انهم يتقاسمون الخراب
علي المعموري – مونديال
يعتزم اتحاد الكرة عقد اجتماع موسع مع مدرب المنتخب الوطني راضي شنيشل بعد عودته يوم غد من قطر لمناقشة جملة من الامور التي تخص مسيرته المنتخب في المرحلة المقبلة من التصفيات بعد ان جدد ثقته به.
وسواء كان تجديد الثقة بالمدرب منطلق من قناعة حقيقية بمستواه وقدرته على قيادة المنتخب او لقضايا تتعلق بطبيعة العقد وما يترتب على فسخه من اثار مادية الاتحاد غير قادر على تحملها فان من الضروري ان يصار الى جلسة مصارحة حقيقية بين الطرفين تضع في مقدمة اولوياتها المصلحة الوطنية التي تتطلب قدر كبير من التضحيات , جلسة تحضر خلالها تحفظات الشارع الرياضي وشكوكه بامكانية نجاح الكادر الفني ليس في التاهل الى المونديال لان هذا الهدف يبدو بعيدا جدا لكن على الاقل في اعادة الهيبة الى كرة القدم العراقية التي تحولت في اخر مشاركتين لها من المنافسة على الالقاب الى المشاركة المجردة اسوة ببقية فرق الصف الرابع في القارة الاسيوية.
الذي يجري الان بعيد عن الهاجس الوطني والمصلحة العليا لشعب عريق يفكر في كرة القدم بمستوى تفكيره في توفير لقمة عيشه, الذي يجرى هو ممارسة لا تخلو من النرجسية مبنية على قاعدة (العناد)والبغض بين الاطراف المسؤولة عن نتائج الفريق وبين قطاعات واسعة من الاعلام المحلي مدعومة برأي عام ناهض اكد على فشل محاولات تثبيت كرتنا وايقاف تداعياتها وتدهورها جراء الخلل الواضح على مستوى المعالجة.
لا نأتي بجديد عندما نقول ان ما مر من نتائج لكرتنا اشر حالة الفشل الذي تتخبط به ادوات صناعة كرة القدم في العراق فالارقام تعلن عن نفسها فبعد خمسة مباريات جرت في المرحلة الاولى خسرنا اربعة منها وفزنا بمساعدة ظروف معينة في الخامسة ولم نقدم اي صورة مشرقة لمستقبل كرتنا الامر الذي سيلقي بضلال الشك بمقدرة الكادر الفني على السيطرة على الامور وايقاف التدهور وتحسين النتائج وسنعود لخلق مبررات لاتصمد امام العقل من قبيل قصر مدة الاعداد ونوعيته والاستقرار وغيرها من التبريرات التي اعتدنا على سماعها اثر كل اخفاق.
المدرب ليس رباعا ليمنح فرصتين او اكثر والرهان على تحسن الحال دون وجود مايدعم هذا التحسن هو استغفال للشارع الرياضي وتمشية حال ليس اكثر لذا يجب ان تكون الامور اكثر صراحة وصرامة فلا يجوز التمسك برهانات خاسرة وخيارات فاشلة لعبور مرحلة فطول المدة ونتائج ما سبق اسقطت جميع المبررات وعلى الجميع ان يتحلى بالمسؤولية ويتخذ الموقف الصحيح, المدرب ان كان قادرا فعليه ان يقدم ما يدعم قدرته وان يعطي ضمانات بتحقيق النجاح والاتحاد عليه ان لا يمنح ثقته للمدرب بشكل مجاني لان مهمة الاتحاد هي امانة وشرف وعليه ان يحافظ عليهما بقوة وان لا يلعب بالنار ويراهن على احتمالات ضعيفة وعليه ان يعلن انه مسؤول عن قرار دعم المدرب وتجديد الثقة وان لا يجازف بسمعة الوطن من اجل ان يغيض هذا الطرف او ذاك والا فان على الحكومة بعد ذاك ان يكون لها موقفا من الجميع.
اعتقد ويعتقد معي الاف وربما ملايين المتابعين العراقيين ان الكادر الحالي الذي يقود المنتخب لا يملك مؤهلات اكثر من تلك التي قدمها في المرحلة السابقة ومن يعتقد غير هذا فهوا اما مجامل او جاهل بواقع كرة القدم ومن يراهن على تطور الاوضاع وتحسنها باضافة بعض الكوادر فرهانه خاسر وان فكرة الزج بمستشار هي من كبائر الاخطاء لانها ستقيد المدرب وستزيد من فقدانه لتركيزه وتجعله اكثر ارتباكا من ذي قبل فاما ان نذهب الى التغيير او ان ندع الامور على علاتها.
في المحصلة ان الاتحاد يسعى من خلال دعم استمرارية شنيشل دون اسناده الى تحطيمه والقضاء على اسمه التدريبي لانه يعلم علم اليقين ان شنيشل لايحصد سوى حطبا ويعلم ايضا ان الضغوطات سوف تتضاعف عليه ونعلم نحن ان شنيشل سيظل يستدعي ثم يستغني عن عدد من اللاعبين حتى يصل به الامر الى دعوة لاعب واستبعاده فدعودته وهكذا كما هو حاله مع حمادي! فحتى نظرية البناء للمستقبل سيسقطها الزمن ان لم تكن سقطت فعلا.