بعد ان ربط مصيركم بمخاوف رجل واحد هل لازلتم تشكرون جياني؟
علي المعموري
الجميع يعترف بحق العراق في اللعب على ارضه وبين جمهوره الا الفيفا الذي يبني تقييماته طبقا لتقارير تبثها قنوات خليجية بطريقة مغلوطة واتحاد الكرة الذي يتحرك في هذا الاتجاه وكأن اي تقدم يحصل فيه هو منة من احد او من انجازاته الذهبية.
يقول السيد عبدالخالق مسعود رئيس اتحاد الكرة ان سبب تأجيل زيارة لجنة الفيفا لتدقيق ملاعب اربيل والبصرة وكربلاء المقدسة هو رفض احد اعضاء تلك اللجنة وهو من بلد اوروبي اجراء الزيارة طبقا لتبرير الفيفا كما ادعى السيد مسعود اليوم.
تبرير فيه الكثير من الغموض ويحتمل تأويلات عدة ويضع صورة مشوشة للوضع فلجان الفيفا تكلف بمهام لصالح المنظمة الدولية وعلى هذا فان مسألة رفضها من جانب بعض الشخصيات تعتبر خروج عن ارادة هذه المنظمة وامر كهذا لو حصل فلا اظنه سيشكل عائقا امام اتمام مهام تلك اللجان لان من اليسير جدا ايجاد بدائل اخرى بما يسهل من الموضوع ويبعد عنه الغموض والتأويلات.
ان تربط مصير بلد كامل بارادة شخص واحد فهذا قمة الدونية في التعامل مع القضايا التي لها مساس بمشاعر ملايين الجماهير وهذا يعرض مصداقية الفيفا ومؤسساتها الى انعدام الثقة بها ولايزيل عنها تلك السمعة التي ضربت رموزها جراء ما نسب اليها من تهم بالفساد وسواها.
وفيما يتصل بموقف اتحادنا الذي ظل ينتظر تلك اللجنة التي عبء لها الشارع الرياضي ثم هيئ جميع مستلزمات انجاح زيارتها وبعد ان تجاوزت تلك الزيارة زمنها المتفق عليه لم يكلف نفسه بالمتابعة والاستفسار ومناقشة المعنيون بالامر عن كيفية تسويف الزيارة وتبرير التاجيل المضحك.
بموجب تصريحات الوفد الذي واجه الفيفا في 29 تشرين الثاني الماضي التي اكدت اهتمام الرئيس ايفانتينيو بموضوع الحظر وارساله للجنة تقصي قبل اجتماع التنفيذية الفيفوية في العاشر من كانون الثاني المقبل فان الجو العام الذي ساد في الوسط الرياضي كان مليئا بالتفاؤل اعتمادا على تصريحات رموز ذلك الوفد.
طرح القضية بهذه الكيفية يجعل من الامل الذي اعتمل في عقول المتابعين وغمر عواطفهم يتحول الى سراب لان رجلا واحدا رفض زيارة العراق فكيف سنضمن موافقة فرق على اللعب في العراق؟
يتعين على الاتحاد الاتصال بهذا العضو وتقديم صورة واقعية عن الحالة الامنية في البلاد بما يبدد مخاوف الرجل وسواه وبما يغير من الصور الداكنة التي رسمتها وسائل الاعلام المعادية والشخصيات التي لاتريد للحظر ان يرفع عن ملاعب العراق يتعين ذلك عوضا عن تسويق تبريرات الفيفا المضحكة لان فيفا اذا لم يكن قادرا على اجبار شخص واحد لاتمام مهمة هو اضطلع بها فهذا يؤشر عدم قناعته بالقضية وبالتالي لاقيمة للانتظار والتعويل على وعود هم اخلوا بها.