الأخبار العربية

انديتنا و حسابات الحقل والبيدر

علي المعموري – مونديال

من حق الاندية ان تهتم باعداد فرقها اعدادا مثاليا للمشاركة في الموسم الكروي المقبل بما يؤمن لها تحقيق نتائج طيبة تتناسب ومقدار اهتمامها بهذه الفرق, ومن حق الاندية ان تبحث عن الادوات المناسبة من لاعبين ومدربين  لتحقيق طموحاتها فهي حتما ستنفق الكثير من الاموال والجهد لتامين افضل قدر ممكن من التهيئة المناسبة وعلى فكرة فان هذا الحال لايختص بانديتنا المحلية لوحدها انما هو حال جميع اندية العالم كبيرها وصغيرها مع تفاوت الامكانيات الفنية والمادية والسوقية, وبالعودة لانديتنا التي تعيش ظروفا صعبة لاتسمح لها بتوسيع مساحة طموحاتها فان اداراتها ولاسباب مختلفة طالما تقع تحت مؤثر العجالة والبحث العشوائي فتتكاتب مع لاعب  لمجرد انه برز في مباراة او مباراتين او سجل هدفا اوهدفين دونما دراسة مطولة لقاعدة بياناته على مدى عام على الاقل وتقرير مدى الحاجة له في الفريق وفي مركزه فتقع بذلك ضحية الاستعجال وحمى التسابق مع الاندية الاخرى عندما تكتشف ان خياراتها لم تكن موفقة فتضطر الى تحويل اللاعب الى لاعب احتياط او ان تضعه في مركز لايستطيع ان يقدم فيه مردودات طيبة وفي كلا الحالتين سيكون اللاعب هو الخاسر الاكبر لانه سيفقد جانب من مهاراته وايضا فرصته في التواجد مع المنتخبات الوطنية.

ما ينطبق على اللاعبين ينطبق على تعاقدات ادارات الاندية مع المدربين ولنفس الاسباب اعلاه وبنفس الاسلوب تكتشف ادارات بعض الاندية انها لم تكن موفقة في تعاقداتها وتضطر تحت ضغط النتائج السلبية للتخلي عن المدرب والبحث عن اخر فيضيع عليها الخيط والعصفور فمنه انفقت اموالا بلافائدة ومنه استنزف فريقها نقاطا من الصعب تعويضها وهكذا تقع ضحية جهلها وتعجلها واعتمادها على قراءات خاطئة تتعلق بسير المدربين.

لايمكن ان يطلب من المدرب الفوز ببطولة الدوري لمجرد انه مدرب بتاريخ جيد , هذا قمة الجهل والتخلف الفكري والاداري لان الفوز في الدوري يتطلب استحضارات مناسبة ..بنى تحتية .. موارد مالية.. موارد بشرية.. انسجام كبير بين الادارة والكادر التدريبي واللاعبين فضلا عن توفر عوامل الاعداد النفسي والبدني.

البعض يعتبر ان ماتحقق مع الزوراء في الموسم الماضي كان بفعل حنكة المدرب وهذا امر فيه مبالغة فحتى مع مقدرة وكفاءة الكابتن باسم قاسم ماكان له ان ينجح لولا تعاون الادارة واللاعبين الامر الذي مكنه من تطويع مهارات لاعبيه و تسخيرها لتحقيق نتائج طيبة والسيد باسم قاسم من الكفاءات التدريبية الجيدة لكنه يحتاج الى توافر اكثر من جهد والذي حصل مع الزوراء لااظنه سيحصل مع الجوية الا اذا فطنت ادارة الجوية وتعاملت معه بنفس ماتعامل معه الزورائيون وهذا الامر ينطبق على الجميع. بعض الادارات تتعاقد مع اللاعبين قبل ان تتعاقد مع المدرب وهذا خطا اخر ترتكبه هذه الادارات وقد شاهدنا كيف كانت نتائج السيد راضي شنيشل مع الشرطة  في دوري النخبة رغم ان شنيشل لم يكن سيئا لكنه افتقد مع الشرطة لشروط العمل التدريبي التي تحدثنا عنها في مقدمة المقال.

نحتاج الى ادارت لانديتنا تعمل باحترافية وبمنهجية لكي نرتقي بدورينا وبالتالي كرتنا الى مستوى فني افضل لتجنب اختلاف الحسابات بين الحقل وبين البيدر عندما يحين موعد الحصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى