الأخبار العربية

التلويح بالعودة للمدرب المحلي تعبير عن حالة الفوضى باتخاذ القرارات

 

علي المعموري – مونديال

منذ ان اطيح بمدرب المنتخب الوطني السيد راضي شنيشل على خلفية خسارة المنتخب امام المنتخب السعودي وفقدانه لاخر فرص البقاء في التنافس على احدى بطاقتي التأهل المباشر عن مجموعته او عن طريق الملحق الاسيوي الذي يؤمنه المركز الثالث في المجموعة , منذ ذلك الحين والكلام عن خليفة شنيشل كثير ومتشعب ومفتوح على الاستنتاجات المتنوعة خصوصا بعد ان اوكل اتحاد اللعبة امر اختيار المدرب للجنة المنتخبات التي بدورها درست ومحصت سير العديد من المدربين الاجانب حتى استقرت على ثلاثة منهم يبدو ان اتحاد القدم جعل احدهم وهو الارجنتيني كاليدرون كخيار اول لاسباب تتعلق بانجازاته وبمعرفته بطبيعة اللاعبين وطرق اللعب وامور اخرى اكتسبها جراء العمل الطويل في المنطقة العربية.

الان الاجواء مهيئة كما يبدو ظاهريا للتعاقد مع كالديرون ولم يحل دون ذلك سوى تكفل الحكومة بمبلغ العقد وحتى هذه الجزئية لاتشكل عائقا بحسب بعض التسريبات لان السيد وزير الشباب تكفل بنقل الكلفة الى الحكومة ووعد خيرا.

منذ ان اعلن الاتحاد عن نيته التعاقد مع مدرب اجنبي قلنا هذا لن يحصل ولم نقل هذا القول كمنجمين انما عن قناعة ولدتها تجارب سابقة تشابهت فيها الظروف والوعود والنهايات وعليه فان قضية اللجوء الى الخيار الاجنبي لم تكن بنية صادقة وان التخلي او اجهاض هذه الفكرة سيجري قريبا وباسهل المبررات وابسط الطرق.

بعد يومين من اختيار كالديرون صرنا نسمع اولى نغمات التسويف عندما يتم ربط الامر بما تقدمه الحكومة من دعم وان تجاوزنا هذه الجزئية سنصطدم بمعوق اخر وسترون ذلك قريبا حتى كما في كل مرة تستنفذ جميع سبل التعاقد مع الاجنبي فيقدم الخيار المحلي بطريقة تسيئ الى مدربينا اكثر مما تخدمهم  لان اختيارهم لم يكن بناء على رغبة وقناعة انما اضطرارا مثلما يتضح من سياق الاحداث واي فشل فسوف يلام ويتم التخلص منه بنفس الطريقة التي تخلصوا بها من الذين سبقوه وهكذا تعطى صورة سيئة للمدرب الوطني ويظهر الاخرون بدور الحريص والباحث عن حلول.

اذا سلمنا امورنا واقتنعنا بما نعتقد من ان الامور في النهاية ستتجه الى تسمية مدرب محلي فسظهر امامنا عدة اسئلة قد لاتؤدي الى شيئ لكن الاطلاع عليها له اهمية خاصة.

بعيدا عن اسم المدرب المحلي الذي سيدفع به الاتحاد الى واجهة الاحداث نعتقد ان مجرد الدخول في نفق التبديل هو تعبير عن حالة الفوضى باتخاذ القرارات ودعم لمقولة “الاتحاد يتحرك لاسكات الشارع وليس قناعة منه بما يتخذ من اجراءات” والا فما فائدة اقالة مدرب وتكبد مبلغ الشرط الجزائي ثم تعويضه بمدرب اخر من نفس الفئة؟ هل بامكان البديل الفوز على اليابان والامارات؟ وهل سيعمل البديل مجانا ام انه سيكلف ميزانية الاتحاد مبلغا ربما يفوق ما سيدفع لشنيشل كتعويض عن اقالته وكنا سنوفر ذلك لو تركنا شنيشل حتى ايلول المقبل ونكون نزعنا عنه شرطه الجزائي وجعلناه يستنفذ جميع اعذاره وتبريرات الاخفاق!

هناك الكثير من الامور الغير مفهومة في هذا الجانب والتي يبدو ان البعض ممن يمسك بالقرار يعتقد ان الجمهور سيصدق اي شيئ و الحقيقة هي غير ذلك لان الناس تسأل وتجد كل ما تسأل عنه بسهولة ويسر وبالتالي فان الجميع في صورة مايجرى اولا باول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى