درس المئة مليون يورو

هل استوعب فينجر درس ليمار؟
خرج أرسين فينجر مدرب الأرسنال مؤخرا بتصريحات صحفية يعلن فيها أن توماس ليمار لاعب موناكو الفرنسي رفض عرضا للإنتقال لصفوف النادي اللندني مفضلا البقاء مع فريقه رغم أن الرقم المعروض وصل إلى مئة مليون يورو.
ويبدو أن فينجر لم يستوعب الدرس فقد خرج بهذه التصريحات معتقدا أنه يبرئ نفسه أمام جماهير النادي الساخطة عليه وعلى الإدارة لتفضيلهم دائما الناحية الاقتصادية والربح المادي على الجانب الرياضي والمنافسة على البطولات.
وعلى عكس إعتقاد الفرنسي فإن فشل هذه الصفقة يعد دليلا جديدا يدينه ويعكس نظرة الكثيرين للأرسنال تحت قيادته في ظل وجود الإدارة الحالية. وعلى أرسين أن يتوقف ويسأل نفسه قبل الأخرين العديد من الأسئلة مثل
كيف للاعب شاب في بداية مشواره الكروي أن يرفض عرضا ضخما كهذا؟
وكيف له أن يرفض اللعب في البريميرليج الذي ولا شك يعد الأقوى بين كل دوريات العالم والذي هو من المؤكد أقوى من الدوري الموجود فيه الأن؟
وكيف له أن يرفض أن يتواجد في نادي عريق بقيمة الأرسنال لعب له العديد والعديد من الأساطير وتألق فيه الكثير من مواطنيه على رأسهم الغزال تيري هنري؟
وأخيرا كيف للاعب يطمح للإرتقاء بمستواه الفني أن يرفض التدرب تحت قيادة مدرب خبير مثل فينجر له باع طويل في صقل وتطوير اللاعبين الشبان وتحويلهم إلى نجوم؟
والحقيقة أن إجابة كل هذه الأسئلة تتلخص في كلمة واحدة هي الطموح فالكل أصبح متأكدا الأن أن طموح الثعلب الفرنسي أصبح بعيدا كل البعد عن حصد الألقاب وأنه يتفق مع إدارة النادي على أن الأموال تأتي في المقام الأول وهو ما لا يرتضيه أي لاعب يحلم بكتابة تاريخ لنفسه في عالم المستديرة.
كما أن منحنى الأرسنال في السنوات الأخيرة في تراجع مستمر فهو يفقد نجومه واحدا تلو الأخر ويبتعد شيئا فشيئا عن المنافسة الجادة على لقب البريميرليج. وحتى الأمر الذي كان يتباهى به فينجر والإدارة بالتأهل الدائم لدوري أبطال أوروبا فقده هذا العام ولا أحد يعلم هل سيعود في العام القادم أم لا؟.
الطموح وحده هو من جعل ليمار يفضل نادي الإمارة الفرنسية الذي تملك إدارته مشروعا لوضعه بين كبار أوربا على الأرسنال رغم أنه الأعرق تاريخا والاكثر شهرة.
لقد أعطى إبن الحادية والعشرين درسا مهما في عالم كرة القدم مفاده أن المال رغم أهميته ليس هو كل شئ ولكن يبدو أن فينجر لم يستوعب الدرس بعد.