خارج الإطار :إنجاز البرونز.. ومعـيار الـذهــب!
عمار ساطع
ليس بغريبٍ على قبضاتنا الفولاذية ذلك الانجاز المهم الذي سُجل في هذا الوقت تحديداً لبطلنا وحيد عبد الرضا ببطولة العالم في الملاكمة التي اختتمت في باكو الاذربيجانية وكانت فرصة لينطلق منها نجمها صوب عالم الاولمبياد بعد اسابيع حيث دورة ريو دي جانيرو!
وحينما اقول ان ذلك ليس بغريب على نجم يولدُ من حلبات صنعت من قبله افذاذا من الملاكمين، فأن عبد الرضا لم يكن (وحيد) البطل في نزالاته يعيش على سكة مجد من سبقه في دنيا رياضة الفن النبيل التي أبرزت من قبله ملاكمين صنعوا لانفسهم تاريخا مشرفا وهم يواجهون ابطالا في مختلف الاوزان وقارعوهم في اكثر من محفلٍ!
فعلى شاكلتهم ظهر وحيد عبد الرضا، وعلى ذات الخطى سار بطلنا النجيب، فكان مصدر الهام لكل من معه من ابطال مثلوا العراق في باكو، والاهم ان نجمنا اظهر قابليات متميزة حينما تفوق على من واجهوه مع ان اعداده وحتى تحضيراته كانت واقعية ووفقا لما هو متوفر له من فرص تدريبية وتأهيلية!
وحيد البطل، اجتاز عقبات عديدة وظروفا قاسية، مع انني أؤكد ان هكذا نجم لم يكن له ان يظهر معدنه الحقيقي بالنجاحات التي سجلها، الا اذا ما كان قد تفوق قبل كل النتائج التي سجلها على الظروف القاهرة والمستحيلة في مرحلة الدخول في اجواء المنافسات!
اجل.. لم يكن لوحيد ان يصل الى ما واصل اليه، الا اذا كان قد اجتاز العراقيل والصعوبات التي اعترت طريقه الذي لم يكن معبدا مثلما كان معبدا لخصوصه الاخرين الذين فاز عليهم وابعدهم من حلبته بقبضاته الواحد تلو الاخر، قبل ان يصل الى هدفه الاولمبي الاهم!
لا اريد ان اتطرق الى ما وفره اتحاد الملاكمة لبطلنا ولباقي الكتيبة، فالاتحاد يعمل بما هو موجود من امكانيات ولم يبخل بشيء يذكر على ملاكمينا، لكنني اريد ان اقارن مع ما توفر لوحيد ورفاقه مع ما وفرته اتحادات الدول الاخرى لملاكميها الذين زج بهم في البطولة العالمية للملاكمة من مناهج اعداد وبرنامج تحضير وتدريبات على اعلى المستويات ونزالات تجريبية مع ابطال عالميين!
الحقيقة ايها الاخوة ان انجاز وحيد عبد الرضا يجب ان يكون ذات قيمة عليا ويحظى بتكريم خاص من قبل كل الجهات المعنية والمسؤولة على قطاع الرياضة والشباب متمثلة بالحكومة ووزارتها واللجنة الاولمبية والدوائر المرتبطة بها، لكون وحيد الملاكم الذهبي سيكون رقما مهماً في مشاركته المقبلة!
أظن ان من وحيد ان يفخر ببرونزيته التي سجلها، لانه يعتبرها ذهبا في مخيلته واشبه لن تكون الانجاز الذي كان يبحث عنه ليصل من خلال ما حققه الى مرحلة الاولمبياد التي تمثل اليه الحُلم الذي كان يراودهُ من زمنٍ طويل!
اقول.. ان ما يحتاجه بطلنا البرونزي العالمي والقادم صوب عالم الانجاز الاولمبي الذهبي.. هو اعداده بالشكل الامثل بالطريقة التي تمنحهُ دفعا مهما وصولا الى ما يضع العراق قاب قوسين من نيل ميدالية تضاف الى ميداليتنا الوحيدة التي تحققت قبل 56 عاما!
لا اريد التذكير بإنجاز البطل الراحل عبد الواحد عزيز في رفع الاثقال، لكنني اود ان اوضح اننا متفائلون جدا بمن سيقع عليهم اختيارنا للتمثيل في ريو دي جانيرو التي نأمل ان تكون منافساتها حدا فاصلا تنقل رياضتنا من واقع الى واقع آخر!
اخيرا.. لا نريد ان يشعر بطلنا وحيد عبد الرضا بأنه اقل شأناً ممن سيواجههم في الاولمبياد، اذ نريد ان يدخل المنافسات بتحضيرات على اعلى المستويات وبأحسن الإمكانيات!