تأهلت لمونديال الشباب ولعبت في كأس العالم للصالات فيتنام قوة كروية قادمة

مونديال – اعداد علي المعموري
في قارة آسيا يعتبر التأهل إلى إحدى بطولات كأس العالم إنجازاً كبيراً حتى لأفضل منتخبات القارة. وبينما اعتادت القوى التقليدية على فرض هيمنتها على المسابقات التمهيدية إلا أن بعض المنافسين الجدد ظهروا على الساحة في الآونة الأخيرة لينجحوا في تغيير المشهد.
وتبرز فيتنام من بين الدول التي شهدت تطوراً سريعاً على المستوى الكروي بعد أن سطرت تاريخاً في السنة الماضية بتأهلها إلى بطولتين من تنظيم الاتحاد الدولي للمرة الأولى.
في البداية، أذهل منتخب فيتنام جمهوره باحتلاله مركز وسط أول أربعة منتخبات في بطولة آسيا لكرة الصالات 2016 التي أقيمت في فبراير/شباط الماضي ليتأهل إلى كأس العام لكرة الصالات كولومبيا 2016. ولم يتوقّف الأمر عند ذلك بل نجح منتخب فيتنام في التأهل إلى كأس العالم تحت 20 عاماً التي ستحتضنها كوريا الجنوبية العام المقبل بعد أن خاض مسيرة مذهلة في التصفيات القارية شهدت تحقيقه لفوز مفاجئ على منظم البطولة المؤهلة للنهائيات، المنتخب البحريني.
وفي ظل تحقيق هذا النجاح غير المسبوق، لم يكن مفاجئاً حجم الرضا الذي كان عليه لي هونغ دزونغ، رئيس الإتحاد الفيتنامي لكرة القدم إذ قال في حديثه مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم: نفخر كثيراً بالإنجازات التي تحققت في 2016، وهي بلا شك تعكس جهود الإتحاد في الإرتقاء باللعبة للمستويات التي تساعدنا في خوض مسابقات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والاتحاد الدولي كما أن التأهل إلى بطولتي كأس العالم يظهر أن قمنا بتخصيص الإستثمارات بفاعلية.
ظهور أول لا ينسى
رغم أن لمنتخبها تاريخ متواضع على المستوى الدولي، إلا أن فيتنام معروفة منذ زمن طويل بشغفها بالمستديرة الساحرة. وقد شهدت الآونة الأخيرة تقدماً مطرداً منذ تحول الدوري المحلي للإحترافية في بداية القرن الحالي. وقد ظهرت بعض أندية الدوري الفيتنامي في دوري أبطال آسيا بعض المرات، بينما على المستوى الدولي نجح منتخب فيتنام في التأهل إلى دور الثمانية في كأس آسيا 2007 التي شاركت في تنظيمها قبل أن تتوج بلقب بطولة منطقة آسيان 2008. أما التأهل إلى كأس العالم لكرة الصالات العام الماضي فكان أول ظهور لفيتنام على الساحة العالمية.
وتحت قيادة الإسباني برونو غارسيا، حقق منتخب فيتنام كبرى مفاجآت بطولة آسيا لكرة الصالات 2016، فعقب تأهله إلى الأدوار الإقصائية بفوزه على الصين تايبيه وطاجيكستان، نجح بالفوز بركلات الترجيح على المنتخب الياباني، حامل اللقب القاري والذي سبق له التأهل إلى كأس العالم أربع مرات. بعدها أثبت منتخب فيتنام أن إنجازاته القارية لم تكن مجرد صدفة، إذ نجح بالتأهل إلى الدور الثاني في نهائيات كولومبيا بظهوره الأول في العرس العالمي بفوز كبير بنتيجة 4-2 على منتخب غواتيمالا.
وفي هذا الصدد قال هونغ دزونغ: بصراحة لم تكن كرة الصالات تملك شعبية كبيرة في فيتنام، لكننا نظّمنا بطولة لكرة الصالات في 2007 وحوّلناها إلى دوري في 2015 لكي نتيح للفرق المزيد من الفرص للعب والنهوض باللعبة للمستويات الدولية. قمنا أيضاً بتعيين خبراء أجانب لتدريب المنتخب الوطني. لا شك أن جمهورنا شعر بالفخر حيال تأهلنا للدور الثاني في أول كأس عالم نخوضه. الآن أصبحت كرة الصالات تتمتع بشعبية كبيرة في بلادنا. وهذا بلا شك يمنحنا فرصة ذهبية للترويج للعبة والنهوض بها لمستويات أعلى.
استمدّ منتخب فيتنام للشباب الإلهام من الطفرة التي حققها منتخب كرة الصالات ليحقق إنجازاً كبيراً في بطولة آسيا تحت 19 عاماً. فقد استهل الفريق مشواره بتحقيق فوز صعب على المنتخب الكوري، حامل اللقب ثلاث مرات، قبل أن يتعادل مع المنتخبين الإماراتي والعراقي ليتجاوز مرحلة المجموعات للمرة الأولى. بعدها نجح تران ثانه في تسجيل الهدف الوحيد في فوز منتخب بلاده في دور الثمانية على منتخب البحرين ليدهش الجميع ويقطع تذكرة التأهل لنهائيات كوريا الجنوبية 2017.
وأضاف هونغ دزونغ قائلاً: شاركنا في نهائيات آسيا لسنوات عديدة لكن كانت هذه هي المرة الأولى التي نصل فيها لكأس العالم. وكان ذلك خير دليل على نجاح استراتيجية التطوير طويلة الأمد التي تركز على جهود تطوير اللاعبين الشباب. وبعد أن تأهلنا فإن الفرصة متاحة الآن للاعبينا لخوض مباريات ضد صفوة منتخبات العالم. لا شك أن هذه الخبرات ستكون ذات قيمة كبيرة لمسيرتهم المستقبلية. إذا سنحت الفرصة أمام لاعبينا الشباب للمشاركة بصورة منتظمة في هذه المسابقات عالية المستوى، فسيحققون تطوراً كبيراً وبالتالي سيصبح منتخبنا الأول أكثر قوة.
مستقبل مشرق
بجانب النجاحات التي حققها في بطولتي كأس العالم، تأهلت فيتنام إلى بطولتي آسيا تحت 16 عاماً وتحت 23 عاماً. وبعد أن بدا التقدم الذي حققته فيتنام واضحاً على مستوى القارة الصفراء، سعى لي هواي آهن، الأمين العام للاتحاد الفيتنامي لكرة القدم، لتسليط الضوء على خطط التطوير التي كانت أساس هذا النجاح.
إذ قال هواي آهن: كانت العوامل الرئيسية هي التركيز على الإستثمار في الشباب ودعوة متخصصين فنيين عاليي المستوى. أتحنا المزيد من فرص اللعب للشباب من خلال تعديل نظام البطولة في دوريات الشباب (زيادة عدد المباريات) وشجّعنا الأندية على ضم مواهب جديدة. أما على مستوى منتخبات الناشئين والشباب، فبناءاً على نصائح طاقم التدريب، وضعنا خططاً سنوية اشتملت على تنظيم معسكرات خارجية.
بينما تقترب نهائيات كوريا الجنوبية 2017، فقد ارتفعت مستويات الترقب. وبينما تمثل هذه أول نسخة لكأس العالم تحت 20 عاماً تخوضها فيتنام، إلا أن هناك تصميم على أن تكون هي بداية سلسلة من النجاحات.
وقال الأمين العام هواي آهن حول هذا الأمر: من الآن فصاعداً سنحاول مساعدة فرق الشباب على الوصول إلى النهائيات الآسيوية وسندعم منتخب تحت 20 عاماً ليؤدي بشكل جيد في كأس العالم. أما على الأمد الطويل، سنطور دوري المحترفين وسنوحد المعايير في دوريات الشباب، وسنرتقي باللعبة في المدارس وعلى المستوى الشعبي.