الكرة الخليجية والاعتماد على الاسماء الاجنبية المستهلكة

علي المعموري – مونديال
يعتقد الكثير من القائمين على شؤون كرة القدم في منطقة الخليج بضرورة الاعتماد على الخبرات الاجنبية في تدعيم عملية البناء الكروي في بلدانهم وهو اعتقاد اثبتت التجارب عدم صوابيته ليس بسبب قلة تلك الخبرات او تكافؤها مع ما موجود منها محليا انما بسبب انعدام التخطيط والمنهجية العلمية التي تراعي الحاجة الفعلية لكل منطقة تحتاج الى تطوير واستنهاض.
لا احد بمقدوره ان ينكر حاجة كرتنا الخليجية للتطور ولا احد بمقدوره انكار اهمية الاعتماد على الخبرات الاجنبية عند القيام بعملية بناء الكرة وبنفس الوقت لا يجوز ان نستخدم ادواتنا لمجرد كونها اجنبية بمعنى ان نعتمد النوع دون التركيز على الكم مثلما هو حاصل الان, فالسماح للأندية بتسجيل ثلاثة او اربعة لاعبين اجانب واخرين غير مواطنين سيضر بالمحصلة النهائية بعملية البناء الكروي من خلال تقليص فرص تواجد اللاعب المحلي في الدوري او تحويله الى لاعب ثانوي وبالتالي نجد ان منتخباتنا تحقق نتائج متواضعه لا تتناسب وسمعة والقاب ومسميات دورياتنا الخليجية فنضطر الى اللجوء لأسلوب التجنيس كما يفعل الاتحاد القطري حاليا.
ان تطور المنظومة الكروية في اي بلد لا يحصل بالاعتماد على الاسماء المستهلكة في دولها والتخلي عن الطاقات المحلية الواعدة انما من خلال وضع الخطط والبرامج المستندة لمعطيات واقعية محلية.
فلو ركزنا على التجربة القطرية في مجال الاعتماد على الخبرات الاجنبية باعتبارها نموذج حي لوجدنا ان هذه الدولة رغم امتلاكها لجميع مقومات التطور الكروي من بنى تحتية عالمية واموال وفيرة واهتمام بأعلى المستويات الا ان نتائجها في القمة لا تتناسب وتلك القدرات والسبب باعتقدنا هو الاعتماد غير المبرمج على الخبرات الاجنبية من اللاعبين والمدربين والكوادر الاخرى سواء على مستوى الاندية او على مستوى المنتخبات, فوجود لاعب مثل تاباتا المستهلك على المستوى الدولي كأساسي مع المنتخب على حساب لاعبين محليين اكثر عطاءا واندفاعا منه سيقتل فرصة هؤلاء في تمثيل بلدهم ويقلل اندفاعهم لان هذا الوضع قد قتل الحافز في نفوسهم وهنا خطورة الامر.
نعم نحتاج الى الاجنبي لان حاجتنا ليست بدعة انما هي ضرورة انتجتها ظروف كرتنا مقارنة مع ظروف (الاجانب) لكن الافراط في استخدام الحاجة وبطريقة اللهاث الاعمى يفقدنا فرصة الاستفادة من الاجنبي كخبرة وليس كأجنبي وعليه الضرورة تحتم على الاندية في الخليج العربي وبضمنها اندية العراق التي لم تحقق حتى الان شروط الاحتراف ان يتم العمل وفق معطيات واقعية ممنهجه تراعي الحس الوطني عند الاختيار فالشخصية العربية تتأثر بمفردات كثيرة تكون ملهمة ومهيجة لها كالوطنية والغيرة والنخوة والعزيمة والرجولة وهي عوامل مساعدة لانتاج عطاء كروي داخل الملعب عوامل تستجيب لهدير المدرجات وتتناغم معه وهذا ما لا يفهمه الاجنبي ولاينتج عنه!
نريد ان نرتقي الى مصاف الاقوياء كرويا ونمتلك مقومات ذلك الرقى وادواته لكننا لانمتلك العقل الاداري المنتج القادر على تحويل قدراتنا الى واقع ينقل كرتنا من مجرد مشاركة على مستوى العالم الى منافسين لهم.