الخلافات بين شهد وشنيشل لمصلحة من؟

علي المعموري – مونديال
في كرة القدم مثلما في امور كثيرة اخرى لايوجد نجاح مطلق ولايوجد فشل مطلق ولايوجد لاعب اومدرب ناجح او فاشل بشكل دائمي انما كل حالة مرتبطة بظروفها ودرجة التحضير لها وهذه حقائق يعرفها الجميع حتى اؤلئك النرجسيون الذين رغم اغترارهم فهم في النهاية يحتكمون لقواعد المنطق ولايتجاوزونها ليحافظوا على نمط من المقبولية في الاوساط التي يتفاعلون معها وحتى لايفقدوا جميع مبررات نرجسيتهم وعقدهم.
ان تفشل في مهمة ضمن اختصاصك الفني فهذا ليس سبة اوعيبا فالفشل وارد وله مبررات واقعية لكن العيب في تخريج الفشل بقذفه على الغير بطريقة مضحكة.
وانا استمع لمبررات السيد عبدالغني شهد التي ساقها لتصريف النتيجة المخيبة للامال التي عاد بها من مشاركته كمدرب لمنتخبنا الاولمبي في نهائيات ريودي جانيرو وهو يتلوها في احد البرامج امتلكتني الحيرة والذهول اذ ان ماسمعته غير مالوف في عالم التنافس لان الخسارة احيانا بطولة خصوصا عندما يتم التعاطي معها بعقلانية اما رميها على مدرب اخر لاصلة له بالامر فهذا تدوير فارغ وكلام مستهلك لايقنع احد.
الكابتن شهد ادعى ان مدرب المنتخب الاول الكابتن شنيشل اثر نفسيا على لاعبي المنتخب الاولمبي عندما صرح قبل البطولة انه سيحتاج الى 3-4 لاعبين من لاعبي الاولمبي ليضمهم الى منتخبه الذي يستعد لتصفيات كاس العالم مما اثر على اللاعبين وعلى مردودهم المعنوي.
اي عقل هذا الذي ينتج افكارا بهذه السذاجة والركاكة خصوصا ان لاعبي الاولمبي قدموا على مستوى الافراد اداءا رجوليا راقيا وان مشكلتهم ليس تصريح شنيشل انما في القراءات الخاطئة التي سجلها الكادر الفني بقيادة شهد ليس لخصومه فحسب انما لفريقه الذي تخبط كثيرا في توظيف لاعبيه واستثمارات لاعبيه وهذا ليس تقييمنا انما اتفق عليه جميع النقاد والمحللين الذين اساء لهم شهد وهو يبرر فشله في الوفاء بعهوده لجماهير الكرة وللاتحاد وللجنة الاولمبية.
من الطبيعي ان يخرج المنتخب من الدور الاول والجميع حتى الذين انتقدوا داء المدرب اقتنعوا بواقعية الخروج ولم يكن مقبولا ان يخرج علينا السيد شهد بتبرير هو لم يقتنع به فكيف الاخرين.
المنتخب الاول في مهمة اكبر واهم من مهمة الاولمبي التي انتهت وتحولت لذكرى وتصريحات شهد لاتخدم كرة القدم ولاتخدمه كمدرب وقد لاحظ ردة فعل الشارع الرياضي عليها وعليه ان يكف عن التدخل في امور المنتخب لكي لايخرج علينا اخر ويتهمه بما اتهم الاخرين به.
للامانة ان السيد عبدالغني شهد قد اعتذر من الجمهور في تصريح اخر عن خروج المنتخب الاولمبي من الدور الاول وهو خروج لم يكن مستحقا بحسب رأي المحللين والجمهور.
يتضح مما تقدم ان هناك خلافات بين المدربين عبدالغني شهد وراضي شنيشل وهي خلافات بدأت تظهر للعلن , فتصريحات السيد شهد يوم امس وتلميحاته تنذر بما هو اكبر مما رشح الى العلن من مسببات الخلاف بين الرجلين, ومن دون الخوض في التفاصيل نعتقد ان الوقت غير مناسب لهذه التقاطعات لانها سوف تكون لها انعكاسات ربما سلبية على واقع مشاركتنا في تصفيات التاهل للمونديال لذا من المهم ان يتدخل الاتحاد ويضع حدا لهذه الامور حتى لاتدفع كرة القدم العراقية ثمن هذه الصراعات الغير مبررة.