الغابون 2017: الحظ وعبد النور يهديان الفوز للسنغال
الغابون 2017: الحظ وعبد النور يهديان الفوز للسنغال
الحظ وأيمن عبد النور ساهما في خسارة منتخب تونس غير المستحقة أمام نظيره السنغالي الذي حقق المطلوب وتصدر المجموعة الثانية ببطولة أمم أفريقيا لكرة القدم المقامة حالياً في الغابون.
وسجل ثنائية السنغال سايدو مانيه (10 من ركلة جزاء) ومودو كارا مبودجي (30).
وكاد المنتخب التونسي أن يحقق بداية موفقة، عن طريق أحمد العكايشي مهاجم الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي كان قريباً من هز الشباك السنغالية لكن كرته الرأسية جانبت مرمى الحارس عبدولاي ديالو.
وواصل الهجوم التونسي الضغط في المناطق السنغالية وتوغل نعيم السليتي من الجهة اليمنى لكن عرضيته شتتها بنجاح الدفاع السنغالي بقيادة مدافع نابولي الإيطالي خاليدو كوليبالي.
المنتخب السنغالي رد على المحاولات التونسية بمحاولة خجولة عبر بالدي كياتا الذي سدد بقوة لكن كرته ذهبت على يسار الحارس أيمن المثلوثي.
وشن شيخو كوياتي هجمة سريعة داخل منطقة الجزاء التونسية وحاول أيمن عبد النور مدافع فالنسيا ايقافه لكن تدخله المتهور والرعواني تسبب في ركلة جزاء انبرى لها ساديو مانيه نجم ليفربول الانكليزي بنجاح (دق 10).
ومرة أخرى حاول العكايشي المهاجم الصريح الوحيد لنسور قرطاج تعديل النتيجة وكان قريباً من ذلك لكن تسديدته القوية مرت محاذية لمرمى الحارس ديالو.
وخلال بحث منتخب تونس على تعديل الكفة، تمكن منتخب “أسود التيرانغا” من مضاعفة النتيجة بواسطة المدافع مودو كارا مبودجي الذي ارتقى عالياَ فوق الدفاع التونسي وسدد برأسه كرة متقنة غالطت الحارس أيمن المثلوثي (30).
يوسف المساكني لاعب لخويا القطري حاول بمجهود فردي تقليص الفارق لمنتخب بلاده قبل نهاية الشوط الأول فراوغ كارا مبدوجي وسدد كرة من داخل منطقة جزاء منتخب السنغال لكنها ذهبت عالية.
غياب اللمسة الأخيرة
في الشوط الثاني قام هنري كاسبرجاك مدرب منتخب تونس بتعديل على مستوى خط الوسط عندما أخرج لاري عزوني وأدخل بدلا عنه وهبي الخزري لاعب سندرلاند الانكليزي الذي وفي أول فرصة له لم يستغل تمريرة دقيقة من المساكني وسدد كرة يمينة بعيدة.
ومجدداً مرر المساكني الموهوب على طبق كرة رائعة لكن هذه المرة للعكايشي الذي صوب نحو المرمى لكن الحارس عبدولاي ديالو أنقذ الموقف في الحظة الأخيرة.
وتواصل الضغط التونسي بشكل مكثف بحثا عن هدف التعادل، ومن ركنية نفذها الخزري وصلت الكرة الى الحارس السنغالي الذي أبعدها لكن الكرة ارتطمت بقائمه الأيمن وذهبت بعيداً عن عرين السنغال (69).
المساكني الذي ظهر بمستوى رائع في هذه المباراة، حاول في الدقيقة (77) تهديد مرمى السنغال المتراجع للخلف تحت تأثير الضغط التونسي المكثف، وسدد يمنية قوية لكن كرته اصطدمت بقدم الحارس ديالو المحظوظ بشكل كبير في المباراة.
وفي محاولة منه للحفاظ على النتيجة، التزم المنتخب السنغالي بأسلوبه المتبع في الشوط الأول وهو الإستماتة في الدفاع والبحث عن المباغتة مستغلاً بطء الشق الدفاعي وعدم توازنه وكاد هجومه في مناسبات شحيحة أن يسجل الهدف الثالث.
الحظ وعبد النور يتنكران لتونس
أدار الحظ ظهره لمنتخب تونس في مباراته أمام السنغال سيما بعد الكم الهائل من الفرص التهديفية فارتطم بعضها بالخشبات الثلاث وأخرى صدها الحارس أو أخفق لاعبو منتخب “نسور قرطاج” في ترجمتها إلى أهداف وهو ما منح نقاط فوز غير مستحقة لمنتخب سنغالي أقل ما يقال عنه أنه كان محظوظاً.
الحديث عن مستوى عبد النور، يبدو أنه لم يتوقف بين الجماهير التونسية خلال اللقاء وحتى بعد نهايته سيما عقب الأداء المتذبذب الذي ظهر به مدافع موناكو سابقاً والتثاقل الذي ميز أسلوبه اليوم مما جعله يشكل جسر عبور سهل للهجوم السنغالي الذي ركز جميع محاولاته الهجومية الشحيحة في منطقته بعدما أدركوا خوفه وشعروا بارتباكه وحضوره الذهني المنعدم.
مدافع فالنسيا الاسباني الحاضر الغائب في هذه المباراة لم يكتف بارتكابه لهفوات قاتلة في اللقاء مست من نفسيات زملائه اللاعبين الذين فرضوا أسلوب لعبهم في الدقائق الأولى وكانوا الأفضل قبل حصول ركلة الجزاء المهداة من عبد النور بشكل مجاني والتي ساهمت بشكل كبير في منح السنغاليين أفضلية نفسية مهمة جداً في بداية اللقاء.
عبد النور حاول اصلاح خطئه وصعد إلى الهجوم بحثاً عن رد الاعتبار لشخصه ولمنتخب بلاده لكن ليته ما فعل ذلك لأنه محاولات اصلاحه أوقعته في محظور أخر وهو مساهمته في حرمان تونس من فرصة تقليص النتيجة عندما قام بخطأ تكتيكي واعترض كرة المساكني الرأسية التي كانت في طريقها نحو المرمى لكنه حول وجهتها خارج الملعب.
وبتقدم المباراة، ازداد هفوات عبد النور الذي لم يعد قادرا لا ذهنيا ولابدنيا على إفادة المنتخب وكان من الأجدر على المدرب كاسبرجاك استبداله لكنه لم يفعل ذلك ربما لاختيارات تكتيكية نحترمها..
ومن منطلق التوقي وتفادي عثرة أخرى قد ترمي المنتخب خارج النهائيات، سيكون كاسبرجاك مطالباً بمراجعة تركيبة محور الدفاع وتعديل الأوتار في بعض المراكز قبل المواجهة المصيرية المقبلة أمام الشقيق الجزائري العنيد.
الجدير بالذكر أن المنتخبين التونسي والسنغالي التقيا سابقاً في 19 مواجهة، وفاز “نسور قرطاج” في 9 مناسبات وخسر في 3 مرات وتعادل في سبع مباريات.
ويعد فوز السنغال على تونس هو الثاني بعد الأول عام 1997 خلال الألعاب الأفريقية.
المصدر قناة البين سبورت