حوارات
صالح سدير: منتخبنا سيخرج من الدور القادم للتصفيات إذا بقيَ الاتحاد بهذا النهج
فلورا رعد – مونديال
من ساحاتها الشعبية وشوارعها المحاطة بالقباب الجميلة وطابعها التاريخي الديني الذي ارتبط بتاريخ شيق طويل وعريض برز بكل عنفوان معلنا عن نفسه كموهبة شابة اخذت طريقها سريعا الى العاصمة حيث نادي الطلبة وليحجز مكانه على الفور في تشكيلة المنتخب الاولمبي ومنها الى الوطني ليكون ضمن القائمة الذهبية التي أفرحت ملايين العراقيين من خلال إحراز كاس امم اسيا 2007 …..الحديث شيق ومثير مع النجم الدولي ولاعب فريق نفط الوسط المهاجم صالح سدير عبر سطور الحوار التالي :
بدايةً مشوارك مع نادي نفط الوسط كيف تراه هذا الموسم ؟
اخترت اللعب مع فريق نادي نفط الوسط كونه بطلاً للدوري ويملك طموح الفوز باللقب هذا الموسم ايضاً والمشاركة في بطولة الاتحاد الآسيوي بالاضافة الى نوعية اللاعبين التي يمتلكها الفريق والادارة الناجحة التي تقود شؤونه، و لا شك ان الموسم الحالي موسم صعب جداً و يتوجب علينا كلاعبين الحفاظ على اللقب وتقديم مستوى يليق بإسم النادي ، و اعتقد بأن المشوار غير سهل مع الفريق وعلينا ان نقدم افضل مما قدمناه في الموسم الماضي لان الجماهير لا ترضى بالاقل ونحن هدفنا ان نكون بالقمة دائماً والحمد لله نتائج النادي تبشر بخير حتى الآن.
وجود النجم كرار جاسم الى جانبك هل يشكل قوة ترعب فرق الخصوم ؟
كرار جاسم اضاف للفريق الكثير فهو من اللاعبين الذين يضيفون لكل الفرق التي يتواجدون فيها فكرار يمتلك امكانيات عالية المستوى و وجوده الى جانبي في نفس الفريق خفف عليّ الكثير من الضغوطات فاللعب معه يولد حرية داخل الملعب وخيارات عديدة لباقي اللاعبين الزملاء وكما أسلفت انا اعتبره اضافة كبيرة للنادي واضافة لي شخصياً والى مجموعة اللاعبين .
تعودتم ان تلعبوا في اندية جماهيرية كيف تقيم تجربتك الان مع فريق ليس له قاعدة جماهيرية ؟
هذا الامر مهم بالنسبة لنا كلاعبين وكما تفضلتي انا معتاد على اللعب لناد جماهيري مثل الزوراء والجوية ودهوك والنجف ، و لا شك اننا نفتقد للحضور الجماهيري مع نادي نفط الوسط ولكن من الملفت للنظر هو اننا بدأنا اكتساب جماهير جديدة بعد سلسلة النتائج الجيدة التي حققها النادي وأغلب هذه الجماهير هي من محافظة النجف التي بدأت بالتواجد بالملعب في المباريات السابقة واسماء النجوم اللامعة التي يضمها النادي امثال نور صبري وكرار جاسم ومصطفى كريم كلها ساهمت بذلك ولكننا نطمح بأن نرى جماهير نادي نفط الوسط تضاهي جماهير القوة الجوية والزوراء والطلبة في المستقبل القريب.
رأيك بمشوار منتخبنا في الادوار السابقة من تصفيات كأس العالم وما هي توقعاتك للقادم؟
ظهرنا بصورة غير لائقة وبمستوى هزيل .. لم نكن نتوقع هذا الظهور من لاعبي المنتخب وهناك اسباب عديدة لهذه النتائج المخيبة للآمال ومنها سوء التنظيم والتغيير الدائم للمدربين وعدم الاستقرار على كادر تدريبي معين وحتى رؤساء الوفود نغيرهم بإستمرار, هذه التغييرات تدل على التخبط الواضح الذي يسير على نهجه الاتحاد و نتمنى في القادم ان تحدث تغييرات جدية وجذرية تساهم في تطوير اداء المنتخب رغم اني استبعد ذلك لان الاتحاد سيقوم – كعادته – بتسمية المدرب في اللحظات الاخيرة، اما عن توقعاتي فأنا لا استبعد خروجنا من الدور القادم اذا ما استمر المنتخب على نفس الاداء والاستراتيجية المتبعة من قبل الاتحاد في تسوية شؤونه.. ونأمل ان يقوم الاتحاد بتعيين احد المدربين المحليين المميزين مثل راضي شنيشل او عدنان حمد او عدنان درجال وان يوفروا له كافة عوامل ومتطلبات النجاح فحتى في حالة عدم التأهل لا سمح الله سوف نسعد بالاداء الجميل والمميز والذي يليق بإسود الرافدين والكرة العراقية.
انت تنتمي الى جيل متميز من اللاعبين واغلبكم محترفين …برأيك لماذا لم تنجحوا مع المنتخب في الوصول الى كاس العالم ؟
سؤالك هذا مهم جداً ، نعم كنا لاعبين متميزين والاغلبية كانت محترفة خارج العراق ويلعبون في دوريات خليجية واسيوية متقدمة .. وعدم وصولنا لكأس العالم لا ادري ان كان سببه الاتحاد او اللاعبين او اسباب اخرى ولكن ما انا متأكد منه هو اننا افتقدنا لعوامل اساسية مهمة منها المعسكرات التدريبية ومباريات تحضيرية وتجمع اللاعبين قبل فترة مناسبة .. كلها عوامل ساعدت على عدم وصولنا للنهائيات ولكنها لا تعتبر السبب الرئيسي حتماً هناك مكملات ، في الواقع نحن ايضاً كلاعبين نبدي استغرابنا لعدم حصول منتخب لديه ما يقارب الـ 18 لاعباً محترفاً في صفوفه على بطاقة تأهيلية للمونديال ، برأيي هذا فقط ما كان ينقص هذا الجيل ليكون الأفضل ولكن كما ذكرت هناك عوامل عدة حالت دون حدوث ذلك.
في امم اسيا 2007 بدأت بداية ممتازة لكن الاصابة اوقفت نجاحك في البطولة كيف تعاملت مع الامر حينها ؟
في بداية البطولة الاسيوية بدأت بداية جيدة مع المنتخب حيث افتتحت البطولة مع المنتخب التايلندي وشاركت في المباراة الثانية ضد استراليا والتي حققنا فيها فوزاً ساحقاً بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد وكانت تلك المباراة هي الاخيرة لي في البطولة بسبب الاصابة التي تعرضت لها اثناء اللعب وكنت امني النفس بالعودة سريعاً للمشاركة في المراحل المتقدمة ولكن الإصابة كانت تحتاج الى وقت اطول يتراوح بين الـ 15 الى 20 يوماً ، الأمر الذي جعلني اشعر بسعادة غامرة تنسيني أجواء الإصابة هي النتائج الجيدة التي حققها الفريق في كل المباريات وما زاد شعوري بالراحة هو رفض اللاعبين والمدرب لعودتي لبغداد بعد تعرضي لهذا الحادث فقد لمست منهم إصراراً على البقاء معهم والتواجد مع البعثة, الأمر الذي جعلني اشعر بالاطمئنان ، علماً ان مستويات اللاعبين في تلك البطولة كانت متقاربة نوعاً ما ولهذا السبب لم يتأثر المنتخب بغيابي لان باقي اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية.
عندما كنت مع النجف عملت ادارة الطلبة كثيرا لكي تضمك الى فريقها …صف لنا مشاعرك في تلك الايام ؟
كل لاعب في بداية مشواره الرياضي كان يتمنى ان يلعب في نادي جماهيري مثل فريق الطلبة الذي يمتلك نجوم ولاعبين من طراز خاص ويحظى بجماهيرية كبيرة وتاريخ كبير .. وقتها شقيت الطريق نحو النجومية والخبرة وكنت سعيد للغاية فمن خلال نادي الطلبة عرفني الجمهور وبدأت مشواري الاحترافي.
موسم 2002-2003 الذي تم الغاؤه وقف المدرب الالماني ستانج على الخط الجانبي وهو يصفق لك قائلا (( فانتاستك صالح )) ما الذي شعرت به حينها وهل حفزك هذا الكلام على تقيد المزيد ؟
هذا الكلام صحيح وكان في بداية استلامه للمنتخب وكان فرح جداً بأدائي داخل الملعب حيث كان يقول بأن صالح سدير من اللاعبين الذين يصعب تكرارهم في العراق من ناحية الامكانيات الفردية وهذه شهادة اعتز بها جداً فقد كانت تمنحني دافع معنوي للمواصلة .. مشاعري كانت لا توصف عندما يقيمك مدرب اجنبي خلال فترة قصيرة الامر الذي ساعدني في التواجد مع المنتخب وان اكون من ضمن اللاعبين الكبار فقد ولّد لديّ ذلك دافع معنوي وشعرت بالاطمئنان على مستقبلي في تلك الفترة.
هل لعب المدرب الالماني ستانج دورا في تطوير قابليات صالح سدير المهارية والبدنية ؟
كل مدرب يكون مكسبا لكل لاعب ..استفدت من خبرة المدرب ستانج لاسيما في بدايتي عندماً كنت لاعباً هاوياً وكل اللاعبين استفادوا من احترافيته وتكتيكه واستراتيجية المعتمدة في اللعب.
مستواك في النسخة الاولى من بطولة دوري ابطال العرب كان ممتازا ومنه دخلت الى عالم الاحتراف …برايك هل كان الطلبة قادرا على الفوز بالبطوبة حينها ؟
الطلبة كان فريق مميز ويستحق ان يكون بطل النسخة ووصلنا الى الادوار النهائية ولكن كما تعلمين اللاعبين كانوا قليلي الخبرة في البطولات الخارجية والمهمة ولكننا كنا نلعب كرة القدم الحديثة فمن خلال هذه البطولة اكثر اللاعبين احترفوا في اندية جيدة … بصورة عامة كانت تجربة مفيدة وقيمة لفريق الطلبة ولكل اللاعبين حيث استطعنا الوصول للأدوار النهائية في اول مشاركة لنا في البطولة ، كانت مشاركة ناجحة تتشرف بها الكرة العراقية ونادي الطلبة على وجه الخصوص.
تجربة احترافك في الزمالك هل يراها صالح سدير بالفاشلة ؟
اي لاعب ينظم للفرق المصرية مثل الزمالك والاهلي فهو لا يشك يصبح من افضل اللاعبين في الدوري وعلى اثر ذلك كان استقبال الجماهير والادارة واللاعبين ايجابياً جداً لاسيما ان استدعاني للفريق مدربه الذي شاهد ادائي في بطولة ابطال العرب.. شعرت بالفخر لاني كنت اول لاعب عراقي يحترف في مصر ويمثل العراق في احد الدوريات الافريقية.. كانت تجربة مفيدة وناجحة بالنسبة لي.
تميزت في فترة من الفترات باجادة الضربات الحرة …لماذا تراجعت لديك هذا الخاصية فيما بعد ؟
لا على العكس لم تتراجع لديّ هذه الخاصية ففي الفريق الذي العب به دائماً ما اتميز على البقية بهذه الكرات الثابثة وهذا ما يميزني حالياً بفريق نفط الوسط وحتى على مستوى العراق ربما اكون من الأوائل من هذه الناحية .. الحس التهديفي لديّ مازال حاضراً في كل مباراة اقدمها قد يكون تراجع بعض الشيء لكنه موجود والتمس ذلك من تحفظ باقي الفرق على هذه النقطة عندما اكون حاضراً في الملعب.
من برايك من هو الاصلح لكرتنا المدرب الاجنبي ام المحلي ؟
المدرب المحلي هو الافضل للكرة العراقية شرط ان يكون ذو شخصية قيادية قوية وصاحب القرار الأول والأخير فيما يخص شؤون فريقه .. المدرب المحلي يعرف إمكانيات جميع اللاعبين العراقيين سواءً اكانوا في الخارج ام في الداخل, ولهذا السبب اعطيه الأفضليه على نظيره الأجنبي.
كلمة اخيرة توجهها للجمهور العراقي؟
أحب ان اقول للجماهير العراقية بأننا عن طريق دعمكم وتشجيعكم لنا سوف نصل الى كأس العالم وكل البطولات .. نتمنى ان يكون الدعم افضل وان تساندوا الاندية والمنتخبات بصورة حضارية تليق بتأريخ العراق وان تكونوا عنصر مهم من عناصر الرياضية المحلية فتواجدكم في المحافل يضيف نكهة خاصة لكرة القدم .. ونأمل ان يكون تواجدكم في الملاعب يهدف الى بث روح الثقافة في الملاعب , سوف نكون سنداً لكم فنحن كلاعبين امنيتنا الوحيدة هي إسعاد الشعب العراقي شكراً لكم على كل ما قدمتموه لنا.