الأخبار العربية

دكاكين لبيع تأشيرة الدخول !! هشام السلمان

هشام السلمان – مونديال
يقول اسطورة الهند غاندي ( كثيرون حول السلطة .. قليلون حول الوطن ) , ارى في مقولة الزعيم الهندي التاريخي الكثير من المعاني والدلالات تنطبق على رياضة العراق وتفرعاتها وتوصيفاتها المختلفة , بل اننا نستطيع تطبيق ما ذهب اليه غاندي على ما يحدث في اروقة الرياضة العراقية من تجاوزات وانتهاك للمال العام وتسخير الكرسي والمنصب للفائدة والمنافع الشخصية تحت مسميات وأبواب تثير الاستغراب والدهشة كونها لم تكن من ثوب الرياضة العراقية يوما اذا ما اديرت من قبل اكفاء ومخلصين ومحبين للرياضة لا عاشقين لأموالها ومغرياتها لذلك تبقى الاسماء النزيهة والمخلصة راسخة في ذاكرة التاريخ الرياضي العراقي وتبقى مزبلة التاريخ الرياضي تلف من افسها اليوم الرياضة تغري الجميع في كراسيها وسفراتها وصفقاتها وعقودها وميزانيتها المالية فترى الاغلبية تحوم حولها ولا يهمهم ان كانوا يعرفون في الرياضة ام لا .. وهكذا بات لا معنى لمن كان يردد سابقا ان فلانا لا يعرف التسلل او لم يلبس (شورت) في حياته , فتراهم يكثرون بالقرب من كرسي الحكم الرياضي ويبتعدون حد القلة عندما يراد منهم منفعة الرياضة العراقية التي هي بحاجة اليوم قبل الغد الى اناس يتصفون بالنزاهة ونكران الذات وحب البلد وجمهوره .. يبتعدون عن البحث لإيجاد دعوات وهمية من اجل السفر والسياحة وتغيير الجو , اناس تنتظر من السماسرة وتجار العقود الاحترافية وحتى العقود المحلية نسبة لهم … الرياضة اليوم بحاجة الى مؤتمر لترسيخ مفهوم نزاهة العقول المتسلطة على كراسي الرياضة العراقية في اغلب مؤسساتها الفاعلة من اتحادات وأندية ومديريات ومنتديات رياضية لإيقاف الفساد المالي والإداري الذي لا يستطيع احد تهمة سمعة البلد وتطور رياضته ان ينكره ولعل الدلائل في هذا المنوال كثيرة وبعضها نلمسها كل اليوم في هذا الفعل او ذاك , في هذه البطولة او غيرها , في هذه الصفقة الاحترافية للاعبين محليين ام اجانب , في متغيرات المدربين الذين تتم اقالتهم وجلب اخرين ليس بأكفأ منهم تحت ذريعة الحفاظ على سمعة هذا النادي او ذاك , ولنا ان نستعرض كم مدرب استهلك دوري النخبة يشارك فيه 18 فريقا وكم مدرب اعفي وجاءوا بغيره في موسم واحد , وكم من بطولة ودورة صرفت على المشاركة فيها الملايين وعادوا بخفي حنين وكأنهم لم يخسروا شيئا والغريب لا من حسيب او رقيب او سائل يثير امامهم ما حدث ارى ان الرياضة العراقية تتراجع بسبب عشاق النسبة المئوية وأصحاب النفوس الضعيفة والمتعاونين مع السماسرة الذين لا هم لهم سوى كم لهم وكم عليهم …عندما تتم تعرية هؤلاء عبر مؤتمر للنزاهة الرياضة العراقية فأننا سنخطو خطوة مهمة باتجاه العودة الى رياضة عراقية نريدها وباتت حلما ربما صعب المنال رياضة تعرف الطريق الذي يؤدي بها الى منصات التتويج والفوز الذي اقترن عبر عقود طويلة باسمها وبمختلف الالعاب الرياضية التي تحولت اتحاداتها اليوم الى ما اشبه بدكاكين تبيع تأشيرات الدخول عبر الوفود الى دول يحلمون بالوصول اليها او مقاولات تجهيزات رديئة النوعية او وصولات بيع مزورة او تجلب كل ما كتب عليه كلمة (اكسباير) الستم معي ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى