خطوة واحدة تفصل ليوث الرافدين عن بلوغ حلم المونديال
غدا.. الناشئون يواجهون اوزبكستان في موقعة قمة غوا الكروية الآسيوية
غوا / عمـار سـاطع – موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية
يومٌ واحدٌ فقط يفصل منتخبنا الوطني بكرة القدم عن حلم بلوغ نهائيات مونديال الناشئين دون 17 عاما التي تقام العام المقبل، وسيكون منافسنا على احدى البطاقات الاربع المؤهلة لذلك الحلم، منتخب اوزبكستان، الذي اجبرته الظروف الاستثنائية في مباراة (البحث عن الخسارة) مع كوريا الشمالية، امس الاول الجمعة، على تصدر المجموعة الرابعة اثر تفوقه عليه بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد، ليختار اصعب الاحتمالات بمواجهة منتخبنا.
واستهل منتخبنا، امس السبت، عودته الى التدريبات بعد يوم من الراحة التي خضع اليها اللاعبون، عقب مباراة عُمان، بإجراء وحدة تدريبية استغرقت ساعة واحدة، بدأت بالاحماء العام فالتمطية قبل ان يطبق اللاعبون عددا من المفردات التي وضعها الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب قحطان جثير ضمن اجندة تحضيراته لمواجهة اوزبكستان، وتحت زخات المطر اجرى المنتخب تدريباته في ملعب قريب من الفندق الذي يقطن فيه الوفد العراقي.
ونفذ اللاعبون جملا تكتيكية هجومية واسلوب مراقبة الخصم قبل ان يخضع عدد من اللاعبين الى بعض حالات اللعب التي يعتمد عليها الجانب الاوزبكي، في حين واصل حراس المرمى تدريباتهم بمعية مدربهم حسين جبار، بينما نفذ اللاعبون بعض الحالات الثابتة وتدربوا على تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية، كي يستبق الملاك التدريبي كل الاحداث، اذ ان مباريات الدور ربع النهائي يجب ان تنتهي بالحسم.
وعد مدرب المنتخب قحطان جثير في المؤتمر الصحفي الذي اقيم في المركز الاعلامي لملعب GMC اتلانتيك وجمعه مع مدرب منتخب اوزبكستان تيمور عالم خوجاييف، مواجهة المنتخبين العراقي والاوزبكي، قمة كروية تجمع مدرستين كرويتين في الفئات العمرية، مؤكدا احترامه للمنافس الاوزبكي الذي تمكن من تصدر مجموعته الرابعة وبالعلامة الكاملة اثر خطفه تسع نقاط من ثلاث مباريات فاز فيها على اليمن وتايلند وكوريا الشمالية.
وقال جثير إن “مباراة الدور ربع النهائي تختلف بكل شيء عن مباريات مرحلة المجموعات، فلا تعويض فيها مثلما ان الفوز فيها يعني بلوغ مونديال الناشئين العام المقبل وهو الحلم الذي نريد ان نسجله برغم صعوبة الظروف والاعداد الذي ناله عناصرنا”.
واضاف “علينا ان نجتهد في اللعب امام منتخب عنيد وقوي ومحترم ويلعب كرة قدم جميلة”. موضحا “شاهدت الفريق الاوزبكي اكثر من مرة وسنلعب من اجل تسجيل حضور مميز ونمتع الجميع بمباراة تليق بسمعة المنتخبين”.
وبشأن الضغوط التي تواجه لاعبي منتخبنا ذكر جثير “ابعدنا اللاعبين عن الضغوط، وما حققوه حتى الان هو امر جيد، لا توجد ضغوط حقيقية على الفريق، وصولنا الى هذه المرحلة يعني اننا نعد جيلا حقيقيا يدافع عن سمعة الكرة العراقية مستقبلا، والاهم اننا نفكر الان في مباراة اوزبكستان وسنركز جيدا ونطمح ان نصل الى كاس العالم للناشئين للمرة الثانية في تأريخ مسيرة الكرة العراقية”.
وحول ما اذا كان العراق كان يفضل اللعب مع كوريا الشمالية او اوزبكستان، قال اننا “نحترم كل الفرق الموجودة في البطولة، اوزبكستان هي التي اختارت مع من ستلعب”. واردف نحن “جاهزون للقاء اوزبكستان بروحية عالية واصرار كبير وسنظهر بحالة فنية جيدة”.
وكان منتخبنا قد بلغ الدور ربع النهائي وصيفا للمجموعة الثالثة متخلفا بفارق الاهداف عن عُمان، جامعا خمس نقاط من فوز على كوريا الجنوبية 2 ـ 1 وتعادله امام ماليزيا وعُمان 1 ـ 1.
وسيشهد ملعب GMC اتلانتيك في الساعة الثامنة مساء يوم غد الاثنين، الخامسة والنصف عصرا بتوقيت بغداد، اقامة مباراة العراق واوزبكستان بختام الدور ربع النهائي (دور الثمانية) الذي ينطلق اليوم الاحد بمواجهتي إيران وفيتنام واليابان والامارات، على ان تجرى مباراة عُمان وكوريا الشمالية غدا الاثنين.
واقرت اللجنة التنظيمية لبطولة آسيا للناشئين في مدينة غوا الهندية لجوء الفرق التي تتعادل في ما بينها في الوقت الاصلي للمباراة (90 د) الى ركلات الجزاء الترجيحية من دون خوض اوقات اضافية، في حين اعتمد المؤتمر الفني لمباراة العراق واوزبكستان خوض منتخبنا المواجهة بارتداء اللون الاخضر الكامل، على ان يرتدي حارس المرمى اللون الاسود، بينما تغير موعد المباراة من الساعة 7 مساء الى 8 بتوقيت غوا الخامسة والنصف عصرا بتوقيت بغداد.
صراع الشباب والخبرة!
تشهد مواجهة يوم غد بين العراق اوزبكستان صراعا محتدما بين مدربنا الشاب الطموح قحطان جثير ومنافسه الاوزبكي المخضرم تيمور عالم خوجاييف، اذ سيكون التنافس على اشده، اذ يضع العراقيون آمالهم معلقة بإجتهاد مدربهم صاحب الـ 43 عاما، الذي سبق ان مثل فرق الصناعة والطلبة والكرخ لاعبا واحترف اللعب في قطر والامارات لاكثر من عام، ومثل المنتخبين الاولمبي والوطني للمدة من 1995 ولغاية 2002، وشارك في مباريات دولية عديدة للعراق ببطولتي أمم آسيا عامي 1996 بالامارات و2000 بلبنان ونجح مهاجما في تسجيل العديد من الاهداف وصنع منها الكثير، ويعتزم جثير ان يتوج جهوده مع هذا الجيل المميز من اللاعبين بتحطيم رقم قياسي عبر بلوغ مونديال الناشئين العام المقبل، اذ سبق ان احرز مع منتخب الناشئين، منذ تركه العمل مع فريق الصناعة البغدادي مدربا، بطولة العرب في الدوحة وبطولة غرب آسيا في العاصمة الاردنية عمّان، وخطف المركز الاول في مجموعة التصفيات التي اقيمت في الدوحة العام الماضي على حساب تركمانستان وقطر وطاجيكستان.. وتبقى مباراة الاثنين هي الاهم والاصعب في مسيرة المدرب قحطان جثير، اذ ان الفوز يفتح آفاقا اوسع لهذا الجيل الكروي المميز الذي تلعب فيه مواهب الكرة الحقيقية في عموم البلاد.
اما تيمور عالم خوجاييف، مدرب منتخب اوزبكستان الذي يعتبر احد شيوخ مدربي مدارس كرة القدم في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، احد المدربين الكبار من الذين تمكنوا من الاشراف على اجيال كروية في جمهورية اوزبكستان منذ عام 1992 وحتى الآن، فأنه يطمح لتحقيق شيئ لكرة اوزبكستان التي سجلت قفزات نوعية في منتخبات الفئات العمرية على صعيد القارة الآسيوية منذ سنوات، وقد احتلت مكانة مرموقة في المنافسات التي شاركت فيها ووصلت الى منافسات العالمية منذ أعوام مضت.
مسعود يصل الى غوا
ومن المؤمل ان يصل اليوم الاحد الى مدينة غوا الهندية، رئيس اتحاد كرة القدم عبد الخالق مسعود، لحضور كونغرس الاتحاد الآسيوي الذي يعقد على هامش اقامة بطولة كأس آسيا للناشئين دون 16 عاما بنسختها الـ17، ومن المؤمل ان يلتقي مسعود عقب وصوله بالوفد العراقي ويحضر مباراة يوم غد الاثنين.
فحوصات سليمة
وبعد أيام على اجراء فحوصات الرنين على اربعة من لاعبي منتخب الناشئين وفقا للعينات التي تم اختيارها من اللجنة المنظمة للبطولة، فأن النتائج جاءت سليمة ومطابقة للاعمار، وقد قدمت اللجنة كتاب شكر الى الاتحاد المركزي لكرة القدم لما وجدوه التزاما عاليا بإعمار اللاعبين، عقب فحوصات اجريت على عظم الساعد لعدد من العينات التي اختيرت.
الصحف الهندية تهتم بليوث الرافدين
وتسلط الصحف الهندية الاضواء على مباريات منتخبنا للناشئين عبر متابعتها لمباريات الفريق ومنح الاولوية في نقل اخباره للجمهور، بالرغم من ان لعبة كرة القدم تأتي في الدرجة الخامسة او السادسة من حيث الاهتمام بالالعاب الرياضية في الهند، بينما ما يلبث الصحفيون في الهند مشاهدتنا في اي مكان، الا وانهالوا بالاسئلة على وضع المنتخب ومستوى واداء عناصره والوحدات التدريبية التي يجريها، ويتصدى للامر الزميل علي رياح، موفد قنوات be in sports لتغيطة منافسات بطولة آسيا للناشئين، في حين يمد بعض المصورين المحترفين موفد الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية بالصور من أجل اكمال الرسالة الصحفية اليومية بالخبر والصورة.
أين سفارتنا؟!
في سابقة سلبية، غير مألوفة تسجل على مراكزنا الدبلوماسية في عموم ارجاء العالم على حساب وفودنا الرياضية، ومن بينها وفود كرة القدم، لم يأت اي من العاملين في سفارتنا العراقية في الهند لمتابعة وتأدية دورهم الحقيقي والوقوف على احتياجات الوفد العراقي الذي يقيم في فندق (هوليداي إن) في الساحل الغربي لمدينة غوا الهندية، ولم يكلف السفير او القنصل او الموظفون في السفارة انفسهم بالسؤال عن الوفد، وكأننا لسنا في الهند ونخوض غمار التحدي الآسيوي من اجل بلوغ مونديال كأس العالم دون 17 عاما، وهو ما وضع جملة تساؤلات لدى الجميع من رئيس الوفد والملاكين الاداري والفني.. وبقي لسان حال الجميع يقول: اين سفارتنا؟! في الهند، وكان الجواب.. لسنا بحاجة لمن لا يسأل عن العراقيين الذين يمثلون البلد في محفل قاري مهم للغاية!.
مهزلة من اجل الخسارة!
كانت مباراة اشبه بالافلام السينمائية، حقا ذلك هو العنوان الانسب الذي خرج عليه اكثر المتابعين لمواجهة كوريا الشمالية واوزبكستان، وربما كانت مباراة (للتنافس على الخسارة) هربا من مواجهة فريقنا، اذ تنافس المتباريان كوريا الشمالية واوزبكستان على الخسارة بهدف الابتعاد عن مواجهة العراق في الدور ربع النهائي، قبل ان يقع المنتخب الاوزبكي في فخ غريمه، بهدف اقرب لان يكون هدفا في الخيال، بعدما تعمد الحارس الكوري الشمالي الخروج لكرة نفذها حارس مرمى اوزبكستان وابعدها عمدا مع سبق الاصرار قبل ان يلحق بها ويسقط مرتين وتهز الكرة شباكه دون ان تمس اي من لاعبي الفريقين وتدخل المرمى، هدفٌ فتح الطريق لان تقع اوزبكستان في المحظور وتفوز على كوريا الشمالية التي اراد مدربها يان جونغ سو الهروب من مواجهة العراق والترحيب بلقاء عُمان خشية الخروج من حلم بلوغ النهائيات وخوفا مما ينتظر الفريق من عقوبات من اعلى سلطات الحكم في بلاده.
وهكذا انتهت مباراة الفريقين لصالح اوزبكستان بثلاثة اهداف لهدف، في وصلة كانت اقرب لمهزلة حقيقية تجرى على الاراضي الهندية بترحيب آسيوي واضح، ترحيبٌ ربما دفع ثمنه رئيس الوفد الاوزكي الذي تحدث مع مدربه ومنحه الضوء الاخضر لتحقيق الفوز بهدف الابتعاد عن عقوبات قارية قد تصل للحرمان والابعاد، بينما لم يبال المدرب الكوري الشمالي لصيحات ومطالبة الجمهور بخوض مباراة (شريفة) على اديم الملعب الذي ابتلت ارضيته بمياه الامطار التي تساقطت على مدينة غوا، مثلما لم يعر اي اهتمام لما وصله من كلام شديد اللهجة من منظمي البطولة الآسيوية في مشهد ربما سيكون دليلا واضحا للكثيرين من المهتمين بانتقاد الاتحاد القاري!.
الصباحي يهاجم الآسيوي!
ومن على مدرجات ملعب GMC اتلانتيك، شن مدرب منتخب عُمان للناشئين، يعقوب الصباحي هجوما لاذعا على الاتحاد الآسيوي، وذلك اثناء مباراة اوزبكستان وكوريا الشمالية، وقال الصباحي إن “ما حصل في مباراة الفريقين هو مسخرة بحق كرة القدم الآسيوية”. مضيفا “لم اجد في حياتي الرياضية مباراة يتنافس فيها فريقان على الخسارة”.
وذكر “كنتُ اخشى ان يسجل اللاعبون اهدافا في مرمى فرقهم، بدلا من ان يحرزوها بمرمى المنافس”. موضحا “للاسف الشديد كلا الفريقين يخشيان مواجهة العراق في دور الثمانية وسنلعب مع كوريا الشمالية بروحية جيدة ونركز جهودنا من اجل بلوغ كأس العالم للناشئين”.