الأخبار العربيةالدوري العراقيحوارات

اكرم سلمان يبوح بحقيقة اعفاءه من تدريب المنتخب ويتهم رئيس الاتحاد بالتامر ضده

مونديال

اكد المدرب اكرم احمد سلمان ان رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود على اهمية مراجعة سياسة الاتحاد في تعامله مع مدربي المنتخبات الوطنية.

جاء ذلك في لقاء اجرته معه جريدة المدى ونشرته في عددها اليوم وللاهمية نعيد نشره نصا.

وجّه المدير الفني للمنتخب الوطني الأسبق أكرم أحمد سلمان أصابع الإتهام الى رئيس اتحاد كرة القدم عبدالخالق مسعود ونائبه شرار حيدر في العمل ضده وافشال مهمته التي انتهت عقب الخسارة الودية أمام اليابان بأربعة أهداف فضلاً عن إخفاء معلومات مهمّة عن اتفاقات جانبية حدّدت خوض تلك المباراة لقاء أجر قيمته ربع مليون دولار.
وقال سلمان في حديث صريح مع (المدى) : لم أشأ أن أنكئ جراح الكرة العراقية الغائرة بسبب سياسة الكيل بمكيالين التي دأب عليها مجلس إدارة الاتحاد الحالي، لكن تكرار التعرّض الى اسمي وتاريخي ومكانتي التي شقيت كثيراً من أجلها بين الأوساط الإعلامية والجماهيرية بمناسبة أو دونها دفعني للبوح بالحقيقة المرّة للمحافظة على المدربين الوطنيين الذين يتخلى عنهم الجميع ويغدون ضحايا الإخفاق مع الأسود كل مرّة، مبيناً أن كشف الحقيقة يؤكد مدى الفوضى العارمة التي تضرب الاتحاد باعتراف رئيسه مؤخراً بأن قرار التفريط بخدماتي كان خطأ كبيراً وهو دليل دامغ على صحّة الانتقادات التي تطال عمل هذا الاتحاد.

معايير فنية
وأضاف: لابد من مراجعة سياسة الاتحاد في تعامله مع مدربي المنتخب الوطني خاصة، فإعتراف رئيس الاتحاد بأنهم أخطأوا في قرار إقالتي يقودني الى تحليل الموقف من زاوية أخرى، فالمنتخب الوطني سُلّم من بعدي الى مدربينِ خاضا تجارب ودية ورسمية عدة والاتحاد صبر عليهما ومنحهما الفرص المتوالية لمواصلة عملهما، لماذا لم أحض بتلك الفرص وما المعايير المهنية التي استثنت هذين المدربين مع إن تأهلنا الى الدور الحاسم تحقق بصعوبة في اضعف مجموعة ، ثم خسرنا 9 نقاط ثمينة في المنافسات الحالية؟
وأوضح: أحرص اليوم على كشف حقيقة مهمة سأبقى اطالب بحيثياتها حتى تنجلي كلية لأنها تشكل خطراً على مستوى قادة اللعبة وفكرهم ومدى نزاهة قرارات تسمية المدربين للمهام الوطنية وإقالتهم ، وما جرى قبل مباراة اليابان الودية في يوكوهاما يوم 11 حزيران 2015 والتي خسرناها بأربعة أهداف، يحتّم المزيد من الايضاحات للوقوف عليها، حيث بُلّغتُ بموافقة اتحاد الكرة على خوض مباراة ودية مع اليابان وجدت أنها فرصة لاختبار استعدادات المنتخب ومدى جاهزية بعض عناصره تأهباً لمباراتنا مع اندونيسيا، لكني فوجئت باعتذار العديد من اللاعبين عن عدم الحضور معنا الى سايتاما بعد قرار (فيفا) بمعاقبة اندونيسيا ، وكنت في موقف حرج بعدما منحنا الجانب الياباني الموافقة الرسمية، وأصبح الأمر بالنسبة لنا إلتزاماً أدبياً ولم أكن متردداً في اللعب برغم غياب أبرز المحليين والمحترفين ورسمت هدفاً لتحضير مجموعة من اللاعبين عبر الاحتكاك مع فريق يعد رقم واحد في آسيا.

حُفرة مسعود
وأشار سلمان الى أنه حال وصولنا الى مطار اليابان كان في استقبالنا السفير العراقي الذي بذل جهداً كبيراً في تذليل بعض المعوقات التي واجهت الوفد حيث تأخرنا بعض الوقت بسبب وجود اشكال في جواز الحارس الاحتياط علي ياسين ، وأثناء الانتظار في صالة المطار أثار استغرابي حديث رئيس الوفد شرار حيدر بشهادة كامل زغير الجالس قربنا، قال ” هل تعلم كابتن أن هذه المباراة بمثابة حفرة أعدّها لك رئيس الاتحاد عبدالخالق مسعود ليُسقطك فيها؟” فسألته : وما الهدف من اسقاط  المدرب طالما أنها مباراة تجريبية عادية أسوة بكثير من المنتخبات التي تلعب ضمن رزونامة (فيفا دي) فالمنتخب الإماراتي واجه كوريا الجنوبية ودياً في ملعب شاه علام بماليزيا وخسر بثلاثة أهداف نظيفة، لماذا يخطط الاتحاد ضدي؟ إلتزم شرار الصمت ولم يرد على تساؤلي، فإيقنت من تلك اللحظة أن هناك خفايا داخل الاتحاد نفسه تسهم في تدمير اللعبة وما قضيتي إلا جزءٌ منها لابد أن يطلع عليها مسؤولو الرياضة والجمهور الكريم.

جائزة كيرين
وواصل سلمان حديثه : الصدمة الثانية لم أكن أعرف أن مباراة اليابان عبارة عن منافسة على لقب كأس كيرين التي تقام مبارياتها سنوياً  للظفر بالجائزة، وتم الإتفاق مع اتحاد الكرة العراقي حول ذلك مقابل مبلغ قيمته ربع مليون دولار، يعني اللعب لقاء أجر، وبالفعل استلم المبلغ رئيس الوفد شرار حيدر ومدير المنتخب كامل زغير، ولم أعلم بكل هذه التفاصيل إلا بعد نهاية المباراة عندما تم تجميع لاعبي المنتخبين وتسليم الكأس الى المنتخب الياباني ، للأسف تم إخفاء هذه الحقيقة عني باعتباري مدرب المنتخب لأن طبيعة المبارة تغيّرت من تجريبية الى تنافسية حول جائزة، وللعلم إستمرّ كتمان الأمر طوال مدة وجودنا في الفندق وكان معي المستشار د.جمال صالح وأعضاء الملاك الفني الكامل هم الآخرون يجهلون هذه المعلومة.

النيات غير صافية
وعاد سلمان ليستذكر موقف اتحاد الكرة من تسميته ثم الإنقلاب عليه بذريعة الإذعان لضغط الإعلام والجمهور قائلاً : لم تكن النيات صافية عند تسميتي لقيادة المنتخب الوطني إذ سعى عدد من اعضاء الاتحاد الى تأليب الجمهور ضدي ، وصراحة لم أبال لمعارضتهم ونجحت في مشواري بإعداد اللاعبين والأهم إني أضفت منجز تحسين تصنيف العراق في لائحة (فيفا) ضمن منجزاتي الكثيرة مع كرة بلدي بعدما حققت الفوز على منتخب كونغو الديمقراطية مرتين لنأتي بالمركز(86) وبسبب ذلك اصبحنا ضمن المستوى الأول واسفرت القرعة عن منتخبات سهلة ضمن مجموعتنا في الدور الثاني من التصفيات وهي تايلاند وفيتنام واندونيسيا وتايوان.
وعلّق سلمان بشأن تهرّب المدرب الوطني من خوض المباريات الودية الكبيرة قبيل المباراة الرسمية لئلا يتعرّض الى سيناريو الإقالة ذاته بقوله: استغرب حقاً أن ظروف مباراة يوكوهاما واضحة، كنا نبحث عن مباراة تجريبية واحدة ونعرف جيداً قوة المنافس ، ومع ذلك عدّوا الخسارة إساءة بحق كرتنا فماذا عن مدربين من بعدي خاضا الكثير من المباريات التجريبة وخسرا مع فرق ضعيفة جداً ولم يتحدث أحد عن ذلك بينما تعرّضت لهجوم شرس عقب خسارة طبيعية من ناحية الفارق بين عناصر الفريقين ؟ أما من يخشى اللعب أمام الفرق الكبيرة تحسّباً لأية نتيجة ثقيلة فاعتقد يوجد خلل فاضح في منهج تحضير فرقنا ضمن رؤية من يقود اللعبة.
ولفت الى أن الاتحاد يعيش أزمات متأصلة في عمله كما يبدو ، وكانت هناك دوافع شخصية في قرار إقالتي ولم يكن رئيس الاتحاد وحده ضدي،  بل حتى رئيس الوفد الذي حرّضني ضد الرئيس لم يكن موقفه ينم عن حرص في معالجة المشكلة ، وهناك كلام كثير دار بعد إنهاء مهمتي مع المنتخب، فمن أيّدَ خروجي أعده لا يفهم كرة القدم وليس له الحق أن يتحدث في تطويرها وهو يجهل علم التدريب، لأن كبار المدربين تعرّضوا الى هزائم قاسية في مباريات رسمية مثل البرازيل التي تمزّقت شباكها بسبعة أهداف أمام المانيا بين جمهورها وعلى أرضها في نصف نهائي مونديال 2014 ولم يطعن أحد بمدربها لويز فيليبي سكولاري أو يشكك بقدراته.

طوق النجاة
وأختتم أكرم سلمان مصارحته هذه بقوله : مع كل معضلة واجهت مجالس إدارات الاتحاد الثلاثة في زمن حسين سعيد وناجح حمود وعبدالخالق مسعود كانوا يستعينون بي وحتى سابقاً في العقدين الثمانيني والتسعيني كنت مع الراحل عموبابا طوق النجاة لمنتخباتنا وانديتنا ، واشعر بالفخر أنني أديت دوري في خدمة بلدي ولم أندم على تلبية ندائه الأخير عام 2015 لأنني قدّمت له هدية ذهبية على طبق تصفيات كأس العالم بتغيير تصنيف المنتخب، ونتمنى له النجاح في المحطّات المتبقية من رحلة موسكو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى