اخر الأخبارالدوري العراقي

الاتحاد الاسيوي يستذكر قائد اسود الرافدين يونس محمود في تقرير مفصل

مونديال – علي المعموري

بمناسبة الذكرى العاشرة لفوز العراق باول لقب اسيوي على مستوى بطولة القارة التي اقيمت في اربع دول اسيوية في العام 2007 وتوج بلقبها اسود الرافدين لاول مرة في تاريخ العراق في المباراة الختامية التي لعبها الاسود في جاكارتا امام المنتخب السعودي وانتهت بهدف القائد يونس محمود الذي سجله في الدقيقة 72 من المباراة التاريخية يستذكر الاتحاد الاسيوي احد افضل نجوم القارة في لعبة كرة القدم بتقرير مفصل عرفانه منه لهذا النجم الكبير .. انه قائد منتخب العراق الوطني الكابتن يونس محمود.

وللاهمية نعيده نشره كما ورد في موقع الاتحاد الاسيوي.

هناك القليل من الصور ذات الشهرة الكبيرة في كرة القدم الآسيوية: مع فمه المفتوح على مصراعيه بهدير احتفالي، يونس محمود يرفع كأس آسيا عالياً، وليلاً في سماء جاكرتا عندما حقق منتخب العراق فوزاً مستحقاً في المباراة النهائية من بطولة كأس آسيا 2017.
وساهم هدف محمود من رأسية شاهقة، وهو الهدف الرابع له في البطولة، بحصول المنتخب العراقي على أول لقب لكأس آسيا لكرة القدم، ولا يزال ذلك يمثل لحظة تاريخية ليس فقط في مسيرة المهاجم أو بالنسبة لبلده، بل في كرة القدم الآسيوية، لحظة تليق حقاً أن تجعله من نجوم آسيا.

– العمر: 34 عاماً
– الأندية: كركوك، الطلبة، الخور، الغرافة، العربي، الوكرة، السد، الأهلي
– المباريات الدولية: 148 – (الأهداف 57)

خسارة كرة السلة، وكسب كرة القدم
توجه يونس محمود، الذي ولد في الدبس بمنطقة باي حسن في محافظة كركوك، إلى مسار مختلف جداً، حيث فضل نجل لاعب كرة قدم ورجل شرطة محلي سابق لعب كرة السلة في سن الشباب.

وعلى الرغم من ذلك، فقد قرر محمود في العام 1996، أن تكون لعبة كرة القدم هي الطريق التي سيسلكها كونها أكثر فائدة مادياً ومهنياً، وسرعان ما بدأ اللعب مع ناديه المحلي كركوك.

وكان واضحاً، حتى ذلك الحين، أن اللاعب سيستمر إلى أن يُعرف باسم “ثعلب الصحراء”، وكان مُقدراً له أن يحصل على أشياء أكبر من نادي محافظته، عندما وقع للعب مع أحد أبرز أندية العراق، ومقره مدينة بغداد نادي الطلبة.

وكان أول ظهور لمحمود مع الطلبة أمام ناديه القديم كركوك، ليقوم بوضع الولاء لنادي محافظته جانباً، وينجح في تسجيل “هاتريك”، ليقود الطلبة لتحقيق الفوز بالثنائية الدوري والكأس.

قبل افتتاح مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية عام 2004، لم يقترب أي منتخب آسيوي من معادلة الميدالية البرونزية لليابان في نسخة عام 1968، وكان المركز الـ12  للكويت في سيدني 2000 أفضل نتيجة من منتخبات غرب آسيا، ولكن محمود جعل منتخب بلاده في أثينا، يقترب من مفاجأة العالم.

وكانت المباراة الأولى للعراق في دور المجموعات أمام البرتغال الذي كان في صفوفه عدداً من الأسماء البارزة في ذلك الوقت مثل راؤول ميريليس، جوزيه بوسينجوا، لويس بوا مورتي وإلى حدٍ ما كريستيانو رونالدو، لكن العراق حقق فوزاً كبيراً  4-2 مع وجود محمود على لائحة الهدافين.

وتخطى المنتخب العراقي نظيره الكوستاريكي ليتصدر المجموعة ويضمن التأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخه، قبل أن يهزم منتخب أستراليا الذي يضم في صفوفه تيم كاهيل ويوجين غاليكوفيتش وجون ألويزي في صفوفه ويعبر إلى الدور قبل النهائي، وعلى الرغم من ذلك، فقد تبع بعد هذه المرحلة الحسرة.

فقد انتهى اللقاء أمام منتخب باراغواي بالخسارة 1-3 في دور الأربعة، ليواجه منتخب العراق نظيره منتخب إيطاليا الذي كان يضم أندريا بيرلو في الصراع على الميدالية البرونزية والذي انتهى 1-0 لصالح إيطاليا.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال المركز الرابع أفضل مركز يحققه منتخب من منطقة غرب آسيا في مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية.

النجاح في قطر

قبل شهر من دورة الألعاب الأولمبية في أثينا، لعب محمود دوراً كبيراً في تأهل منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي من كأس آسيا 2004، كما ساعدت عروضه في البطولة، على انتقاله إلى الدوري القطري للعب في صفوف نادي الخور.

خاض محمود أفضل مرحلة له من خلال  تسع سنوات قضاها في شبه الجزيرة العربية، وكان أكثر غزارة من الناحية التهديفية مع نادي الغرافة في الدوحة، عندما فاز بلقب الدوري المحلي في ثلاث مناسبات، وحصل على لقب هداف الدوري القطري موسم 2006-2007، وحظي بثلاث مشاركات في دوري أبطال آسيا أعوام 2008 و2010 و2011، كما فاز المهاجم العراقي بلقب كأس الشيخ جاسم وكأس نجوم قطر على فترات مع أندية العربي والوكرة والسد.

لحظات تاريخية

وقال محمود في وقت سابق: لكي نكون صادقين، توقع عدد قليل أن يذهب العراق  إلى أبعد من المرحلة الإقصائية، ولم نكن نتوقع أننا سنفوز في أهم بطولة في آسيا، ولكن وبدون شك أن كل لاعب في فريقنا كان حلمه الخاص خلق ما هو غير مُتوقع، وقبل أن تبدأ البطولة قلت لنفسي “إنها الآن أو أبداً”.

وأصبحت بطولة كأس آسيا 2007، شيئاً من الفولكلور في عالم كرة القدم، وقصة المُستضعف في نهاية المطاف، وليس هناك شك في أن محمود هو من بين الأبطال، خاصة بعد اللحظة السحرية في المباراة النهائية للبطولة.

ففي ظل الصراع الذي يشهده البلد والصعوبات التي تواجه المنتخب، خاض المنتخب العراقي سباق خيالي إلى النهائي الأول له في كأس آسيا، وذلك أمام المنتخب السعودي الذي كان بدوره طرفاً في المباراة النهائية في ستة من آخر سبعة لقاءات نهائية للبطولة القارية.

في المباراة النهائية، التي أقيمت أمام أكثر من 60 ألف متفرج في جاكرتا، وصل اللقاء إلى طريق مسدود حتى الدقيقة 73، حين أرسل لاعب خط وسط منتخب العراق هوار الملا محمد ضربة ركنية من الزاوية اليمنى، وكان محمود قد وصل إلى أعلى نقطة للتواصل مع الكرة، ليُرسل ضربة رأسية مقوسة تجاوزت حارس مرمى منتخب السعودية ياسر المسيلم لتستقر في الشباك.

وبدأت نشوة الاحتفالات على أرضية الملعب، ومقاعد البدلاء، والمدرجات من خلال اللاعبين العراقيين والمدربين والمشجعين على حد سواء، واكتملت هذه الفرحة بعد انتظار فقط صافرة الحكم بعد حوالي 20 دقيقة، عندما انتهت النتيجة 1-0 للعراق.

وقال محمود: كان شيئاً لا يُصدق بالنسبة لي، حتى هذا اليوم، صنعنا كل شيء في طريقنا إلى أبعد من خيالنا، لقد كتبنا أسماؤنا في كتب التاريخ عندما فزنا باللقب القاري للمرة الأولى، والأهم من ذلك هو أن نصنع الابتسامة على وجوه أبناء شعبنا من خلال تحقيق هذا الانتصار الهائل.

حلم التأهل لكأس العالم
وقال محمود في عام 2013: هذا هو حلمي، الذهاب إلى نهائيات كأس العالم، لقد فعلت كل شيء لبلدي، لكننا لم نذهب بعد إلى كأس العالم.

للأسف، هذا هو الهدف الذي لم يتحقق لنجم الكرة الآسيوية، فقد شارك المهاجم العراقي في ثلاث تصفيات مؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، وسجل ما مجموعه 11 هدفاً في هذه التصفيات، ولكن في كل مرة كان منتخب بلاده غير قادر على التأهل.

كانت المرة الأولى لمحمود في تصفيات كأس العالم 2010، ولكن العراق فشل في الوصول إلى الأدوار النهائية، ولكن خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل، كانت تبدو واعدة بشكل أكبر بعد أن تصدر العراق مجموعته في الأدوار قبل النهائية من التصفيات، ولكن خيبة الأمل كانت كبيرة عندما أنهى أسود الرافدين الدور النهائي من التصفيات في المركز الأخير.

وفي الطريق إلى روسيا، كانت هذه المحاولة الأخيرة لمحمود للعب في نهائيات كأس العالم، وبطريقة مماثلة تأهل المنتخب العراقي بسهولة من التصفيات الأولية المشتركة، ولكن التحصيل النقطي للعراق مع بقاء جولتين لنهاية التصفيات يشير إلى أن آمال التأهل قد تبخرت بالفعل، وحلم يونس لن يتم الوفاء به، على الأقل كلاعب.

كأس آسيا في أستراليا

مع تبخر حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم، ونهائيات كأس آسيا المُقبلة المقررة في العام 2019، هذا يعني أن البطولة الكبيرة الأخيرة للمهاجم العراقي كانت كأس آسيا 2015 في أستراليا، ولكن ماذا كان خلال البطولة؟ خاصة أن إبن محافظة كركوك شارك في واحدة من المباريات الكبرى في تاريخ البطولة.

فاز العراق على الأردن وفلسطين، حيث سجل محمود هدفاً ضد الأخير، وتأهل المنتخب العراقي إلى الدور ربع النهائي ليخوض مباراة قوية أمام أحد المنافسين على لقب البطولة، ومنافس إقليمي، هو المنتخب الإيراني.

وشهد ملعب كانبيرا مباراة مذهلة بين الطرفين، بعدما انتهى وقت اللقاء بالتعادل 3-3 مع تسجيل أربعة أهداف خلال الشوطين الإضافيين، سجل منها القناص محمود هدفاً، ليتم اللجوء إلى الركلات الترجيحية، التي سجل خلالها محمود الركلة الخامسة، وكان المهاجم العراقي قد فشل في وقت سابق بتسجيل ركلة جزاء على طريقة بانينكا خلال مباراة ودية أمام منتخب إيران، لكن هذه المرة وفي وقت حساس حاول محمود مرة أخرى، فقد كان ثابتاً ونجح في تسجيل الركلة ليستمر العراق في التسجيل ويفوز 7-6 بفارق الركلات الترجيحية.

لكن منتخب أسود الرافدين أنهى البطولة في المركز الرابع، بعد أن خسر أمام كوريا الجنوبية في الدور قبل النهائي، لتكون المشاهد والذكريات الجميلة لجميع أولئك المتميزين في ملعب كانبيرا في 23 كانون الثاني/يناير 2015 خلال الفوز الأخير أمام إيران هي التي ستعيش مدى الحياة.

قليل من الندم

هنالك فترة طويلة منذ أن شعر محمود ما قد يحدث في مسيرته بعد أن رفض  فرصة اللعب في فرنسا في أعقاب الفوز مع منتخب بلاده بلقب كأس آسيا 2017.

وقال المهاجم العراقي: كانت لدينا مشاكل في العراق، ولكن لو لم تكن هذه المشاكل موجودة، فإن كل لاعبينا سوف يلعبون في أوروبا، حاول ناديي مرسيليا وليون التعاقد معي وأخذي لأوروبا، ولكنني لم أذهب، والجميع يسألني لماذا؟ وأعتقد أن ذلك لأنني لم أفهم العالم الخارجي.

وأضاف: كان لدينا العديد من المشاكل في العراق، إحداها أنه لم يكن لدينا سوى اثنتين من القنوات التلفزيونية، أما الآن فالوضع مختلف، ويمكنني البقاء في غرفتي وأن أعرف ما يحدث في أمريكا وفي كل مكان، كما كنت في ذلك الوقت قلقاً من عدم القدرة على التحدث، وهل يمكنني تناول الطعام! أعتقد أن هذه الأمور كانت مشكلة، وهي السبب في عدم انتقالي أوروبا.

وتابع محمود: لكن الآن وفي كل وقت أقول: يا إلهي لماذا لم أذهب! من الطبيعي أن أذهب، عندها كنت سألعب إلى جانب لاعب خط الوسط نادي ليون النجم البرازيلي جونينيو بيرنامبوتشانو، كان بإمكاني أن ألعب في أوروبا بسهولة، ولكن كنت قلقاً بشأن عدم القدرة على التحدث بلغتهم هناك، وتناول الطعام، كانت هذه مشكلتي.

وفي الوقت الذي تم فيه كتابة هذا التقرير، كانت آخر مباراة يخوضها محمود مع منتخب العراق كبديل أمام منتخب فيتنام في 29 آذار/مارس 2016، خلال التصفيات المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا وكأس العالم، وكان آخر موسم له مع النادي في نفس العام، وذلك مع نادي الطلبة الذي فيه إرثه الأول.

في حين أن محمود لم يستطع خوض تجربة على الساحة العالمية والأوروبية كما كان يود، إلا أن الذكريات التي أعطاه لهذه القارة خلال مسيرته الكروية على مدار ما يقرب من عقدين، فإننا نعتز ونحتفل بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى