المتاجرة بدماء الشهداء
مونديال/ أحمد عبدالكريم حميد
لا يمكن ان ننسى حجم التضحيات التي قدّمها شهداء العراق في حربهم مع التنظيمات الإرهابية وَالدفاع عن أرض وَمقدسات العراق وَعن شعبنا منذ عام 2003 وَإلى الآن، وَلا يمكن ان نتجاهل الدماء العراقية الطاهرة التي سالت سواء كانت دماء جنوبية أو غربية أو بغدادية الأهم هي دماء اختلطت بتراب الوطن. لاحظنا في (بعض) المُحافظات وَالمدن اقامة بُطولات تحمل أسماء شهداء هذه المدن وَمِن الرائع، ان يُخلّد أبناء الحي أو المدينة أسماء الشهداء وَاحياء ذكرهم، لكن ان تكون هذه المُسابقات مقابل اشتراك مالي، فهذا نسميه اتجار بأرواح الشهداء وَالكسب غير المشروع وَلا يختلف هذا الفعل عن الأفعال المشينة التي يرتكبها المجرمون بحق العراق وَشعبه. ان اقامة مُسابقات بخديعة الشباب وَذوي الشهداء يظهر لنا حجم الجشع الذي ينتشر في نفوس مَن يسمّون انفسهم رياضيون وَهم في الحقيقة منتفعون. وَالغريب، ان الملاعب التي تُقام عليها هذه المُسابقات انشأتها الدولة عبر مجالس المُحافظات مِن أجل لم الشباب وَاحتوائهم وَإبعادهم عن الأفكار التي تهدم المجتمع العراقي وَعن أفكار التطرف وَترويج المخدرات، لكن البعض استغل هذه الملاعب كُلياً لأجل التربح الفاحش عَلَى حساب الشباب وَالشهداء وَمقدرات البلد. وَفي الوقت نفسه نرفع القبعات وَنقف احتراماً وَاجلالاً لمنظمي المُسابقات المجانية التي تُخلد ذكرى شهدائنا في جميع المدن وَالأحياء وَالقرى وَلولا دماء الشهداء الزكية وَتضحياتهم لما رأينا كُرَة تُركل وَلا فريقاً يلعب. في هذا العمود لا نُريد ان نُهاجم أو نتهجم عَلَى مُنظمي البُطولات وَاصحاب الملاعب، بل نُذكّر ان الاتجار بأسماء وَتضحيات الشهداء باسم الرياضة لا يجوز بتاتاً. وَيفضّل ان يقوم البعض بتسمية مُسابقاتهم الربحية بتسمية عادية أو باسم الملعب أو اسم الشخص المُنظم لمُسابقات كهذه وَترك أسماء الشهداء وَاحترام تضحياتهم. قبل مُدّة كنتُ حاضراً في احدى المُسابقات التي تحمل اسم أحد الشهداء وَكان في مُبَارَاة الافتتاح والد هذا الشهيد وَحين سمع الرجل بكلفة اشتراك كُلّ فريق ذهبَ لينتزع صورة ولده الشهيد وّتوجه إلى منظم البُطولة وَأمام انظارنا قال له: “لا تُتاجروا بتضحيات ابناءنا فأنا وَغيري قدّمناهم للوطن وَلكي تعيش أنت وَغيرك”.
سؤالي: لماذا يتعمد البعض استغلال التضحيات وَتجيرها لمنافعه الشخصية؟ وَلماذا لا تمتنع الفرق عن المُشاركة بمُسابقات كهذه اذا كانت باشتراك مالي؟ وَهَل يتم مُحاسبة تجار دماء الشهداء وَايقافهم عند حدّهم؟
أخيراً، قد اتعرض للتهجم وَالشتم مِن المُتاجرين بتضحيات الشهداء وَسيقول هؤلاء انك لا تعرف الأموال التي نصرفها عَلَى الجوائز الهندية وَالصينية وَلا تعرف الأموال التي نُديم بها الملعب وَدفع اجور التيار الكهربائي الأهلي وَلا تعرف اجور الحكام المُشاركين بهذا الجرم. نعم، أعرف وَأعرف انكم تُتاجرون بالدماء مِن أجل زيادة أموالكم بطرق لا تمت بأيّة صلة للرياضة وَللأخلاق الرياضية.