اخر الأخبارمقالات الرأي

علي الحمادي قلبٌ ينبض للوطن ودموعٌ لا تجد من يمسحها

مونديال / اسامة الصاهود

في زوايا المستطيل الأخضر يقف علي الحمادي شامخًا حاملاً بين ضلوعه وطناً بأكمله. لاعب شاب يشق طريقه في اعلى الدوريات العالمية مع نادي إيبسويتش تاون الإنجليزي يعيش حلمًا طالما تمنيناه لأبناء العراق. لكنه رغم كل الأضواء اختار أن يُبقي نظره نحو بغداد ، نحو البصرة نحو كل شبر في بلاده التي أحبها أكثر من نفسه.

علي الذي يضع قلبه على كفه في كل استدعاء للمنتخب الوطني لم يخذل العراق يومًا لكنه بالمقابل خُذل كثيرًا يأتي في كل مرة يطوي المسافات من البريمرليغ إلى معسكرات منتخبنا المتواضعة. لكنه على عكس ما يستحق لا يحصل على الفرصة التي ينتظرها لا يُمنح دقيقة واحدة ليُظهر ما يمكن أن يُقدمه للعراق ومع ذلك لا يشتكي.

بينما اختار آخرون “إصابات وهمية” كذريعة للغياب وفضّل البعض “الجاهزية النفسية” على تمثيل الوطن علي كان هناك دائمًا لا عذر ولا تردد لم يغادر معسكرًا لم يتأخر ولم يترك العراق في الخلف. وكأن حب العراق قد شُكّل داخل قلبه بطريقة مختلفة أقوى من كل خيبة.

أمس بعد التعثر أمام الأردن انهمرت دموعه ليست دموع لاعب فقط بل دموع شاب اختار أن يحمل وطنه على كتفيه رغم أن وطنه لم يمنحه حتى فرصة إثبات نفسه دموع علي كانت أثقل من كل الخسائر لأنها جاءت من قلب يعرف أن الحب وحده قد لا يكفي.

كم هو حزين أن نرى لاعبًا بحجم علي الحمادي، محترفًا في أقوى دوريات العالم يُترك على دكة الاحتياط بلا تفسير كم هو مؤلم أن نرى هذا الكم من الوفاء يقابله صمت بارد.
علي الذي يحمل العراق في كل نبضة يجد نفسه غريبًا في فريقه الوطني لكنه لا يهرب ولا ينكسر.

علي الحمادي هو قصة العراق نفسه ! موهبة عظيمة تُهدر وإمكانات تُدفن تحت غبار التهميش. ومع ذلك يستمر الحب في النبض يستمر الحلم ويستمر علي في الحضور، لأن العراق عنده ليس مجرد وطن… إنه كل شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى