اخر الأخبار

بطولة الخليج العربي بين مزاج الحاكم ورغبة المحكوم

بطولة الخليج العربي بين مزاج الحاكم ورغبة المحكوم

علي المعموري – مونديال

واجهت بطولة الخليج العربي على مدى 47 عاما منذ انطلاقها عام 1970 الكثير من المشاكل والمطبات والعواصف التنظيمية منها والسياسية التي اسقطها واقع منطقة تعتبر من اكثر المناطق حساسية في العالم في  خلال وبعد مرحلة مايعرف بالحرب الباردة التي كانت تضع العالم في محورين رئيسين. غير ان هذه البطولة ورغم ما تعرضت له من مطبات كثيرة وصلت لدرجة المطالبة بالغائها ظلت صامدة ومتجددة لانها بالنسبة لشعوب المنطقة ارثا شعبيا وهوية مازاد من التمسك بها واعتبارها هدفا وليس وسيلة.

من ابرز ماواجهته هذه البطولة هو الاسقاطات السياسية عليها بحكم تنوع الامزجة في المنطقة وتبعيتها لاكثر من منهج ولعل العراق الذي حتى الان تعتبره دول الخليج من الدول المجاورة لها بمعنى عدم اعتباره الى جانب اليمن من ضمن دول الخليج في مفارقة غريبة رغم انه يطل في جزء منه على الخليج العربي او قريب منه , العراق الذي انضم الى هذه البطولة في نسختها الرابعة التي نظمتها قطر انقطع عنها منذ العام 1990 بعد حرب الخليج الثانية حتى العام 2003 بفعل المؤثرات السياسية وتداعيات احتلال الكويت لكن العراق كان انسحب بطريقة غير مفهومة في النسخة السادسة التي نظمتها الامارات عام 1982  بعد تلقي وفد المنتخب رسالة من صدام حسين يطلب فيها انسحاب العراق من البطولة بطريقة لاتؤثر على استمراريتها(ونظرا لأن هذه اللعبة بالذات تحتل تأثيرا كبيرا في نفوس أشقائنا في الكويت ولما للكويت من خصوصية في الصلة القومية الأخوية باعتباره بلد شقيق ومجاور للعراق نرجو أن تعلنوا انسحابكم من الدورة لصالحه، وأن يجري هذا بطريقة مفهومة الغرض ودون أي تأثير سلبي على استمرارية الدورة وروحها المقررة , مع تحياتي للجميع) في موقف فسر في حينه على انه لصالح الكويت المتأهلة الى مونديال 1982 في اسبانيا غير ان البعض اعتبر الانسحاب نتيجة غضب صدام حسين جراء تمزيق صوره ورفع شعارات مناهضة له في الشارع الاماراتي بعد فوز العراق على الامارات حينها.

ثم انسحب العراق من النسخة العاشرة في الكويت عام 1990 بسبب طرد مدافع المنتخب عدنان درجال قبل ان تشتعل المنطقة وتدخل في اتون ازمة دخول الكويت.

باستثناء اليمن التي اضيفت الى البطولة مؤخرا فان جميع دول المنطقة المشاركة في البطولة كانت اعلنت انسحابها منها  او هددت به في نسخ متفاوته حيث انسحبت البحرين من النسخة الثانية وهددت قطر بالانسحاب من النسخة التي نظمتها الدوحة عام 1976.

وهددت الكويت بالانسحاب عام 1976 بسبب تسجيل قطر للاعبين غير قطريين في البطولة ما اعتبر انحرافا عن اهداف البطولة.

السعودية احتجت على شعار البطولة وانسحبت عام 1990 ثم حصلت احتجاجات كثيرة في النسخ 11 و12 لمختلف الاسباب.

ولعل النسخة الحالية 23 من اكثر النسخ التي تعرضت للاهتزاز بسبب البعد السياسي حيث نقلت البطولة من الكويت بسبب الايقاف الى قطر قبل ان تحصل ازمة سياسية بين بلدان الخليج ادت الى اعلان كل من السعودية والامارات والبحرين مقاطعتها للبطولة احتجاجا على الموقف القطري السياسي حيث تتهم هذه الدول قطر برعايتها للارهاب الامر الذي تسبب بقطع العلاقات بينها وبين دولة قطر.

وقد طالبت هذه الدول بالغاء البطولة او نقلها خارج قطر وما وضعها في مهب الريح قبل اطلاق مبادرة ناجحة لرفع الايقاف عن الرياضة الكويتية الامر الذي فرض عودة البطولة الى دولة الكويت.

بطولة الخليج التي لم تكن حتى هذه النسخة من البطولات المعتمدة من قبل الفيفا باعتبارها تجمع رياضي محلي تكتسب اهمية كبرى من جانب الجمهور الرياضي في بلدان الخليج وهي من ساهمت ببروز العديد من المواهب والنجوم فضلا عن كونها اوجدت مناخات طيبة للحديث عن كرة القدم في مجتمعات الكثير من افرادها بعيد تماما عن التفكير في مجال الكرة فحولت هذه البطولة الاهتمام بالجانب الرياضي التنافسي وساهمت بتقريب اواصر العلاقة بين شعوب المنطقة فضلا عن كونها من البطولات التي تحوز على اهتمام عالي المستوى لدى مسؤولي هذه البلدان ما دفعها لمقدمة اهتماماتهم وكذلك شعوبهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى