دورينا بذمتكم
دورينا بذمتكم
حيدر عبد- مونديال
دورينا الذي يعد البطولة الأعلى مستوى من بين البطولات التي ينظمها الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم .
ومنذ انطلاقته الأولى رسميا موسم 1974-1975 يعتبر من أقوى الدوريات بل افضلها فنيا من بين أقرانه في الدول العربية المجاورة على الأقل فكان يمتاز بالمستوى الفني المميز والمنافسة القوية بين الأندية المتبارية التي كانت اغلبها إن لم تكن جميعها تمتلك نجوما ومواهب لا نجدها في عصرنا الحالي رغم تطور اللعبة والتقدم العلمي للرياضة بشكل عام وكرة القدم بالأخص .
هذا من الناحية الفنية التي هي ليست محور مقالي لكن ذكرتها معززا بها حديثي عن الفرق بين ما كنا نقدمه في السابق و ما نقدمه اليوم لكن حديثي ينصب بالتحديد عن التنظيم ألإداري للبطولة كيف كانت في ذلك الوقت فالمطلع يعلم جيدا كيف كان دورينا على أعلى مستوى تنظيميا وإداريا يبدأ بوقت محدد وينتهي بوقت محدد وكان يُعد له كراسا خاصا بإمكان الجميع الحصول عليه أندية و إعلام وحتى الجماهير تطلع عليه وتتعرف مسبقا على مواعيد مباريات فرقها ومع من ستلعب وحتى في أقسى الظروف التي مر بها العراق كان دورينا لا يتأثر وان تأثر فانه لن يعكر مسيرته لأن التنظيم سليم وتخطيط واضح ومن درس علم الإدارة يعرف انه عندما يكون التخطيط والتنظيم والتنفيذ سليم حتما ستكون مستعدا لمواجهة أي انحراف قد يحصل في المستقبل وتتجاوزه بأقل الخسائر لكن لا يؤثر على سير ما خُطط له .
فلم تكن الطرق مفروشة بالورود في جميع السنوات السابقة فالبلد مر بالعديد من التقلبات وسنوات من الحروب لكن دورينا مستمر وبتنظيم رائع وأن تعثر هنا وهناك لكن كما قلت الخط العام للمسابقة واضح ففي فترة الثمانينات وحرب الثمان سنوات كان دورينا مستمرا وفي قمة عطائه الفني ولم يتوقف إلا في موسم واحد كان ذلك في 1984-1985 وواصل بعدها دورينا مشواره باستمرار لكنه وللأسف تعرض إلى مشاكل عديدة بعد 2003 وقد يكون هذا طبيعي نتيجة التغييرات السياسية والأمنية التي حصلت فكان لابد له أن يمر في مطبات حاله حال بقية جوانب الحياة الأخرى ومع كل هذا أيضا استمر دورينا رغم ما رافقه من سلبيات كثيرة أبرزها نظام الدوري وعدد الفرق المشارة حيث وصل في احد المواسم إلى 40 فريق وكذلك ضعف البنى التحتية للأندية رغم كل ذلك إلا إن جماهيرنا ورياضيينا ينتظرون دورينا بشغف كبير ويكون محط أنظار العديد من المتابعين خاصة وانه اصبح يتيما لا توجد أي بطولة ثانية معه إذا ما استثنينا الموسم الماضي عادت بطولة كأس العراق لكنها لم تكن كما هو الدوري من ناحية الأهمية والمتابعة فبعد كل ما مر به ويمر به دورينا إلا إننا استبشرنا خيرا عندما اعلن الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم على أن موسم 2016-2017 سيكون بنظام الدوري العام بعد معاناتنا من نظام المجموعات في المواسم السابقة وبدأت استعدادات الفرق لهذا الموسم بتعاقدات مع لاعبين ومدربين ومعسكرات خارجية وداخلية وصرفت الكثير والكثير من الأموال والجميع توقع منافسة مثيرة وممتعة وبالفعل انطلقت المسابقة وكانت العديد من المباريات جميلة وممتعة إلا إن من أطلق الرصاصة الأولى في صدر المسابقة هو الاتحاد نفسه وبالأخص لجانه المثيرة للجدل كلجنة المسابقات والحكام والانضباط هذه اللجان التي تتعامل بالمحاباة والعلاقات التي أصابت البطولة بمقتل من خلال عدم احترامها لقراراتها التي تصدرها وسرعان ما يتم الالتفاف عليها إذن كيف يحترمها الآخرون من هنا بدأت تتوالى الضربات باتجاه المسابقة واستغلت ذلك بعض ألأندية بحجج واهية ومضحكة وجميعها غير مقبولة وأن دلت على شيء فإنها تدل على عدم امتلاك رؤى للمستقبل بالنسبة لهذه ألأندية وإلا لماذا شاركت أصلا من بداية الدوري وهنا لابد على الاتحاد ان يدافع عن كيانه ويكون قويا لكي يحفظ هيبته ويصدر قرارات انضباطية بحق كل من يحاول ان يهين الدوري ويتسبب بأذى للعراق لأن ما صرف من أموال من قبل ألأندية هي أموال عراقية من أموال الفقراء والمحرومين وما اكثرهم في بلدنا اليوم فأقولها لاتحاد الكرة انتم أمام محك حقيقي هذه المرة و بنفس الوقت فرصة ذهبية لتنظيم دوري الموسم المقبل بصورة اجمل مع اقل عدد من الفرق طبقوا اللوائح واحترموا قراراتكم وسيذكركم التاريخ بالحسنى و إلا سيلعنكم التاريخ .