الأخبار العربية

دورينا الكروي بين ضعف التنظيم ودلال ادارات الاندية

علي المعموري

لايمكن تقييم تطور كرة القدم في اي بلد بعيدا عن قوة الدوري العام فيه لما للدوري من اهمية في تكوين ملامح وشكل كرة القدم ومدى تطورها وانسجامهما مع المزاج الشعبي لذلك البلد وكذلك سهولة لعبها والشعبية التي تتمتع بها.

ولان كرة القدم تحولت من مجرد لعبه هواء الى قضية تداخلت فيها السياسة والاقتصاد الامر الذي عزز من اهميتها “أن كرة القدم لم تعد لعبة، بل عملية اجتماعية واقتصادية وسياسية وفنية متكاملة، إلى جانب كونها مباراة رياضية.

من هناك يجب النظر الى دوري الكرة في العراق باعتباره الرافد الاساسي لكرة القدم في هذا البلد, ومن خلال المتابعة يتبين وجود ثغرات كبيرة وواضحة في عملية تنظيم وادارة الدوري تؤثر في قوته الفنية ودرجة تفاعل الجمهور معه ومن بين هذه الثغرات

الحضور الجماهيري

لوحظ في الادوار الاخيرة عزوف الجمهور عن حضور مباريات الدوري خصوصا مباريات الفرق البغدادية التي توصف بالجماهيرية نسبة لاعداد مناصريها الغفيرة الامر الذي اثر كثير في المستوى الفني لتلك المباريات فالمعروف ان اندية مثل الزوراء والجوية والشرطة والطلبه اعتادت تقديم فواصل فنية ومهارية تناغما مع هدير المدرجات وصيحات المشجعين مايزيد من تلك المباريات جمالية واثارة لذا من الضروري استقطاب الجمهور عبر ثبات الاداء وتميزه وعبر تفعيل دور روابط الاندية لتنظيم طريقة الحضور والمؤازرة لكي نحقق اعلى درجة من التنافس الرياضي النزيه بين الاندية , فالندية والاثارة من اهم عوامل استقطاب الجمهور الى المدرجات.

مستوى التحكيم

لا تكاد تخلو مباراة من مباريات الدوري من الاخطاء التحكيمية ومع اقرارنا بعفوية تلك الاخطاء رغم ان بعضها مؤثر بدرجة كبيرة على نتائج المباريات الا ان تقليص الاخطاء يجب ان يأخذ الاولوية بالاهتمام عبر تطوير قابليات الحكام وعبر الاختيار الدقيق للطواقم التحكيمية المتناظرة واهمية كل مباراة.

كلما قلت اخطاء الحكام كلما حصلنا على مباريات نظيفة من الاحتجاجات داخل ساحة اللعب او على المدرجات وعليه يجب الاهتمام بهذه الجزئية لاهميتها في اخراج مباريات الدوري بطريقة خالية من الاحداث المؤسفة والتظلمات.

الانسحابات

من الواضح انتشار ثقافة غريبة في دورينا تقوم على تبني بعض الادارات لظاهرة  (الزعل) لتبتز بها اتحاد الكرة عندما تحصل لفرقها بعض الاشكالات وهي طبيعية جدا وتحصل في اقوى دوريات العالم واكثرها تنظيما فالاخطاء التحكيمية وهتافات الجمهور من اكثر الاسباب التي تعكزت عليها بعض الادارات في اتخاذ قرارات تضر بمصلحة الدوري وفرقها على السواء في حين كان يفترض اللجوء الى اللوائح والقوانين لفرض هيبة الدوري بدل الذهاب الى اساليب الانسحاب والتهديد والزعل ثم الرضا فبالامس هتفت جماهير اشبيلية ضد قائد ريال مدريد راموس ومع هذا لم ينسحب او يهدد الاشبيليون او الرياليون انما لجأ الفريق المتضرر الى لوائح الاتحاد ليطلب معاقبة اللاعب وهو لو طبق في ملاعبنا لاصبح دورينا افضل حالا مما هو عليه الان.

تصريحات المدربين

معظم تصريحات المدربين بعد انتهاء مباريات فرقهم تكون على شكل ردة فعل مرتبطة بنتيجة المباراة فالفائز هو في العادة اكثر اتزانا عند وصف المباراة والخصم والحكام بينما الخاسر يكون متشنجا وغير متزن ويسقط في فلتات لسانه فيخسر اكثر مما هو خاسر اذ ليس معقولا ان تلقي بلائمة الخسارة على قرارات تحكيمية غير مؤثرة بدل ان تلوم نفسك على الاخطاء التكيكية وطريقة ادارة فريقك فينتقدك جمهورك الواعي او قد تتسبب في اثارة الشارع الكروي بدون اي فائدة لذا يجب ان يبتعد المدربون عن التبريرات الغير واقعية لكي يتمكنوا من معالجة الاخطاء خصوصا انهم في معمعة دوري طويل يقبل التعويض ويتعاطى مع تقلبات النتائج باستمرار.

الخلاصة

دورينا بهذا الشكل غير منتج ولايمكن ان يصنع نجوم وبالتالي يؤثر على المستوى العام لكرتنا لانه حتى الان لم يقدم لاعب واحد بمستوى ثابت يمكن ان ندعم به صفوف المنتخب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى