتتغلب على البرتغال بهدف وحيد وتتواجد في نصف نهائي البطولة التي قابلت فيه فرنسا وتوقع الجميع ان تكون نهاية مغامرة التشيك عند هذا الحد لكنها ابت الا ان تحقق المستحيل لتتجاوز منتخب الديكة بركلات الترجيح وتضرب موعداً مع المانشافت في نهائي البطولة وكاد ان يحدث المستحيل عندما تقدمت التشيك بالنتيجة وتحديداً في الدقيقة 59 عن طريق احد نجوم البطولة انذاك باتريك بيرغر لكن البديل بيرهوف استطاع ادراك التعادل للالمان في الربع الاخير من المباراة لتذهب المباراة للاشواط الاضافية التي حسمها الألمان عن طريق بيرهوف بالهدف الذهبي لتنتهي مغامرة التشيك المثيرة عند هذا الحد وتكتفي بالوصافة .

كولمبيا بطلة لكوبا امريكا بدون ان تتلقى شباكها اي هدف !!

فوز منتخب كولمبيا بلقب بطولة كوبا امريكا والتي اقيمت في كولمبيا عام 2001 لم يكن هو المفاجأة لكون ان اغلب المنتخبات شاركت بالفرق الرديفة بينما انسحبت الارجنتين من المشاركة بالبطولة لاسباب تتعلق بالوضع الامني للبلاد لكن المفاجأة كانت تكمن بتحقيق كولمبيا للقب بعد ان انتصرت في ستة مباريات متتالية وتسجيل 11 هدفاً ودون ان تتلقى شباكها اي هدف وهو الامر الذي لم يحدث في تاريخ بطولة الكوبا منذ تأسيسها الى يومنا هذا ويعود الفضل بذلك الى حارسها العملاق والشهير اوسكار كوردوبا .

اعظم مفاجآت بطولة امم اوربا كانت من نصيب بلاد الاغريق

دخلت اليونان بطولة امم اوربا في مجموعة صعبة وحديدية جمعتها الى جانب صاحبة الارض البرتغال اضافة الى اسبانيا وروسيا والجميع توقع ان تتذيل اليونان هذه المجموعة لكنها عكست كل تلك التوقعات وتفوقت في مباراتها الاولى على صاحب الارض والمرشح الابرز المنتخب البرتغالي بهدفين لهدف وعلى الرغم من خسارتها في المباراة الثانية ضد روسيا الى انها استطاعت من فرض التعادل على اسبانيا في المباراة الثالثة لتتاهل للدور الثاني وتقابل بطل النسخة السابقة منتخب فرنسا وتجاوزتها بهدف مقابل لاشيء ولم تتوقف مغامرة الاغريق لهذا الحد بعبوره للمباراة النهائية بعد تغلبه على التشيك بهدف وحيد ليصطدم بصاحب الارض من جديد منتخب البرتغال الذي يبحث عن لقبه الاول خصوصاً وانها فرصة تعتبر سهلة على الورق ضد منتخب اليونان لكن الاخير فجر مفاجآة مدوية وحقق اللقب بالفوز ايضا بهدف مقابل لا شيء لتسجل هذه المفاجاة كابرز مفاجات بطولة امم اوربا على مر التاريخ .

الكرة البحرينية والانجاز الاعظم 2004

تبقى الكرة البحرينية احدى الفرق الفقيرة من حيث الانجاز حيث لم يسبق للمنتخب البحريني ان حقق انجازاً كبيراً خلال مشاركات المنتخب الوطني البحريني الاول ويذكر ان البحرين لديها انجازات رائعة على مستوى الفئات العمرية لكن انجازه في امم اسيا 2004 و وصوله لنصف نهائي هذه البطولة التي اقيمت في الصين في مشاركته التأريخية الثانية فقط هو الاعظم والذي جاء عبر جيل ذهبي تكون من مجموعة لاعبين استطاعوا ان يتركوا بصمة كبيرة في تأريخ الكرة البحرينية امثال علاء حبيل الذي حصل على الحذاء الذهبي في البطولة وشقيقه محمد حبيل وطلال يوسف وسيد محمد جعفر وحسين علي الملقب ببيليه و لم يتوقع احد ان تكون البحرين الحصان الاسود للبطولة بعد ان تأهلت كثاني في مجموعتها بالتصفيات و كذلك خسارتها اول مباريات التصفيات ضد العراق 5-1 . و بدأ الاحمر البحريني مشواره في البطولة انذاك بالتعادل الذي اعتبره الكثير بمثابة المفجأة لانه كان ضد المستضيف. بعدها لعب مباراته الثانية ضد قطر وانهاها ايضاً بالتعادل لتأتي مباراة الحسم ضد اندونيسيا التي مكنته من العبور للدور الثاني لأول مرة في تأريخه ليصطدم بالدور الثاني بمنتخب اوزبكستان الذي كان يقدم مستويات كبيرة الا ان البحارنة لم يكتفوا بالوصول للدور الثاني وعبروا عقبة اوزبكستان بالفوز عليهم بفارق ركلات الترجيح 4-3 بعد ان انتهى الوقت الاصلي للمباراة بهدفين لكل منهما. توقفت مسيرة البحرين عند حاجز اليابان في الدور نصف النهائي رغم الخسارة بشرف بثلاثة اهداف لأربعة. بعدها خسرت البحرين مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع امام ايران 4-2 . هذا الانجاز بقى الاعظم في تاريخ الكرة البحرينية الذي لم يستطع تجاوز الدور الاول في اربع مشاركات من اصل خمسة في بطولة اسيا .

العراق بطل من رحم المعاناة 2007

دخل العراق بطولة اسيا 2007 وهو يعيش ايام صعبة ووضع البلاد متأزم امنياً بشكل كبير بسبب الحرب الاهلية التي كان يعيشها البلد ومن الطبيعي ان يؤثر هذا الامر نفسياً ومادياً على لاعبي المنتخب العراقي الذين دخلوا بطولة اسيا باستعداد بسيط جداً لا يليق بحجم البطولة وبالمنتخبات المشاركة فيها علما ان الاتحاد العراقي بتلك الفترة كان قد حدد ميزانية للمنتخب تكفيه للدور الاول فقط لانه لم يكن يتوقع ان يعبر للدور الثاني بعد وقوعه في مجموعة صعبة الى جانب منتخبات كل من استراليا الوافد الجديد للقارة الاسيوية و المشارك في كاس العالم 2006 حيث بلغ الدور الثاني وعمان الفريق الخليجي الذي يعيش افضل حالاته وتايلند البلد المستضيف الذي فرض التعادل على منتخب العراق وازم من موقفه بشكل كبير لكن انتفاضة اسود الرافدين في المباراة الثانية ضد استراليا اذهل الجميع بتحقيقهم لفوز كبير على احد عمالقة البطولة و المرشح الساخن لاحراز اللقب كونه فريق كان يضم مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في اوروبا وبثلاثة اهداف مقابل هدف ليختتم مباريات المجموعة بالتعادل السلبي مع عمان و يلتقي فيتنام في الدور الثاني الذي تجاوزه بسهولة ليبدأ الاختبار الحقيقي ضد الشمشون الكوري الذي كان احد اكبر المرشحين للفوز باللقب لكن العراق شكل نداً قوياً لكوريا وصعب من مهمته طيلة شوطي المباراة والاشواط الاضافية ليتمكن من الفوز بركلات الترجيح ويتاهل للمباراة النهائية ويقابل المنتخب السعودي وينتصر عليه بنتيجة هدف مقابل لاشيء ويتوج بلقب البطولة ويحقق مفاجاة كبيرة لم يتوقعها اشد المتفائلين وسط ظروف امنية صعبة جداً .

زامبيا تتفوق على الكبار وتحقق المستحيل !!

عقدت بطولة امم افريقيا عام 2012 في غينيا الاستوائية والغابون بغياب ابرز فرق القارة وهي مصر والكاميرون والجزائر بعد فشلهم بتجاوز التصفيات الا ان غياب هذه المنتخب ليست كافية لتحقق زامبيا المعجزة بتواجد منتخبات اخرى لها باع طويل على المستوى القاري والعالمي امثال منتخبات المغرب وساحل العاجل وتونس ونيجيريا وغانا ومالي الذين تعج تشكيلاتهم بالكثير من اللاعبين المحترفين في اكبر فرق اوربا لذلك لم تكن مهمة زامبيا سهلة خصوصا بعد ان وقعت في مجموعة ضمت منتخبات السنغال والسودان وصاحبة الارض غينيا الا انها استطاعت تصدر المجموعة بسبعة نقاط بعد تحقيقها لانتصارين على السنغال وغينيا وتعادل مع ليبيا لتعبر للدور الثاني الذي تجاوزت به السودان بثلاثية بيضاء لتصطدم غانا الدور نصف النهائي لكنها تحقق المفاجاة الكبيرة بتجاوزها لمنتخب البلاك ستارز بهدف نظيف جاء بالدقائق العشر الاخيرة لتتأهل للمباراة النهائية لمواجهة ساحل العاج الذي كانت تشكيلته متخمة بالنجوم امثال دروغبا والشقيقان توريه وكالو وغيرهم كل هذه الاسماء عجزت عن منع زامبيا من تحقيق مفاجآة كبيرة والظفر بلقب البطولة لأول مرة في تأريخها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى