الأخبار العربية

عيون و ملاعب

عيون وملاعب
……………….

د كاظم العبادي – مونديال

هناك خلل مستشر منذ عقود أصاب الكرة العراقية كأنه عضال لا شفاء من ولو أسقينا اللاعبين العسل. الخلل يخلخل الملاعب العراقية. دعوني أتنبأ العلّة، وأتساءل : أين يكمن الخلل؟ إذا أبعدت الحسد، والبخت، والسحر عن تفكيري فلا بد لي أن أنظر إلى مشاركة المنتخبين: الأولمبي والوطني نظرة متفحصة.

لا أحد يلوم طبيبا يتفحص المريض ليعرف الداء. المنتخبان تحت رعاية اتحاد الكرة العراقي والاتحاد الذي القيت عليه مهمة انضاج الكرة العراقية، لا يعرف كيف ينضج منتخبه. يدير الاتحاد العراقي الكرة العراقية إدارة اسميها “ع البركة” فالبطولات ليست من أولوياته. اذا كان على العراق المشاركة بالأولمبياد، والمشاركة في تصفيات كاس العالم في وقت قريب، فماذا يجب أن يفعل؟ في العُرف, تعطي الدول أهمية للمنتخب الوطني، وتعده الإعداد الأمثل لكاس العالم، وتعتذر عن الأولمبياد او تجد طريقة بديلة اذا كان يعثر مسيرة المنتخب، وخارج الخطة. أسفي كبير جدا لأن الاتحاد راعي المسيرة الكروية لا يفعل هذا.

من الخطايا التي اقترفها الاتحاد بحق الكرة العراقية انه جعل من الفريق الأولمبي, أضحوكة زمانه فهو فريق مزور تضحك حينما تسمع أن اللاعب في الثالثة والعشرين فاذا رأيته تعرف انه في التاسعة والعشرين. العضلات تفضح الأعمار. والتزوير فضيحة لا تُخجل اتحاد الكرة حتى لو ذهبت المشاركة والإعداد والمعسكرات التدريبية هباء.

ماذا أقول في دور المدرب وقد صرخت حتى ضاع صوتي: المدرب سماء المنتخب، وفاقد الشي لا يعطيه. تدريب منتخب ليس أمرا سهلا. انه علم وفن وخبرة لا يكون “ع البركة” فلا يمكن لمدرب ضعيف أن يسمو بالمنتخب. مع الأسف أن اغلب المدربين العراقيين لم يبلغوا المستوى المأمول في التدريب لذلك يجب أن نلجأ إلى مدربين مهرة من اجل راب الصدع الذي أصاب المنتخب العراقي بسبب ضعف المدربين.

اذا كان الاتحاد مهتما بمدربين محليين فليؤهل عددا منهم وليحصلوا على الرخصة التدريبية المطلوبة. نحتاج إلى سنوات نبني فيها قدراتنا نبني منتخبا، بالتوازي مع إعداد مدربين مهرة من العراق وحتى يحصل هذا فلا بد من مدرب اجنبي.

قرفتنا كثرة التجارب الفاشلة خلال مباريات كاس العالم. ماذا حصدنا غير الخذلان في تصفيات كاس العالم 1994، وتصفيات كاس العالم 1998، وتصفيات كاس العالم (2002, 2006, 2010).

ماذا يجري للكرة العراقية؟ الخوف والحذر وعدم الاطمئان على المستقبل أصبح هاجس الجمهور بعد سلسة الإخفاقات: بدأت بعدم تأهل المنتخب الأولمبي إلى دور الثمانية في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016. بعد الاخفاق الكبير للمنتخب العراقي وبدايته السيئة في تصفيات كاس العالم 2018 وخساراته في أول مباراتين أمام أستراليا صفر-2 والسعودية 1-2.

مما زاد الطين بلة هبوط اسهم تصنيف العراق الى اسوء مركز وصل اليه 128 ضمن التصنيف العالمي.

وضع الإخفاق المدرب تحت المجهر، وظهرت سوءاته للجميع. فلا شيء يضبط مهمة مدرب لا نقابة له، ولا معايير له يشترطها الاتحاد. لمدرب كرة مواصفات يضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يوفا) منها: لا بد ل مدرب كرة القدم ان يحمل رخصة برو وهي الوحيد التي تعطيه صفة مدرب، وتدريب المنتخبات وفرق الدرجة الممتازة والاولى. دمعي ينهمر وانا اعترف: مدربنا لا يملكها.

اقترف اتحاد الكرة خطيئة في تسمية مدرب محلي في تصفيات كاس العالم 2018. تحولت هذه التصفيات إلى تجربة تعليمية له. جميعنا لاحظ أخطاءه. خطأ تلو خطأ منها: أشرك ثلاثة لاعبين يلعبون في مركز الظهير الأيسر في مباراة واحدة، وأشرك لاعبين في غير مراكزهم الاساسية امام فريق صعب مثل أستراليا، وإهمال لاعب مهم مثل ياسر قاسم وتركه على مصطبة الاحتياط. كما انه لم يقدم فريقا ملتزما تكتيكيا, لم نشاهد تناقل الكرة بين اللاعبين لمرات طويلة. ضعف التعامل مع ظروف المباراة. التركيز على الإعلام الإيهامي من خلال تصريحات كلامية دون عمل سببت مزيجا من الانتقادات والتبريرات الفارغة.

ذهبنا إلى تصفيات كاس العالم 2018 باستعداد هش هزيل وشر البلية ما يضحك ضحكت حينما عرفت أن بعض لاعبي المنتخب، لا يعرفون البعض الآخر.  ها أنا أشير إلى الخلل فيغمض كثيرون أعينهم. حسنا لا تنزعجوا إخواني، فلربما أصابتكم عين، لذلك عليكم بالمعوذتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى