بعد ان فشلت عملية الدمج ايهما افضل الاعتماد على المحترفين ام على لاعبي الدوري المحلي

علي المعموري
بعد ان انتهت المرحلة الاولى من التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 بحصول منتخبنا على ثلاثة نقاط من فوز واحد واربعة خسارات وباحتلاله المركز ما قبل الاخير في المجموعة وهو مركز لا يليق بكل تأكيد بكرتنا ولا ينسجم مع سمعتنا الكروية في القارة الاسيوية التي حملنا لقبها قبل نسختين ووصلنا الى مربعها الاخير في اخر بطولاتها وبعد استراحة طويلة نسبيا فرضها نظام التصفيات ومع وجود بصيص من الامل في التنافس على المركز الثالث في المجموعة كان لابد من وضع ستراتيجية مختلفة لاعداد المنتخب وتهيئته لمباريات العودة التي ستنطلق في الرابع والعشرين من اذار المقبل بلقاء الكنغارو في ملعبنا المفترض في ايران او ربما في البصرة ان وفقنا في رفع الحظر عن ملاعبنا واستعادة حق جمهورنا في احتضان مباريات منتخبنا في ملاعبنا.
حتى الان كل شيئ على حاله المدير الفني ومعاونوه مع الكثير من عدم الرضا عن ادائه ونتائج الفريق والجهاز الاداري وحتى العناصر التي شاركت واخفقت هي هي لم تزحزح ولم يطالها الاصلاح الذي تحتاج اليه كرتنا في المرحلة المقبلة اذا كنا فعلا نريد تحسين موقفنا في المجموعة.
التصريحات التي يطلقها المدرب حول رؤيته لمرحلة التحضير والتهيئة الفنية المقبلة للمنتخب لا تختلف كثيرا عما سبق وقام به فهو يعتزم تجميع عدد من لاعبي الدوري وادخالهم بمعسكر تدريبي وربما مباراة او مباراتين تجريبيتين ومن ثم نذهب الى التصفيات الرسمية بمنتخب اخر قوامه لاعبي البلد من المحترفين في الدوريات المختلفة لتبدأ الامور بالدوران في ذات الفلك القديم المتمثل بعدم الجاهزية وضيق الوقت وطول السفر وقلة المعلومات عن مستويات اللاعبين وبالنتيجة ستضيع المشيتين فلا نعتمد كليا على اللاعبين المحترفين ولانعتمد على لاعبي الدوري بشكل اساسي.
لانريد ان نضع كامل اللوم على المدرب فبعض المباريات لم يكن الاداء الفردي فيها مناسبا كما حصل في اخر مباراة امام الامارات التي لاحظ الجميع اداءا باهتا من معظم اللاعبين الامر الذي دفع بالمدرب الى القاء اللوم عليهم بشكل علني.
اذن نحن ازاء خيارين اما الاعتماد على لاعبي الدوري او الاعتماد على المحترفين بعد فشل عملية الدمج التي حصلت في المرحلة الاولى والتي لم تنتج كرة قدم حقيقية انما كانت مجرد اداء متذبذب سببته معطيات متشابهة تتعلق بالجاهزية والتوظيف والقراءات الفنية والحضور الذهبي للاعب وللمدرب باوقات متفاوتة من اللعب وهذه هي العوامل التي شكلت ما يشبه المنهج الدائم لطريقة اداء المنظومة الكروية في المنتخب.
ولكن .. لكل من الخيارين ايجابيات وسلبيات فالاعتماد على لاعبي الدوري فيه نوع من المجازفة اذا ما علمنا ان الجميع يشكل على ضعف الدوري وعدم قدرته على صناعة لاعب منتخب وبالتالي من غير الحكمة ان نجازف بهذه الجزئية ونهمل طاقاتنا الاخرى.
اما الخيار الثاني الذي يفضل لاعبي الاحتراف هو الاخر لا يخلو من المساوئ ولعل ابرزها قلة تواجد اللاعبين وانتظامهم في تدريبات المنتخب بطريقة تؤمن الانسجام وتوضح صورة كل واحد منهم من الناحية الفنية امام المدرب فينفتح باب المبررات وتوضع اسباب الاخفاق على طاولة تواجدهم المتأخر وعدم الجاهزية.
فما هو الحل اذن؟
ثلاثة في تركيا وواحد في ايطاليا واخر في السويد وسادس في انكلترا وسابع في امريكا واذا اضفنا بروا وريبين سيصبح العدد /9 مع الحارس ولاعبين اثنين في الخليج يصبح العدد/12 لاعبا محترفا في دوريات جميعها افضل فنيا من الدوري السعودي والاماراتي والتايلاندي!
اذن على مستوى الافراد لاعبينا يتفوقون على المنتخبات الثلاث المشار اليها اعلاه ولو استطعنا ترجمة هذا التفوق في مبارياتنا القادمة من المؤكد سنحافظ على فرصة حتى وان كانت ضعيفة على التنافس او على الاقل لنستعيد هيبة كرتنا.
شرحنا هذه الامور لنرد على الذين يتمترسون خلف دعوى ان دورينا ضعيف وضعفه اثر على وضع المنتخب وبما وضعنا اعلاه قد اسقطنا الحجة لاننا استبعدنا الاعتماد الكلي على لاعبي الدوري وعلى هذا يجب على شنيشل ان يحدد بالضبط هدفه ونوعية ادواته قبل ان يقدم برنامجه الاعدادي حتى لا يقع بما وقع به في المرحلة الاولى ويكون عندها الثمن باهضا ومكلفا له ولكرتنا لان الاخفاق سيضع مستقبله كمدرب في مهب الريح وقبله كرتنا في وضع تحتاج معه الى وقت طويل قبل ان تتعافى منه.