الأخبار العربية

الرياضة بين الخمر والبرلمان!!

 هشام السلمان – مونديال
سنوات طويلة والرياضة العراقية تدار بلوائح ونظم وقرارات واجتهادات , وعندما تسأل عن سبب بقاء الرياضة العراقية بجميع العابها الاولمبية وغير الاولمبية بهذا الحال , يأتي الجواب قبل ان تكمل مفردات السؤال , وغالبا ما يكون الجواب باللهجة العامية ( هسه همة باي حال الدنيا مشتعلة ) ومرت 13 سنة ولم يشرع اي قانون للرياضة باستناء قانون الرواد واخر لوزارة الشباب والرياضة وبقى المشهد الرياضي في العراق يعاني الكثير من غياب القوانين , الامر الذي فتح الابواب على مصراعيها لدخول من اراد ان يضع له موطئ قدم بين نخبة الرياضيين , وعانت الرياضة العراقية ماعانت من جراء الفوضى المفتعلة لاجل تبذير المال العام وبدلا من ان يذهب لبناء المنشأت بصورة صحيحة وواضحة وشفافة لمعالجة النقص الحاد في البنى التحتية وجدنا ان تلك الاموال الطائلة تذهب لبطولات لاتضر ولاتنفع او سفرات تبوب تحت غطاء اجتماعات وندوات ومؤتمرات ومعسكرات , وعندما تسألهم عن اهمية تلك المشاركات يأتيك الرد وفق طريقة ( في الحقيقة والواقع ) التي تعني الكذب بعينه ومن ثم لافائدة ولا طائل من تذاكر السفر التي لاتنقطع ! رياضة هجرها كل الرواد والكفاءات والاساتذة والعلماء واختاروا الابتعاد الاضطراري بعد ان هاجمهم الجهلة ووقف في مسيرهم قطاع الطرق الذين يجهلون ما يقولون ويقولون ما يجهلون , هنا ووفق هذا المشهد الظلامي الموغل بالعتمة اليائسة من ان تجد نقطة ضوء في نهاية نفق تم تهشيم كل مصابيحه الضوئية لاجل ان يبقى الحال على ماهو عليه , اقول رياضة تدار بهذا التصور وفي تلك الصورة لابد للمسؤولين تجاهلها بل لابد للبرلمان العراقي ان يترك اقرار قوانينها المعطلة منذ سنوات خلت , الاندية تنتخب بلا غطاء قانوني واللجنة الاولمبية تدار دون قانون والاتحادات الرياضية تنتظر والرياضة العراقية برمتها تنتظر دون جدوى ودون امل بالرغم من تعاقب ثلاث دورات انتخابية لم تفلح لجنة الشباب والرياضة ان تقر ما تريده الجماهير الرياضية في العراق من قوانين .. ياتي هذا في ظروف مناخية وموضوعية ملبدة بغيوم السياسة والتناحر والفوضى والقلق ليخرج علينا البرلمان العراقي فرحا باقراره قانون منع تعاطي الخمر واغلاق مكاتب بيع المشروبات الكحولية وكأن البرلمان اليوم يعيش اجمل ايامه من الازدهار الاقتصادي او الثقافي او الاجتماعي ليترك كل القوانين التي يمكن لها ان تخدم المواطن والشرائح المختلفة من الشعب العراقي وما يمارسها في حياته اليومية من فعاليات رياضية وفنية وثقافية واقتصادية وسياسية , البرلمان يترك كل القوانين المعطلة ويغرد بعيدا عند باعة الخمر واستيراده او تصنيعه .. كنت اتمنى ان يمضي البرلمان لمناقشة قوانين تهم المرأة او التعليم العالي او الرياضة او الفن العراقي وغيره الكثير.. للاسف ان ما يصرفه البرلمان من وقت وجهد ينتظره المواطن العراقي لاجل تغيير حياته ولو قليلا نحو العيش بكرامة واحترام من خلال سن قوانين اكثر فاعلية وفائدة للشعب وخاصة قطاع الرياضة الذي يعاني ما يعاني بسبب تعطيل القوانين ووضعها على رفوف يقال عنها لازالت في قبة البرلمان .. الستم منعي ..؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى