الكلاسيكو بمرآته العجيبة القادرة على عكس تلك الثورة المتأججة في داخل كل مدريديستا و كاتالونسيتا ؟ إقرأ لتفهم !
مهما تصورت ببالك فالنتائج بخلاف ذلك ، قانون فعلت ظواهره منذ إعلان الراوي بداية صراع كلاسيكو الأرض .. و على مر الأزمنة ، ملئت صفحات مجلده العظيم بمفاجآت كبيرة سيذكرها التاريخ عبرة لمن لا يعتبر ، كما هو الحال في الصفحة 238 من صدام ملوك العاصمة مدريد بجنود المقاطعة الكاتالونية ..
معركة وسط الميدان حسمت الجدال الفني و التكتيكي للفترة الأولى ، التي شهدت ربع ساعة مثير دونت فيه الأحداث الأهم بتسجيل هدف لكل جانب ؛ برشلونة إفتتح النتيجة عن طريق مهاجمه ” لويس سواريز ” الذي أتقن إنهاء عمله ” سيرجي روبيرتو ” محولا عرضيته المقاسية مباشرة للشباك المدريدية ، أما زملاء كريستيانو فلم يتأخروا في تعديل الأوتار خاصة و أن الموسيقار البرتغالي عزف سمفونية ” العودة ” بمساعدة من المهاجم الفرنسي ” كريم بنزيما ” صاحب اللمسة الساحرة في اللحظة المنابسة ، بنزيما للمرة ال55 يكون الجسر الذي يمر عليه الدون ليزور شباك الخصوم .. إثر ذلك ، إنساقت المباراة نحو منعرج الإحتكاكات البدنية القوية ما تسبب في تراجع النسق الذي أمسى بطيئا نوعا ما ..
ريال مدريد قلب الطاولة على برشلونة فبعدما كان المفعول به أضحى الفاعل ؛ زيدان نشر لاعبيه في المناطق الكاتالونية فأحكموا إنهاء مهمة الضغط العالي و كنتيجة لذلك ، عجزت كتيبة فالفيردي من الخروج من مأزق الميرينغي الذي كاد أن ينال مراده من مضاعفة النتيجة و لكن الحارس ” تير شتيغن ” إستنجد بقواه الخفية في إيقاف محاولات ” رونالدو ” المتعددة ..
إستمر السلم الزمني للكلاسيكو في تسجيل الأحداث الشيقة ، لعل أبرزها الورقة الحمراء التي رفعها الحكم في وجه ” سيرجي روبيرتو ” بعد صفعه للبرازيلي ” مارسيلو ” .. لحظات قليلة قبل نهاية النصف الأول ، أجبرت المدرب ” إيرنيستو ” على إعادة خلط أوراقه و إتخاذ قرارات لتعويض ما تركه إبن الريمونتادا من نقص في الخط الخلفي ، فأخرج ” كوتينهو ” و أقحم ” سيميدو ” .. بدوره غير زيدان في تشكيله بتعويض الدون بالجناح ” أسينسيو ” ، ذاك الذي كان وراء تمريرة الهدف الثاني لريال مدريد من تسديدة دقيقة للويلزي ” غاريث بايل ” ..
لعل ما سردته عليكم من أحداث لا يبدو مماثلا لمجريات اللقاء ، فالشريط الأصلي عرف أخذ الأسبقية للنادي الكاتالوني عن طريق إمبراطوره ” ميسي ” الذي سجل هدفه ال36 في الموسم و عداده مع البارسا بلغ رقما صعب المعادلة ، ليو سجل 551 هدفا مع فريق مهده !
الكلاسيكو العنيف شهد لحظات حزينة عندما غادر ” إينيستا ” البساط الأخضر لملعب كامب نو مفارقا جمهور برشلونة الذي رسم في مخيلته ممرا شرفيا لخصته سنواته العشرين التي ملئت بإنجازات لن تنساها مذكرة الليغا ..
الكلاسيكو بمرآته العجيبة القادرة على عكس تلك الثورة المتأججة في داخل كل مدريديستا و كاتالونسيتا ، تشي عاليا ببوح حميم كان مستترا فأضحى مشعا بل متوهجا بحرارة صافرات الإستهجان تارة و أهازيج الفرحة تارة أخرى .. بين السياسي و الرياضي ، يبقى الكلاسيكو ذاك الموعد الذي يتوقف من أجله العالم , كما سأتوقف حالا على الكتابة و أترك المجال لتفاعلاتكم بين فرح و حزين , ساخر و غاضب ، و شوق الإحساس بذلك يغمرني !