الأخبار العربية
بسام رؤوف: يجب علينا ان نُحافظ عَلى ثرواتنا الوطنية من اللاعِبين

حاوره: أحمد عبدالكريم حميد – مونديال
بسام رؤوف: يجب علينا ان نُحافظ عَلى ثرواتنا الوطنية من اللاعِبين
نحن لا نأخذ مبالغ من المُنتخبات الوطنية بل نحن داعمون لها
يجب ان نستفاد ونستثمر الطاقات المبعدة عن البلد وهو استحقاق لكُلّ العراقيين
مازالت الرياضة العراقية تعيش الازمات التي تعصف بها في مرحلتها الانتقالية مع ضعف الجوانب الإدارية والفنية والبحث عن الطرق التي تعيد لها بريقها ونتائجها ومُستوياتها العالية. موقع “مونديال” الرياضي كان في ملعب الشعب الدولي والتقت باللاعِب الدولي السابق والمحلل الفني ومُدير المدرسة التخصصية لرعاية مواهب كُرَة القدم بسام رؤوف حميد ليجيب على أسئلتنا في هذا الحوار الصحفي الذي تطالعونه في السطور التالية. * ما المهمات التي تقوم بها رابطة العراق للمُدربين الشباب بشكل عام؟ – بسم الله الرحمن الرحيم، رابطة المُدربين العراقيين الشباب رابطة رسمية ومسجلة ولها مقر وأعضاء مؤسسيين. تم اختياري رئيساً للرابطة وفقاً لنِظام التصويت وتم القبول بالاجماع وقبل تولي مهام رئاسة الرابطة، بصراحة، درست الموضوع مِن جميع النواحي والشخصيات المؤسسة والعاملين هم شخصيات محترمة جداً وفعلاً يعملون مِن أجل الرياضة. وعملهم تطوعي ضمن منظمات المجتمع المدني وسبق لي ان عملت في هذا المجال. وبالنسبة لي هذه العملية تضامنية ومشتركة مع جميع أعضاء الرابطة ومساهمة مِن لدنا في دعم الرياضة والرياضيين. * ما النشاطات الرياضية التي اقامتها الرابطة أثناء مُدّة رئاستك لها؟ – لبت الرابطة دعوة مقدمة مِن إيران لخوض مُبَاراتين بكُرَة القدم للاعِبين الرواد في شهر نيسان المنصرم وخضنا المُبَاراتين في مدينة قم المُقدسة وحقق فريقنا فوزين عَلى أفغانستان وإيران. وحاولت جاهداً مِن خلال الرابطة ومني شخصياً، بان اقدم الدعوة للاعِبين الرواد مِن أجل المُشاركة في هذه البُطولة. وكان هنالك تنسيق مع وزارة الشباب والرياضة بشأن هذا الموضوع ومع اللجنة الأولمبية أيضاً. واقامت الرابطة بالتعاون مع الإتّحاد العراقي دورة تدريبية فئة “دي” مؤهلة لنيل شهادة “السي” الآسيوية وبرنامج هذه الدورة مُشابه لبرنامج “سي” نوعاً ما وحاضر فيها الأساتذة: محمود الشيخلي، ماجد عباس، أسعد لازم، علاء عبدالقادر، شفيق جبل وأنا. وسنحاول بقدر المستطاع بعد هذه المرحلة ان نوسع الهيئة العامة للرابطة وان تكون لدينا قرارات وتواصل مع مؤسسات أخرى وبرامج ودورات. وتهتم هذه الرابطة بشؤون الشباب وبالعنصر النسوي أيضاً، وحاولنا الإتصال مع خواتنا المُدربات والإداريات مِن أجل انضمامهن إلى الرابطة. ويوجد نِظام داخلي يسع الجميع مِن ناحية النشاطات وإمكاناتنا لا بأس بها، لكن نحتاج إلى وقت لكي نُعرّف الشارع الرياضي بأهمية هذه الرابطة ومُستوى ادائها. ونشاطنا لا يقتصر عَلى الجانب الرياضي فحسب، بل يتعاده إلى الجوانب الإجتماعية، ومنها تفقد عوائل الشهداء ومُساعدتهم والوقوف بجانبهم وبجانب الرياضيين أيضاً. * كيف وضع المدرسة التخصصية الآن بعد التقشف المالي الذي يعصف بالمؤسسات الحكومية؟ – للامانة، النِظام الجديد للعمل تغير خاصةً عندما فتح السيد وزير الشباب والرياضة مجال الاستثمار. وبالنسبة لنا الناحية المادية كانت تتم بالدعم المالي المقدم مِن الدولة وحالياً لا يوجد دعم كهذا بالشكل الذي نطمح له واعتمادنا الآن عَلى التمويل الذاتي. وبصراحة، هذا الوضع يُصعب المَهمّة، ولكن في الوقت نفسه يجب علينا ان نُحافظ عَلى هذه الثروات الوطنية مِن اللاعِبين. ويحتاج هذا البرنامج إلى دعم مالي وإلى تعاون مُشترك بين كُلّ المنظومة الرياضية، ولكننا نعتمد عَلى اشتراكات اللاعِبين والرعاة الرسميين مِن شركات أهلية أو غيرها ونحاول ان نحصل عَلى دعم مِن هذا المجال. المدارس المعتمدة الأخرى احسن مِن حالنا، لانهم يتقاضون رواتب ومخصصات ثابتة وتجهيزات، بالمُقابل، نحن بدأنا بالعد التنازلي في هذا الجانب. ونآمل، ان في المرحلة القادمة ان تكون جيّدة في ظل هذه الظروف اذا ما حاولنا الاستفادة مِن الاستثمار بصورة صحيحة مع الدعم الذي نحصل عليه مِن السيد وزير الشباب والرياضة والدكتور علاء عبدالقادر وهما داعمان للمشروع ولتقوية اداء المدارس التخصصية لا سيما بعد النتائج الأخيرة ووجود 11 لاعِباً مِن المدرسة مثّلوا مُنتخب أشبال العراق ويوجد عددا مِن لاعِبينا مع مُنتخب الناشئين أيضاً. اعتقد، ان لهذا المشروع أهمية كبيرة ونتمنّى ان لا تكون الأمور المالية هي العائق أمام توقف نشاطات المراكز الوطنية. * هَل يتم استحصال أموال مِن الأندية مقابل اجراء نشاطاتها عَلى ملعب المدرسة التخصصية وغيرها مِن النشاطات؟ – نحن لا نأخذ نِهائياً أيّة مبالغ مِن المُنتخبات الوطنية، بل عَلى العكس نحن داعمون لها. لربما اذا كانت هنالك أندية تتدرب أو تلعب مُباريات الدوري عَلى ملعب المدرسة نأخذ رسماً بسيطاً جداً ليُساعد عَلى الأقلّ بصيانة الملعب. نحتاج للمُستلزمات الكهربائية وأدوات أخرى وهنالك اثاث وأدوات تعرضت للاضرار وبهذه الأموال يمكننا ان نشتري المُستلزمات والأدوات وإبدال التآلف منها والحمامات تحتاج إلى صيانة وكذلك أرضية الملعب. وهذه الأموال تساعد فقط عَلى صيانة وادامة الملعب ولا تذهب إلى أمور أخرى. * بعد ربط نادي “الشباب” إدارياً ومالياً بوزارة الشباب والرياضة كيف ترى هذه الخطوة وهَل يمكن ان يعتمد النادي عَلى المراكز الوطني لرعايا المواهب والمُشاركة في البُطولات المحلية؟ – لا يوجد الآن تعاون حقيقي في هذا المجال بين نادي “الشباب” والمراكز الوطني وتقود النادي هيئة مؤقتة. ويحتاج هذا الأمر إلى دراسة أعمق وتوفير بيئة صحيحة، لان ترحيل اللاعِبين إلى نادي “الشباب” يمكن ان تكون لهم الفرص في المُستقبل، لكن حالياً لا يوجد شيء فعلي وحقيقي. وارتباط النادي بالوزراة وكُلّ الأندية مرتبطة بها وهذا شيء طبيعي حالياً، لكن هنالك انتخابات قادمة وستكون هيئة إدارية مُستقلة بقراراتها وقضاياها وإدارتها للمنشآت واستقطاب اللاعِبين. وبرأيي، هذا شيء إيجابي لكنه يحتاج إلى وقت لمعرفة آلية وعمل نادي “الشباب” وطريقة تفكيرهم بالمُستقبل القادم باذن الله تعالى. * ما رأيك، بالقانون الجديد الخاص بانتخابات الأندية الذي قدمته الوزارة؟ – مايزال هذا القانون حَتّى هذه اللحظة تحت الدراسة وربما تطرأ عليه تغييرات ببعض الفقرات المعينة، ولكن في سبيل تفعيل هذا القانون نحتاج للوقت وقد يكون لسنيتين عَلى أقلّ تقدير. واذا اردت ان اتكلم عن اللوائح الموجودة التي ستعتمد، باعتقادي، ستكون جيّدة وتتناسب مع هذا الوقت. وستواجه صعوبة بتقبل بعض الأفكار وهنالك مَن سيتقبلها أيضاً. بالتأكيد، نحن نفكر بالمصلحة العامة التي تقتضي بان يأخذ الرياضيون دورهم في العمل الإداري وكذلك الشخصيات الفاعلة ولا تكون عَلى حساب الرياضة والرياضيين. ونتمنّى، ان تكون هذه اللوائح العامل الفاصل لإبراز الناحية الإيجابية وليست السلبية في الأندية وعملية التغيير تحتاج لسنوات طوال، لهذا التغيير الحالي سيكون جزئياً. ونتمنى ان تكون العملية الجديدة ناجحة وموفقة. * هَل في نيتك الترشح في الانتخابات المُقبلة للعمل الإداري مع أحد الأندية؟ – إن شاء الله، لديّ هذا الهدف وما يزال هُنالك الوقت والفكرة موجودة والعمل مع الأندية بالتأكيد سيصب في مصلحتها، لاسيما اذا كان مَن يعمل بهذه الأندية يمتلك الخبرة الإدارية الجيّدة مِن أيّ كفاءة ستسهم في بِناء ولو جزء بسيط بهذا النادي. أتمنّى، ان اعمل مع الأندية وستكون لديّ مساحة أوسع للعمل وامتلك المقبولية في كثير مِنها وتبقى لدى كُلّ ناد طريقة تفكير وتعامل. ونحن مانزال قاصرين بالتفكير الاحترافي بالبحث عن الأفضل وما يزال الأفضل غائباً وبعيداً عن الأندية. ونتمنّى ان تكون الظروف المُقبلة أفضل بالنسبة لنا مِن ناحية الاستقرار الذي سيفرز الجيّد مِن الرديء، وجميعنا سنعمل مِن أجل تطور المجال الرياضي الذي هو مجال عملنا واختصاصنا. * كيف تقيم عملكم في اللجنة الفنية بالإتّحاد؟ – بالنسبة لي أنا خارج هذه اللجنة منذ مُدّة. والكثير مِن اللوائح التي اقرت لصالح هذه اللجنة وواجباتها ومهامها تخلت عنها – اللجنة الفنية – لأسباب ربما أعضاء اللجنة التنفيذية يعرفونها. واصبحت اللجنة تهتم كثيراً بالدورات التدريبية واقامت الكثير منها في عموم المُحافظات ونجحت في هذا الجانب بشكل كبير جداً. وغاب عنها أيضاً الكثير في جوانب أخرى مِن الجوانب الفنية المتعلقة بتطور اللعبة بحدّ ذاتها سواء كان في الأندية أو المُنتخبات وحَتّى الفئات العمرية. وباعتقادي، هي اسغتنت عن الكثير مِن واجباتها لصالح لجنة المُنتخبات ويحتاج الأمر إلى عودة متجددة إلى اللجنة الفنية للاهتمام بمشاريعها ومهامها وتطويرها واعتبر لجنة التطوير هي الأهم في إتّحاد كُرَة القدم العراقي وفي كُلّ دول العالم أيضاً ويوجد لدينا تقصير بهذا الجانب. ومِن الصعب، ان نُغير الكثير مِن النقاط بسبب آلية العمل والتوقيتات وطريقة تفكير الاخوان في الإتّحاد وحَتّى لجنة المنتخبات توقفت فترة مِن الفترات وربما تعاود عملها. * بوصفك مُحللاً فنياً لمُباريات الدوري كيف تقيم دورينا في الموسم المنصرم؟ – أعتقد، كان الدوري المُمتاز مرحلة إستعداد للفرق التي تأهلت لدوري النخبة وتطوّرت الفرق مِن ناحية الأداء والمُستوى البدني. وظهر نجوم جُدد في الساحة وكُلّ هذه عوامل إيجابية افرزها دوري الموسم المنصرم. عملية التوافق بين اللجان العاملة في لجنة المُسابقات وتنظيم العمل والتوقيتات ونجاح النقل التلفازي وهو جانب مُهم جداً وكان متوافقاً مع الإتّحاد والقنوات الناقلة للمُباريات وسيتوسع العمل بالنسبة لهم خلال المرحلة المُقبلة. منظومة أمن الملاعب والجماهير والسيطرة عَلى أعمال الشغب ونحن بحاجة لتضافر كُلّ الجهود، ولا ننسى ان أيّ خلل سيؤدي إلى تعطل سير الدوري وفشله. ونتمنّى مِن الشرطة الإتّحادية ووزارة الداخلية والقوات الأمنية ان يساندوا الدوري دائماً. نجحنا في انهاء الدوري بالرغم مِن حدوث بعض التعثرات والآراء المُختلفة، ولكن الجميع ساهموا في نجاح العمل مِن خلال الطرح الإيجابي. ويجب ان تؤخذ الأمور الإيجابية بنظر الاعتبار والأمور السلبية تُقيم بصورة صحيحة في المرحلة القادمة. واعتبر العمل الإداري أهم مِن العمل الفني لانه يُساعد عَلى نجاح العمل الفني، ونحن ما نزال متأخرين إدارياً في إدارة المنشآت والمُباريات ونحتاج لسنوات طوال للارتقاء بهذا الواقع. * عندما قُدمت سابقاً أسماء المُدربين لقيادة مُنتخباتنا طالبت باعطاء الفرصة لشقيقك التوأم غسان في العمل مع المُنتخبات الوطنية، هَل باعتقادك انه يستطيع العمل في ظروف كهذه مُختلفة عما موجود في السويد؟ – هو رجل مجتهد وحصل عَلى شهادات وعمل ومايزال يعمل في أندية متطورة جداً، وكان لاعِباً مُحترفاً لأكثر مِن 15 عاماً في أوروبا بالإضافة إلى تاريخه. يجب علينا ان نستفاد ونستثمر الطاقات المبعدة عن البلد وهو استحقاق لكُلّ العراقيين ويجب ان يأخذوا دورهم في بِناء بلدهم. هنالك محاربة فعلية للكفاءات العراقية العائدة مِن المهجر والكثير منهم لم يستطع ان يضع قدمه إلا بعد ان واجه حرباً شرسة مِن المؤسسات اجمعها ومِن دُون استثناء. لذلك عَلى الاخوة في إتّحاد كُرَة القدم ووزارة الشباب والرياضة ان يوفروا البيئة المُناسبة لهم وان يساعدوهم عَلى أقلّ تقدير. كُلّ وسائل الإعلام كانت مقصرة بشكل كبير اتجاه الاخوان الأكفاء مِن المُدربين في خارج العراق وكذلك الإداريين ولم يعطوهم حقهم والصورة لم تكن واضحة ولم يستطيعوا التواصل معهم بصورة صحيحة ونتمنّى ان يكون لهم دور أكبر في السنوات المُقبلة. * الكلمة الأخيرة لك ماذا تقول فيها؟ – الرياضة العراقية مازالت تعاني وفي كافة مفاصلها ومنها كُرَة القدم، لكن نحن ،والحمد لله رب العالمين، رغم كُلّ هذه المتاعب والظروف الصعبة يحاول رياضيونا ان يقدموا شيئاً ويتنافسوا ويحققوا البُطولات للعراق. وفي الوقت نفسه الرياضة تحتاج إلى المال ومِن دُونه ستتأخر وكما نشاهد بسبب قلة الموارد المالية الدوريات قليلة بالنسبة للفئات العمرية وهذا سينعكس سلباً في المُستقبل عَلى مُنتخباتنا. مُستوى الدعم خلال هذا السنوات قليل وسنعاني مِن ناحية التجهيز الرياضي والمُعسكرات وكذلك توفير البيئة الملائمة للاعِب وكذلك النقل والتخصيص المالي وتقليص الكوادر التدريبية. وبالتالي، علينا ان نضع الحلول لهذا الواقع الجديد وعلينا ان نبحث عن الكفاءات التي تستطيع ان تعمل في ظل هذا الواقع الصعب والكثيرين مِن العراقيين يشعرون بالمسؤولية ومحبين للعبتهم وعَلى الإتّحادات الرياضية ان تلتفت لهكذا نوعية مِن الكفاءات وتمنحهم الفرصة.