حكاية كل موسم: دوري عام ام دوري مراحل

علي المعموري – مونديال
مع كل موسم من مواسم كرة القدم العراقية ندخل في جدلية النظام العام لدورينا , دوري عام ام دوري مجموعات ام دوري مناطق كما سبق وان مشت عليه الامور في مواسم سابقة.. جدلية تخضع الامور لامزجة ومصالح جهات دون النظر الى اصل الاشكالية فهذه الامزجة تقدم مبررات تبدو واقعية فالفئة التي تتبنى خيار الدور العام تبرر خيارها بكون هذا النظام يوفر للاعبيها عددا اطول من المباريات ويسهم في مضاعفة الفرص امام جميع الاندية المشاركة في تحسين مواقعها في سجلات الدوري اضافة الى انها تجنبها خسارة اموال لاموجب لخسارتها عند اعتماد دوري المجموعات فهي تتعاقد مع لاعبيها على اساس اللعب لموسم كامل بينما تجد نفسها مضطرة في حال تم الركون الى الخيار الاخر بصرف اموالا للاعبين ينتهي موسمهم بعدد اقل الى النصف مقارنة مع النظام الاول الذي يعتمد الدوري من مرحلتين خصوصا عند عدم الترشح لدوري النخبة كما حصل في الموسم السابق!
اما المجموعة الاخرى التي تتبني خيار المجموعات فتقدم مبررات معظمها متعلقة بالوضع المالي لتلك الاندية وعدم امكانيتها علـــى الصرف لدوري طويل فـــي بلد تتغير فيـــه الاوضاع وتتبدل الادوارباستمرار كذلك لتفادي التاجيلات والانسحابات والتهديدات بتجميد النشاط في الدوري على النحو الذي اعتدنا عليه فـــــــي المواسم السابقة.. الجميع يلف حول اصل المشكلة ولايقترب من جذورها حتى لاتتقاطع مع مصالحه.
لجنة المسابقات في الاتحاد المركزي ومن خلفها رجالات الاتحاد لم تستطع وضع منهج محدد لشكل واسلوب الدوري ..منهج ياخذ بالاعتبار جدول المباريات وتقاطعها مع المشاركات الخارجية لاندية ومنتخبات العراق وحتى لو قررت هذه اللجنة منهاجا او اتخذت توصية فان اعتمادها لايخضع لارادة اعضاء الاتحاد فقط انما لارادات الهيئات الادارية للاندية التي ترفض وتقبل وتفرض كل شيئ وماحصل في الموسم السابق لهو خير دليل على ضعف هذه المنظومة وهزالها وفشلها في تقديم دوري منتج قادر على صناعة كرة قدم ناهضة.
ماهوالحل؟
لو تجاوزنا تفاصيل الاشكاليات التي تحدث مع انطلاق كل موسم وتجردنا من المصالح ودخلنا مباشرة الى اصل المشكلة سنجد ان التخمة الحاصلة في عدد اندية الدوري هي سبب كل هذا! فوجود دوري بعدد كبير جدا من الاندية يفوق قدرة الاتحاد على ادارته مثلما يفوق قدرة ادارت تلك الاندية على الاستمرارية لموسم كامل ومقارنة مع ظروف البلد سنجد من الاستحالة تنظيم دوري من مرحلتين يجري طبقا لمامعمول به في جميع بلاد الدنيا دون ان نضطر الى تمديده ليصبح دورينا طويلا ومملا ويسمى
دوري (الفصول الاربعة) كما كان يطلق عليه كناية عن استمراره لما يقرب من العام الكامل.لسنا في اسبانيا ولافي انكلترا ولاحتى في تايلاند فظروفنا معروفه وبنانا التحتية غير قادرة على تحمل هذا العدد من الاندية وحتى ننظم دوري يتناسب وظروفنا يجب تقليص العدد الى 14 ناديا كحد اعلى وهذا العدد يوفر للاعبينا عدد معقول من المباريات خلال الموسم (26) مباراة مع امكانية اقامة بطولة الكاس بين ادوار الدوري ويمكن الاتحاد من السيطرة على الدوري وادارته بشكل مريح كما يوفر الملاعب ويقلل انفاق الاندية من الاموال الا ان السؤال الاهم هو:
هل يستطيع اتحاد ضعيف مثل اتحادنا ان يضع شروطا واليات تجبر بعض الاندية التي تعاني الفاقة وعدم وجود ملاعب نظامية على هيكلة فرقها والمساهمة بتطوير كرة القدم في العراق؟ وهل يستطيع الاتحاد هيكلة اندية النفط السبعة وجعلها ناديا واحدا؟ وهل يقدر الاتحاد ان يطبق لوائحه بطريقة مهيبة دون ان يتحول الى برامج طلبات المشاهدين ويحدث هرج ومرج في اجتماعاته؟ الاكيد انه غير قادر على كل هذا. ثم وهذا – مهم ايضا- هل يستطيع الاتحاد تبني نظاما ثالثا للخروج من هذه المعمعة .. نظام اقل تعقيدا يقوم على تقسيم البلاد الى عدة مناطق واجراء بطولة من اي شكل لكل منطقة وتحديد حصتها من الاندية في الدوري العام بمايقلص العدد الصاعد الى الدوري العام ويحدده ب14 ناديا وبهذا الامر يتم منح جميع الاندية فرصا متكافئة في في التنافس على الانتقال الى الدوري العام! وقد يقول قائل : ان هذا يتطلب وقتا طويلا واقول نعم هو كذلك وعلينا ان نضحي بموسم واحد لنستطيع تاسيس نظاما باليات واضحة واجبة الاحترام وعلى كل فالموسم سيفسد في كل الاحوال.
كرة القدم العراقية تتراجع كثيرا واحد اهم اسباب تراجعها هو هزال الدوري وضعفه فلسنا وحدنا من انتبه لهذا فقد سبق وان برر الروس خروجهم المذل من اليورو الاخير بسبب ضعف الدوري في بلد يتهيئ لتنظيم كاس العالم بعد سنتين فكيف في بلدنا؟
توقعاتي هو ان يستمر الوضع سيئا مع استمرار مجموعة من الادارات الفاشلة في الاندية وفي اتحاد القدم وان اي امل في اقامة دوري منتظم ومنتج ليس سوى ضربا من ضروب الخيال.