الأخبار العربية

المطلوب تصحيح شامل للامساك بآخر الخيوط

علي المعموري – مونديال

لازالت ردود افعال الشارع الرياضي تتزايد حول ما آل اليه وضع كرتنا الذي انحدر الى مستويات لم يصل اليها منذ عدة عقود, ردود افعال اشرت حالت الوعي العالي الذي وصلت اليه جماهيرنا الرياضية وانصبت على تشخيص العلل والمشاكل التي تمر بها كرتنا.

اتحاد الكرة الذي عودنا على عدم الاحترافية في العمل بدل ان يستوعب غضب الشارع اخذ وعبر تصريحات متشنجة يستفز الجمهور عبر التمسك بالكادر الفني للمنتخب الذي قدم كل ما يملك ولم يعد قادرا على اضافة اي لمحة اخرى اي ان المستوى الفني المرجو منه وصل الى اخر حدوده والابقاء عليه يعتبر عملا غير مدروس يشكل اهانة لمشاعر الناس واستهتار بدموع المشجعين والامهم جراء الاخفاق المتواصل لمدرب حتى الان لايدري ماذا يفعل ولم ينجح الا في اعطاء صورة سلبية عن مستوى المدرب الوطني.

فالمدرب الذي حظي بدعم غير محدود من قبل قطاعات كثيرة اعلامية وجماهيرية اخفق من خلال ما حصل عليه من نتائج مع الفريق في تقديم صورة طيبة لكرة القدم في العراق ومن الانصاف هنا ذكر الظروف الصعبة التي عمل بها الكادر الفني للمنتخب فيما يتعلق بمستوى الاعداد والدعم المطلوب الحصول عليه لتدعيم مسيرة المنتخب, فالاتحاد عجز عن توفير مباريات تحضيرية بمستوى يمكن المدرب من معرفة مستويات لاعبيه او يبلور صورة المنتخب ومدى امكانية كل لاعب على تطبيق منهجية المدرب بطريقة ناجحة وهذه الامور شكلت عوامل ضغط على الكادر الفني وقلصت من امكانيته على القراءة الصحيحة وتقدير الامور من خلال اجواء هادئه مفترضة.

الهزائم التي تعرض لها المنتخب الوطني خلال التصفيات المؤهلة للمونديال القادم شاركت في حصولها عدة جهات .. الاتحاد .. المدرب ومعاونوه .. اللاعبون اضافة الى الاعلام الذي في جزء واسع منه مجامل وغير شفاف فيتعامل بطريقة عاطفية بعيدة عن العقل.

اعتقد من المنطق ان يصار الى اجراء مراجعة شاملة لكل ما جرى وتحديد مسبباته ووضع الحلول الناجعة لتلك المسببات وبعيدا عن العواطف اتصور ان الاجواء العامة غير مهيئة لعمل مهني وفني ينتظر ان يقدمه الفريق بوضعه الحالي لذا فالتغيير امر حتمي وبخلافة سنواجه مشاكل كثيرة قبل ان نعود للاصلاح بعد ان تكون الامور فلتت من نصابها وتصبح المعالجات من باب العبث.

المطالبة بتغيير الكادر الفني لاتعني انه سيئ وان الخيار كان خاطئا انما لتصحيح مسيرة المنتخب فربما يجد المدرب فرصة افضل للعمل في ظروف مختلفة لكن الوضع حاليا معقد وحساس ويحتاج الى نفس مسؤول وغير متشنج يأخذ بالاعتبار مصلحة الكرة العراقية واسم الوطن قبل النظر الى اسماء الاشخاص ومناصبهم وتغيير الكوادر الفني ليست بدعة او عبث انما هي سنة من سنن كرة القدم في العالم اجمع .

الذي اريد ان اقوله ان استبدال الكادر التدريبي الان له انعكاسات نفسية اكثر منها فنية .

اعتقد ان الكابتن شنيشل قد اجتهد كثيرا في سبيل تقديم توليفة منتجة من اللاعبين تتمكن من خوض التصفيات بفاعلية مناسبة لكنه ولظروف واسباب متنوعة لم يوفق في مسعاه وهذا امر طبيعي يحصل مع جميع المنتخبات والحلول في مثل هذه الاوضاع معروفة وهي لاتعني الانتقاص من المدرب بقدر ما تشكل تغييرا منهجيا للوصول الى الهدف.

المطلوب الهدوء والتعقل وتجاوز التشنجات وعدم استفزاز الاخر لايجاد حلول عاجلة والابتعاد عن الترقيع عن المعالجة قبل استنفاذ الوقت لاننا على الورق لازلنا في المنافسة شريطة ان نبدأ بطريقة اخرى اكثر نجاعة واحترافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى