جمهور غاضب ..واتحاد مستفز.. ومدرب مسافر.. كيف تعالج الازمة؟

علي المعموري – مونديال
لنعترف بكل شجاعة ان نتائج منتخبنا الوطني في المرحلة الاولى من التصفيات الاسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 نتائج سيئة ووضعت مشاركتنا في موقف لايحسد عليه.
ولنعترف ان مهمة الكادر التدريبي للمنتخب لم تكن ناجحة بموجب جميع المعايير المتبعة في تقييم المشاركات اذ يكفي ان نعلم ان منتخبنا خسر اربعة من اصل خمس مباريات شارك فيها بشكل رسمي.
ولنعترف ايضا ان هذه النتائج افضت الى اجواء مشحونة في الشارع الكروي الذي استاء كثيرا من الحال الذي وصلت اليه كرة القدم في العراق, فخسارة مباراة او بطولة او حتى تأهل لاتعني النهاية انما توضع على رف الاخطاء المرتبطة بظروف مرحلية بمعنى ان الاخفاق ليس منهجا بل هو كبوة قابلة للتعويض وقابلة للتجاوز لكن الذي جرى اكبر من ان يوصف بالكبوة او التعثر هو اقرب الى النهج وبالتالي فان اضراره كثيرة على سمعة وصورة كرة القدم وان فورة الشارع الرياضي ربما هي الاقل وطأة مقارنة بالاثار المستقبلية التي ستترتب على هيبتنا الكروية لو استمر هذا الوضع بالسوء الذي هو عليه.
نعم خسر مباريات كثيرة وتعثر منتخبنا بشكل مقلق وقد نخرج من التصفيات بخفي حنين ان لم نكن قد خرجنا بالفعل وكل هذا هو واقع لايمكن تجاهله او القفز عليه لكن يمكن الاستفادة منه في تحليل الاسباب ووضع الحلول الناجعة لتجاوز مخلفاته باقل الاضرار.
كيف سنواجه ازمة كرة القدم في العراق؟
مدرب يحمله الجمهور والاعلام وقطاعات واسعة من المعنيين مسؤولية اخفاقات المنتخب في التصفيات وهو كذلك بدل ان يواجه الجمهور والاعلام ويقدم مبررات مقنعة تشفع له في تحسين موقفه امام الرأي العام المطالب بالاطاحة به يذهب الى قطر وكأنه غير معني بما جرى في حركة غير مقبوله منه وممن سمح له بالقيام بها اذ توجب عليه ان يشارك الناس الحسرات التي تسبب هو بها لهم وتخفيف حدة غضبها عليه لكنه تصرف بطريقة غير محترفة وكانه يهرب من مسؤوليته.
اتحاد القدم المعني الاول والاخير بكل مايخص كرة القدم والذي يواجه غضب وانتقادات الشارع الكروي هو الاخر عبر عن موقف غير محترف وغير شفاف وتعامل بطريقة تستفز الشارع عندما اصر على معاكسة الشعور العام بالغضب وايهام الشارع بوجود تسقيط او ماشابه في حين ان الامر لم يكن كذلك فالقضية مرتبطة بمعطيات واضحة .. فريق خسر فرصة التاهل او كاد يخسرها ومدرب جميع الارقام تؤكد انه لم يكن موفقا مع المنتخب فاي تسقيط هذا؟
الجميع مخطئ في التعاطي مع النتائج السيئة المدرب والجمهور واللاعبون والاتحاد والاعلام .. كل هذه المكونات لم تتعاطى مع خسارات الفريق بطريقة مناسبة وتحول الامر الى تقاطعات بين مجموعات متعاطفة مع هذا الطرف ورافضة لذاك والحراك الحاصل الان محصور في التحديات بين المؤيدين والرافضين للمدرب والاتحاد في حين غيبت المصلحة الوطنية تماما.
الافضل ان يكون الاتحاد اكثر شفافية فيخرج الى الاعلام ويوضح الحقائق فهناك من يدعي ان المدرب لم يطلب منه المنافسة على التاهل وهناك من يعتقد بامور اخرى .
السؤال الان هل ان استمرار المدرب من اجل تغيير الارقام والنتائج نحو الافضل ام استمراره لمجرد الاستمرار؟ الاجابة يتكفل بها الاتحاد والاتحاد لم يعد يحظى بتلك المقبولية من الرأي العام لانه لم يفشل في صناعة كرة القدم وحسب انما فشل في معالجة واحتواء ازماتها.
تنوية .. لست مع المدرب او ضده ولست مع الاتحاد او ضده انا مع العراق وسمعته وضد كل من لايهتم لامره ولسمعته.
الموفقية للجميع.