حكام دورينا جلادون ام ضحايا عواطف الجمهور
علي المعموري
الاخطاء التحكيمية من الامور الطبيعية المرافقة لكل الدوريات والبطولات ليس على المستوى المحلي او القاري وانما على المستوى الدولي فلا تكاد تمر بطولة او تصفيات دون ان نشاهد هفوات تحكيمية فيها لدرجة ان الفيفا وهو الراعي الاول لمنظومة الكرة العالمية قد اجتهد كثيرا للتقليل من هذه الاخطاء وتأثيراتها على الفرق فوضع حكمين اضافيين قرب المرمى لتحديد دخول الكرات اليه من عدمه ولانهاء الجدل في هذه الجزئية بالذات واخر الاجراءات تطبيق تقنية الفيديو التي جربت في بطولة الاندية العالمية مؤخرا.
كثر الحديث في الفترة الاخيرة عن الاخطاء التحكيمية التي تقع في بعض مباريات الدوري ومدى تأثير بعضها على نتائج قسم من المباريات وما رافق هذه الاخطاء من اتهامات واصدار عقوبات بعضها كان قاسيا جدا ولعل اخر اشكاليات التحكيم في دورينا هو ماحصل في مباراة الحدود والكرخ امس وانسحاب نادي الحدود من الدوري ثم اشتراطه اقالة لجنة الحكام للعودة عن قرار الانسحاب.
ولعل اخطر ما تعرضت له الصافرة العراقية هو اتهامها بالرشى من احد المدربين الذي امهل مدة اسبوعين للاعتذار عن هذا الاتهام لتخفيف عقوبة ايقافه لكن المدة انقضت ولم يعتذر واصر على اتهامه مؤكدا امتلاكه ادلة تثبته كما نشرته بعض المواقع عنه.
الحكم مثل القاضي مؤتمن على تحقيق العدل وتحقيق العدالة يستلزم الدقة ودقة القاضي في قراءة القضايا وتمحيصها قبل ان يطلق احكامه فيها ما يعني انه يصدر الحكم بعد اشهر من الملاحقة والتدقيق ليكون قريبا من العدالة, اما الحكم في كرة القدم فلا يتجاوز الزمن المخصص له لاطلاق حكمه اكثر من عدة ثواني ما يصعب من مهمته ويجعل من هامش الخطأ في القرار عاليا ومن هنا نلتمس الاعذار للحكم لان لومه على بعض الاخطاء وليس كلها فيه مبالغة في عدم تقدير صعوبة مهامه.
في الدوري تكون الاخطاء التحكيمية موزعة على اكثر من طرف بمعنى ان اكثر من نادي لحق به بعض الحيف جراء خطأ او سوء تقدير وهذه الجزئية تدفع القصد السيئ عن محكمينا.
عدة اطراف تتحمل مسؤولية حصول الاخطاء التي توصف بالجسيمة وعندما نقول اخطاء فاننا نقصد تماما انه تحصل بدون تعمد او ترتيب مسبق ومع هذا الوصف يصبح من المعيب ان ندعي على حكامنا بما يضر بسمعتهم ويقلل من نزاهتهم وبالعودة لتلك الاطراف يفترض ان نستحضر العوامل التي تساعد الحكم على الخروج من المباراة باقل الاخطاء ومنها:
- قوة المباراة وصعوبتها وتأثيرها على تركيز الحكم
- اعداد الجمهور وطريقة التشجيع والضغط الذي يولده على الحكم خصوصا عندما يعتقد البعض ان الحكم لم يتخذ القرار المنسجم مع عاطفته فيطلق صيحات وصافرات وتجاوزات احيانا الامر الذي يربك الحكم.
- كفاءة المساعدين مهمة جدا في عدم توريطه باخطاء حيث من المعروف ان جميع او معظم الاخطاء المؤثرة تحصل بسبب قرارات المساعدين باحتساب اهداف غير صحيحة او العكس وحالات الطرد والتسلل وسواها.
- ثقافة الحكم نفسه ومدى تواصله مع المستجدات في اختصاصة بطريقة تزيد من كفاءته التحكيمية وتقلل من نسبة الاخطاء في اداءه.
وامور اخرى كثيرة تنعكس على اداء الحكم ودقة قراراته.
يبقى الحكم انسان معرض للخطأ ويبقى احترام قراراته من الملزمات للجميع بغض النظر عن القناعة بها من عدمها.
نحتاج الى تطوير قدرات حكام وان نبتعد عن الاساءة لهم لاننا نثق بنزاهتهم ونعتقد حتى الاخطاء التي يرتكبونها هي بحسن نية وبعيدة عن اي شبهة اخرى .