المواجهــة مـــع استراليـــا فــوارق قليــلة ومخاوف كثيـــرة!
مونديال – علي المعموري
ينشغل الشارع الكروي هذه الايام بمتابعة تحضيرات منتخبنا الوطني لكرة القدم الخاصة بخوض التصفيات الاسيوية الحاسمة المؤهلة لكاس العالم التي ستضيفها روسيا صيف العام 2018, تحضيرات يراها البعض لاتتناسب واهمية الحدث ولامع قيمة وقوة المنافسين خصوصا في اللقاء الافتتاحي الذي سيجمعنا مع الكنغر الاسترالي في 1-9-2016 في مدينة بيرث, هذا اللقاء الذي تعتبر نتيجته على قدر عال من من الاهمية بالنسبة لنا وبالنسبة للاستراليين الذين يعولون على تحقيق الافضلية باعتبار ان اللقاء على ارضهم وبين جمهورهم وقد صدرت تصريحات من مدربهم اليوناني الاصل انجي بوستيكو جلو اعتبر فيها ان فريقنا سيكون في متناول المنتخب الاسترالي واعتقد ان هذا التصريح لم ينطلق من معطيات واقعية انما اعتمد على رؤية محدودة متصلة بما قدمه الفريق العراقي في بطولة اسيا التي اقيمت في سيدني مطلع العام الماضي وكذلك اعتمادا على نتائج فريقنا المتعثرة في المرحلة السابقة من التصفيات. فعلام استند جلو في تصريحه هذا؟
قبل كل شيئ ساضع نتائج الفريق الاسترالي التي تحصل عليها خلال هذا العام من لقاءات رسمية وودية وكمايلي
استراليا – طاجيكستان 7-0
استراليا – انكلترا 1-2
استراليا – اليونان 1-0
استراليا – اليونان 1- 2
ومن خلال النظر الى النتائج اعلاه يتبين ان الفريق الاسترالي يعاني من صعوبة في تسجيل الاهداف فباستثناء نتيجة طاجيكستان الفريق المتواضع فان نتائجه الاخرى جمعها ضعيفة من الناحية التهديفية وهي نفس المشكلة التي تعاني منها كرتنا هذه الايام والفريق الاسترالي يعتمد على اللاعب تيم كاهيل وهو لاعب كبير في العمر 36 سنة وهو عائد الى الدوري المحلي يعاونه لاعب الوسط المهاجم روبي كروس.
في الوسط لديه مارك ميليغان لاعب نادي بني ياس الاماراتي اضافة الى جيديناك لاعب ارتكاز على مستوى رفيع وعلى الطرف اللاعب الطويل ارون موي اضافة الى اللاعبين بابلي رايت وبراد سميث يقف خلفهم حارس فالنسيا ماثيو رايان وهو اقل كفاءة من المخضرم شوارزر.
المنتخب الاسترالي يعتمد على القوة البدنية واللياقة وينقل الكرات من وسط الملعب الى جناحي الفريق لارسال العرضيات بالاعتماد على براعة كروس وكاهيل في تسجيل الاهداف ويعاب عليه البطئ وانعدام التركيز عند الضغط عليه.
المدرب انجي بوستيكو جلو كان اشتكى من مشكلة عدم تواجد لاعبيه لانهم باستثناء كاهيل منتشرون بين الاندية الاسيوية والاوربية وتواجدهم طبقا لانظمة الفيفا سيكون قبل المباراة بثلاثة ايام وهي تقريبا نفس مشكلة منتخبنا ولكن بدرجة اقل نظرا لتواجد عدد جيد من لاعبينا العائدين من المشاركة الاولمبية مع بعض المحترفين الذين سمحت لهم انديتهم بالتواجد مع الفريق.
كيف تواجه فريقا بهذا الحجم والمستوى على ارضه وبين جمهوره؟
نحتاج الى عمل توازن بين الدفاع والهجوم والاحتفاظ بالكرة في وسط الملعب وعدم السماح للاستراليين باللعب بدون ضغط ومزاحمة وخصوصا طرفي الملعب وهذا يتطلب توظيفا دقيقا للاعبين وبالذات جناحي الملعب بالنسبة لمنتخبنا بالاستفادة من تصحيح الهفوات التي حصلت خلال مباريات الاولمبي جراء التزاحم بين مراكز اللعب وعدم وضع اللاعبين على وفق امكاناتهم مقارنة مع قوة الخصم لان اللعب بالطريقة التقليدية سيربك منتخبنا ويفكك خطوطه وافضل حال هو العودة الى طريقة 4-4-2 مع توخي الدقة في اختيار العناصر والاهم هو شجاعة التصرف لان التهيب سوف يوقعنا بمواقف تضعف خطوطنا وتضيع منا المباراة.
اتمنى ان يكون السيد شنيشل قد انتهى من عملية التجريب ودخل مرحلة الاستقرار فالخصم حتى وان بدا قويا مهابا الا انه من الممكن تقليص الفوراق البسيطة بينا وبينه.
الاهم من كل هذا نحن بحاجة الى التعضيد النفسي والتحضير المعنوي للتغلب على الرهبة الكاذبة وما حصل مع البرازيل في ريو مازال ماثلا في الاذهان.
كل التوفيق لاسود الرافدين.