الأخبار العربية
التحري في موقعة التحدي

مونديال – هشام السلمان
لم يسبق لمباراة جمعت العراق والامارات ان استقطبت الاضواء بهذا الشكل , ولم يسبق لها ان خطفت كل الاحاديث والجدل على حد سواء , حتى بات الجمهور هنا في العراق او هناك في الامارات يلعب لعبة التوقعات والامنيات , بل كل هذا يمكن ان يحدث في مباراة تحمل من الخصوصية في النتيجة ومن الواقعية في تحديد المصير ليس لواحد منهما وانما للاثنين معا , مباراة تبحث عن الفائز بها ولاتعير اهمية لمن يخسرها , الرهان فيها قاتل حد الخطأ فلا ضمان لمرشح ان يفوز فيها ليس لصعوبتها بل لمتغيراتها وظروفها وحتى ضغوطاتها , فالتوقع لمثل هكذا مياريات ليس سابقا لاوانه بل عابرا لوقته لان احداثها تكاد تقضي على امنيات واحلام متابعيها وعشاق لاعبيها مباراة اخذت من وقت المدربين الكثير فالمدرب راضي شنيشل يجرب مع الاهلي القطري وهناك من يتحرى له عن افكار مهدي علي الذي كان عقله مشغولا في تجريبية البحرين لكنه بعث من يبحث عن اسود الرافدين ( قبيل وبعيد) تجريبية المنتخب الاردني .. التحري في مباراة التحدي لم يقف عند معرفة تشكيلة المنتخبين بل تعداه الامر للتقصي عن الحالة النفسية والاصابات والحرمان وحتى المزاجات لكليهما خاصة بعد التعثر الاماراتي في مباراته الاخيرة في التصفيات والوضع الذي كان عليه المنتخب العراقي قبل فوزه على المنتخب التايلندي في التصفيات التأهيلية للمونديال عندما نسميها مباراة التحدي فهي كذلك , تحدي ليس مع الامارات كمنتخب وانما مع الذات كمنتخب العراق بعد ثلاث مباريات متتالية نخسر ولا نجمع النقاط , مباراة تحدي لان المنتخب الاماراتي سيأتي للبحث عن الفوز حاله حالنا ولذلك لابد من العمل مع هكذا مباراة بعيون مفتوحة من قبل المدرب واللاعبين من خلال السيطرة على اسلوب لعب المنتخب المنافس وتحجيم دورخطه الهجومي من اللاعبين عموري وعلي مبخوت واحمد خليل وهو امر يتطلب ناحيتين الاولى نباهة ويقضة حارس المرمى واستعداد خط الدفاع العراقي لايقاف لاعبي المنتخب الاماراتي الذي يتوفع له ان يستقتل من اجل القبض على النقاط الثلاث وهو هدف للمنتخبين لان المباراة ستشهد اللعب تحت الضغوط الجماهيرية والاعلامية المباراة لن تكون مفروشة بالورود سواء للعراق او الامارات بالرغم من ان المنتخب الاماراتي يلعب على ملعبه وامام جماهيرية , ولعل السبب الرئيس الذي جعل المباراة تكون تحت الضغوطات يكمن في ان المنتخبين لم يقدما ما يجعل جماهيرهما تقف معهما في اكثر من مباراة لانهما لم يقدما ما مطلوب منهما في هذه التصفيات المنتخب العراقي يبدو من خلال بعض الاشارات الاقرب الى الفوز خاصة بعد الاستقرار النفسي والمعنوي لاسيما بعد الفوز الكبير الذي حققه العراق على المنتخب التايلندي على العكس من منتخب الامارات الذي لازال يعاني من خساراته الاخيرةامام منتخب السعودية , نتطلع الى فوز عراقي يعيد الامال من جديد للجمهور المتعطش لرؤية حروف بلاده في المونديال وذلك ليس بالمستحيل .. الستم معي ؟