شنيشــل بيــن اهمــال الاتحــاد وغضــب الشـــارع الرياضــــي
علي المعموري – مونديال
ايام قليلة تفصلنا عن اهم مباراتين مفصليتين في التصفيات الاسيوية الحاسمة المؤهلة للمونديال اللتين يتوقف على نتيجتيهما مستقبل منافستنا على التأهل الى المونديال الروسي بعد الخسارتين المؤلمتين في اول مباراتين لنا في التصفيات امام استراليا والسعودية.
مواجهة اليابان ومن ثم تايلاند هما من يحددان مسارنا في التصفيات لذا فانهما يكتسبان اهمية استثنائية تتطلب اهتماما استثنائيا واستنفارا واسعا لجميع من يعنيهم الامر.
وبما ان المشاركة في التصفيات ذات طابع وطني فان الاهتمام بها يفترض ان يشكل استثناء ا لانها عمل ذات طبيعة استثنائية تتجاوز كل الخطوط والفرعيات الاخرى, واي اتحاد يحترم نفسه ويحترم خصوصية المشاركة كان سيعطي اهتماما كبيرا لها على العكس مما هو حاصل اليوم فتعاطي اتحادنا مع هذه المشاركة المهمة لايصل لدرجة من الجدية تحفز اللاعبين والكوادر الفنية والادارية على تقديم مردودات قياسية تتناسب واهمية الحدث وتتسق مع الاهتمام الجماهيري فيه, ليس هذا وحسب بل لن يجد المتابع اية صعوبة في تحديد الاهمال الاتحادي في هذا الجانب وترك الامور للصدف وكأن الامر لايعنيهم.
اتحاد القدم شريك اساسي في اي اخفاق يصيب كرة القدم العراقية بل هو المسبب الاول فيه جراء غياب المنهجية واعتماد الفوضى في التعامل مع شؤونها وترك الامور لاشخاص محددين دون اهتمام وتاثيرات اخرى سيفضي الى التراخي وبالتالي لن تكون المشاركة اكثر من عمل روتيني من اعمال الاتحاد او كأنها واجب استثنائي.
يبدو ان الاتحاد وهو المسؤول الرئيسي عن تخطيط وتنفيذ وتهيئة مستلزمات المشاركة في الفعاليات الكروية يقرأ الامور بطريقة خاطئة عندما يعتقد ان اللوم والغضب سيستمر باتجاه شنيشل فقط والحقيقة الاكيدة ان الاعلام والجمهور سوف لن يوفر الاتحاد في المرحلة المقبلة وسيكون عليه تحمل مسؤولية قراراته وان الاعتماد على حماية الفيفا للتهرب من جريمة الاضرار بسمعة الوطن عمل سيخضعهم للحساب بعد
ان يتم استنفاذ صبر الشارع الرياضي والجانب الرسمي لان الناس صارت بوعي كافي يجعلها تتلمس الحقائق وتميز بين من يجتهد فيخطأ وبين من يتعمد الخطأ.
شتان ما بين اتحاد القدم القطري الذي تدخل وعالج الامور وبين اتحادنا الذي يبرر الفشل ويصادق عليه وكأنه يتمناه ليبتز به اخرين!
الاعلام الرياضي على كثرته لم يكن يمارس دوره بايجابية في هذا الجانب ولم يضغط ويفضح تكاسل اصحاب الامر الذين يدعون انهم (وفروا كل شيئ طلبه المدرب) وكأنهم يرمون الاخفاق على ظهر المدرب لوحده وهم في الحقيقة يريدونه ان يفشل لانه فرض عليهم من قبل الشارع الكروي حينها فاهملوه ولم يحظى باي دعم يذكر.
المهمة صعبة وضغط الشارع الرياضي فاقم من صعوبتها وساهم بارباك المدرب واللاعبين والجهة المستريحة الوحيدة هي اتحاد القدم وهذا امر غريب لايحدث في بلد يحترم نفسه ويقدس مبادئه وسمعته واستمرار الوضع بهذه الكيفية سيتسبب بنتائج مؤلمة.