الأخبار العربية

انسحاب اربيل غياب للحكمة ومبالغة في ردة الفعل

علي المعموري

دوري الكرة في اي بلد يعتبر المصنع المختص بانتاج النجوم وصقل مواهبهم وبالتالي المساهمة بتطور الكرة في ذلك البلد وبلدنا من البلدان التي تمارس فيها كرة القدم على نطاق واسع في الريف وفي المدينة والبوادي والصحارى ويحتاج لكي يكون قوة كروية بارزة الى تنظيم دوري كروي بقواعد عصرية واليات تراعي النظم العالمية في هذا المجال.

عملية نظيم واقامة دوري بكرة القدم وبظروف استثنائية يحتاج الى قدرات ادارية ومادية استثنائية لاخراجه بطريقة لائقة وقد نلحظ حصول اشكالات تنظيمية في دوريات المنطقة نتيجة لخلل في العمل الاداري رغم ان بعض هذه الدول تعمتد في تسيير دورياتها على الخبرات الاجنبية في جانبي الادارة والتنظيم.

دورينا الذي يفتقد لابسط قواعد التنظيم المنضبط جراء قلة بل وانعدام القدرة على تنظيمه تكثر فيه الاخطاء والاشكالات رغم انها في مجملها لم تكن بمستوى يصنف بالخطير كما حصل في مصر اوالجزائر او بعض البلدان ومع ذلك نجد بعض الاندية تبالغ في ردة فعلها ازاء تلك الاشكالات وبعضها تتفهم الامور.

انسحاب نادي اربيل من الدوري على خلفية اشكالية ملعب النجف وتسبيب ذلك الانسحاب بكونه يعود الى عدم قدرة ادارة النادي على حماية ارواح لاعبي الفرق كما صرح بذلك رئيس النادي امرا غير مقبول ولايصح ان يحصل في وقت فيه كرتنا وقبلها وطننا بحاجة الى التلاحم واعلاء الروح الرياضية وابراز اللحمة المجتمعية كما ان الاسباب التي عرضت غير مفهومه وتعتبر منتفية اذا علمنا ان وفدا من الاتحاد وادارة النجف قد ذهب الى اربيل وقدم الاعتذار وقبل منهم  وانتهى الموضوع تماما بدليل عودة زاخو للعب.

يقال ولا ادري  الى اي مدى صحة هذا القول ان السبب الحقيقي لانسحاب النادي من مسابقة الدوري هو عدم وجود الاموال اللازمة لتمويل نشاطاته هذا الموسم وهذا الامر من الممكن تداركه ببعض الاجراءات كما حصل مع اندية اخرى سابقا ولو اعلن الامر وفق هذه التخريجة لكانت اضراره اقل بكثير من الطريقة التي اعلن فيها عن الانسحاب.

تسبيب الانسحاب وطريقة الاعلان عنه وماسبقها من اجراءات توحي الى نفس سياسي اكثر منه مستوى رياضي او حرصا على ارواح اللاعبين اذ ان الايحاء بعدم القدرة على الحفاظ على ارواح لاعبي الفرق الاخرى يرسل رسائل خطرة بانعدام الامن في اكثر مناطق العراق امنا وهي محافظة اربيل ويغمز في قناة اخرى اكثر خطورة لانريد ان نذكرها لاننا نحترم وحدة الوطن وتلاحم شعبه وماحصل في ملعب النجف من هتافات من قبل نفر من جمهور منفلت لايوجب الانسحاب ولا يبرره وقد حصل ويحصل في دوريات اخرى وقبلها حصل في ملاعب الاقليم ولمرات عديدة واكثر خطورة واشد تاثيرا ورغم هذا لم ينسحب احد!

اتحاد الكرة ولجانه يتحملون مسؤولية هذا الانسحاب وما سيترتب عليه من اثار ضد كرتنا بشكل عام وضد سمعة بلدنا لانهما والاتحاد بشكله العام اثبت عدم القدرة على السيطرة التامة على الامور وتمشية الدوري من خلال التعاطي بازدواجية مع الاحداث وكثرة مجاملته للبعض من الاندية في وقت يفترض فيه ان يطبق قوانينه على الجميع ليفرض هيبته قبل ان يتحول الى واسطة خير ليحل هذا او يعتذر لذاك  فهذا ليس عمله ولا هو من اختصاصه.

نادي اربيل من الاندية العراقية المشهورة وذات الثقل الكبير في الكرة العراقية وفقدانه سيؤثر على مستوى التنافس دون شك وسيشكل خسارة لم يكن احدا ليرغب بها وظروفه الصعبة الجميع يتفهمها ويحترمها لكن ادارته للازمة الاخيرة لم تكن موفقة وفيها اساءة لسمعة الكرة وفيها ابعاد اخرى نتمنى ان تكون غير حاضرة في ذهنية اصحاب القرار.

لانعتقد ان النادي سيستفيد من هذا القرار ولاادارته لانها وضعت اتحاد الكرة بموقف حرج لابد فيه ان يطبق الياته وقوانينه وبموجبها سيعتبر النادي هابطا الى دوري الدرجة الاولى خصوصا انه ادارة النادي سرحت لاعبيها فاضرت بهم وبناديها وبالتالي لاندري ما الحكمة من ذلك واين المصلحة فيه؟

وفق الله الجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى