ابعاد التحول في الموقف العربي و السعودي تجاه الحظر الكروي
علي المعموري – مونديال
بغض النظر عن جدية او عدم جدية القرار الذي اتخذته مجموعة من الدول العربية باللعب الودي على الملاعب العراقية الا انه يشكل بادرة ايجابية ويعطي رسالة مشجعة لاصحاب القرار في الفيفا للتعجيل برفع الحظر الذي تسبب بحرمان الجمهور العراقي الكبير والغفير من معاينة نجومه وهي تلعب مبارياتها في ملاعبه اسوة ببقية البلدان الاخرى.
الصورة الاكثر اشراقا في القرار اولنقل المبادرة العربية هي ان البلدان التي اعلنت عنها جميعها من بلدان الاقليم العربي المحيط بالعراق والتي كثيرا ما تتواجه كرويا مع العراق بحكم تواجدها في القارة والاهم من ذلك هو الموقف السعودي الذي يعتبر تحولا جذريا في التعامل مع قضية الحظر.
فالكثير من العراقيين يعتقدون ان من اهم عوامل استمرار الحظر هو التحريض الخليجي بشكل عام والسعودي على وجه الخصوص وهذه الجزئية لايمكن تجاهلها لانها ملازمة لاي حدث يتعلق باللعب على الارض العراقية وهي حاضرة في الذهنية العراقية لدرجة من الصعب ازالتها.
الموقف الاخير الذي اعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم الخاص بقضية الحظر حتى لو لم يكن جديا الا انه من الناحية الشكلية سيسهم كثيرا في احداث مرونة وحلحلة لهذه القضية الشائكة لما تمثلة المملكة من ثقل في الاتحادين القاري والدولي وسيسحب فتيل الازمة الناتجة عن قرار محكمة كاس وتداعياتها ويعيد الهدوء الى اجواء العلاقة الاخوية على المستوى الرياضي بين جمهور الكرة في البلدين الجارين.
يعلم الجميع ان الحظر الكروي المضروب على ملاعبنا وسلب حق جمهورنا في التشجيع المباشر فقد معظم مبررات استمراريته وان اسبابا سياسية اكثر من كونها رياضية كانت تقف الى جانب استمراره وتشكل غطاء لارادات تتمنى ديمومته ولعل الموقف السعودي والخليجي ليس ببعيد عن هذه الاجواء وفي مثل هكذا اوضاع فان اعلان السعودية استعدادها للعب في العراق يعتبر موقفا متقدما يحتاج الى تدعيم وتعضيد من جانب اتحاد القدم.
الموقف الاخير للفيفا في جزئية الحظر والاعلان عن تشكيل لجنة لتقييم الوضع ومن ثم هذه المواقف العربية كل هذه المؤشرات تدل على ان عصرا جديدا ينتظر كرتنا عصر نصنعه نحن داخليا ونعضده ونقويه اقليميا بمواقف الاشقاء والاصدقاء.
السعودية التي طالما اتهمت بالوقوف وراء استمرار الحظر على الملاعب العراقية تسجل اليوم موقفا مغايرا ومن الحكمة ان ناخذ به ونفسره بطريقة ايجابية لاهميته في بلورة موقف داعم نحن بامس الحاجة اليه في مجال تجاوز الحظر .
ربما يعتقد البعض ان قرار اللعب في ايران قد القى حجرا في المياه السعودية ليحركها باتجاهات اعادت معها حسابات لم تعد مربحة لهم بل ان ابقاء الحظر سيكلفهم اكثر مما يكلف العراقييون الذي ألفوا هذا الوضع واعتادوا عليه لكن الحال مع الدول الخليجية مختلف اذ ليس بمقدور السعودية الذهاب الى كاس او فيفا مع كل بطولة تجمعها حتما ستلتقي فيها مع الجار المحظور اللعب على ارضه والحل الاسهل ان تعود الامور الى طبيعتها وتسود المودة.
الامارات والاردن وعمان وسوريا ولبنان اضافة للمملكة العربية السعودي وقد تظهر مواقف اخرى اضافة لهذه الدول لدعم مطلب العراق المتعلق بالحظر اذ ان هذه المواقف ستساعد في بلورة موقف داخل الفيفا يؤدي الى تغيير في منهجيته المعتمدة فيما يخص النظر لاوضاع العراق.
الموقف العربي الداعي لدعم موقف العراق موقف مؤثر شرط استثماره بطريقة تخدم قضيتنا فهل نحن قادرون على ذلك؟
لايسعنا اخيرا الا ان نقول باعلى الصوت رغم انكم تاخرتم كثيرا .. شكرا ايها العرب.