منذ زمن ليس بالقريب والعراقيون يعتبرون تباري منتخباتهم وانديتهم مع المنتخبات والاندية الاخرى على ملاعبهم وبالقرب منهم حلما لايتحقق في الزمن المنظور وهدفا صعب الوصول اليه حتى ركنوا الى اليأس بعد ان تبددت امامهم مسالك الرجوى وانقطع الامل فألفوا مشاهد المقاعد الفارغة في ملاعب العرب والاعاجم التي استبدلوها لتعوض عن غياب ملاعبهم وتعودوا صمت الحناجر التي تصدح تغنيا بلاعبيهم وهم يداعبون الكرة بين اقدامهم ويراقصون خصومهم.
وشيئا فشيئا اقترب الحلم ان يغدو واقعا حقيقيا ولاحت في الافق الاظلم بوادر نور لتضيئ مساحة اليأس وتوقد جذوة الفرح.. صبرنا كثيرا ونلنا قليلا فقد قرر الظالمون الافراج عن الفرح بشروط.. وليشرطوا مادمنا نجني ثمار الصبر .. اخيرا سمح لنا الفيفا باستخدام ملاعبنا بطريقة غير رسمية وبطابع ودي على سبيل التجريب في فترة انتقالية قوامها ثلاثة اشهر تامات قبل اعادة النظر فيما تخذ من قرار وبما سمح لنا به!
وفي الامتحان يكرم المرء او … كنا بحاجة لمن يقف الى جانبنا ليضع قدرتنا التنظيمية والامنية موضع الاختبار فكان القرار اردنيا كريما عندما قرر الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني بكرة القدم نقل مباراة منتخب النشامى مع المنتخب الوطني العراقي من عمان كما كان متفق عليه قبل قرار تعليق الحظر الى البصرة الفيحاء ليكون الاشقاء الاردنيون واميرهم الشاب اول منتخب عربي واجنبي يلعب على ثرى الرافدين بعد الوضع الجديد وليؤكد الامير علي مواقفه المساندة للعراق في موضوع الحظر.
كعراقيين وكرياضيين وكجمهور نعجز عن رد الخطوة الاردنية الكريمة وكل ما ندعو اليه ونتمناه هو ان نعبر لاخوتنا النشامى عن عظيم شكرنا وامتنانا على هذه المبادرة الكريمة الطيبة.
في الوقت الذي نشكر فيه موقف الامير علي بن الحسين فاننا نعتقد ان وجود النشامى واميرهم في البصرة الفيحاء وجود الاخوّة والجوار كما اننا نثق بان اهلنا في البصرة سيعبرون لضيوفهم عن كرم وطيب العراقيين وامتنانهم للموقف الاردني الذي نتمنى ان تتبعه مبادرات عربية اخرى.
كما نتمنى من جمهورنا الكريم التعاون مع المعنيين من اجل انجاح هذه المباراة واثبات قدرة العراقيين على حسن الادارة والتنظيم بالالتزام التام بقواعد التشجيع النظيف.
جهود كبيرة تبذلها كوادر وزارة الشباب وفي المقدمة منهم وزيرهم الشاب بالتنسيق مع اتحاد الكرة من اجل توفير جميع متطلبات انجاح المباراة.
شكرا للاشقاء نشامى الاردن وشكر للسيد عبطان الذي لم يترك اية فرصة فيها نفع لكرتنا الا واستغلها لصالح الكرة العراقية وشكرا لاتحاد الكرة برئيسه السيد مسعود ولجميع اعضائه
