قبل المدرب واللاعبين..السبب في الخروج هو سرطان الكرة الاتحاد العراقي!

فلورا رعد – مونديال
بعد الصدمة التي تلقيناها مساء اليوم بخسارة المنتخب بهدفين امام النظير الاماراتي جلست اليوم اتأمل واقع الحال الذي فرضه علينا إتحاد الكرة العراقي والذي جعلنا نعايشه قسراً بعدما وضعنا في عنق الزجاجة بطرح إسم المدرب المحلي في اللحظات الاخيرة من موعد انطلاق المنافسات المونديالية لقارة آسيا في مرحلتها الاخيرة.
سوف لن اخوض كثيراً بالاسباب والمتسببات التي جعلت من منتخبنا لقمة سائغة لباقي الفرق على مر المباريات السابقة اجمع وليس في مباراة اليوم فقط, لأننا قد نختلف حول ذلك ولكن دعوني احدثكم عن حقيقة واحدة لن نختلف عليها مطلقاً!
عندما يخوض المنتخب تصفيات مونديالية تضم الافضل في القارة الصفراء بمدرب محدود الامكانيات والقدرات فهذا قد يجعلك تخسر أغلب المباريات وليس جميعا. لماذا؟؟ لأنه لو كان لديك لاعبين ذو قدرات جيدة ومهارات وحلول فردية فإن تلك الامكانيات قد تثمر عن فوز واحد او إثنان لأنه في النهاية اللاعب عنصر فعال داخل ارضية الملعب.
الذي اعنيه بالضبط هو حقيقة ان المدرب راضي شنيشل هو احد اهم اسباب هذه الخسارات المتتالية ولكن لو كان اللاعبون افضل من مدربهم لإستطاعوا على اقل تقدير حسم بعض المباريات التي تطلبت مهارات فردية ولمسات اخيرة وما اكثرها في هذه التصفيات.
لا المدرب ولا اللاعبين كانوا على قدر المسؤولية واتسائل لماذا لم نشهد تقدم في المستوى بعد المعسكرات والتدريبات المكثفة التي كانت ضمن برنامج الفريق قبل مباراة الامارات؟؟ الانسجام غائب لدى اللاعبين وهذا امر طبيعي لان التشكيلة ابعد ما يكون عن الاستقرار ففي كل مباراة نشهد تشكيلة مغايرة ومراكز مختلفة لكل اللاعبين.. اليوم واثناء المباراة سرحت لدقائق محاولة فيها حل لغز مركز اللاعب ضرغام اسماعيل فتارة اجده على اليسار واخرى في اليمين!
لو كان الفريق متكامل ولا يعتمد على اسماء معينه لكان خروج اللاعب احمد ياسين في مباراة اليوم بعد الاصابة غير مؤثر .. الأمر الذي لم يحدث بتاتاً! في المباراة السابقة افتقدنا جيستن ميرام وكان مكانه شاغراً واليوم كان افضل لاعب في المباراة على الاطلاق بسبب حماسه ونشاطه الكبير خلال شوطي المباراة.
لكن رغم ذلك كله هناك حقيقة واحدة وهي ان سبب ظهور المنتخب بهذه الصورة السيئة في التصفيات هو الاتحاد العراقي لا غير!
فكم من المرات التي اتبع فيها الاتحاد نفس الاساليب الرخيصة بجعل الجماهير مخيرة بين السيء والأسوأ؟؟ ألم يعين الاتحاد راضي شنيشل في اللحظات الاخيرة وبعدما جعل الجمهور يحسم خياره بين شنيشل واكرم سلمان وحكيم شاكر او مدرب الاولمبي انذاك عبد الغني شهد؟؟ ألم يتحجج الملا مسعود بالميزانية الخاوية والتي تعجز عن استقطاب مدرب أجنبي في الوقت الحالي بسبب حالة التقشف التي يمر بها البلد؟؟
أصبحت على يقين بأن اسهل وظيفه في العالم ممكن ان يشغرها أحدنا هو منصب رئيس الاتحاد لأن ما عليك فعله او قوله هو الاتي:
1- الميزانية الاتحادية لا تكفي لجلب مدرب اجنبي للمنتخبات العراقية
2- حتى لو جلبنا مدرب بعقد عمل مناسب فهو لن يقبل بالمجيء الى بغداد
3- الخيار المناسب هو المدرب المحلي لانه متابع للدوري المحلي ويعرف اللاعبين جيداً
4- اكرم سلمان, يحيى علوان, راضي شنيشل, حكيم شاكر… إختاروا إحدهم لقيادة العراق!
5- نعتذر للجمهور خسرنا بسبب اخطاء فردية والقادم افضل لأننا بصدد اعداد جيل جديد ((مزور))!
ببساطة هذه هي الدوامة التي جعلنا الاتحاد نعيش فيها منذ عقود وحتى الان. المدرب هو احد اسباب الخسارة واللاعبين كذلك لكن الاتحاد هو السرطان الذي يجري في عروق تاريخنا الكروي وواقعنا الحالي!
كل الاسف على ما وصلنا اليه فبعد ان كان الفريق العراقي الابرز في كل مجموعة يقع فيها أصبح في هذا الزمان الأسوء والحلقة الاضعف والتي تتنافس عليها الفرق من اجل الوقوع في مجموعتها .. هنيئاً لك ايها الملا وهنيئاً لإيفاداتكم التي لا يغطيها التقشف وهنيئاَ لمهنيتكم الفاسدة وهنيئاً لكم العار الذي اطالنا بسبب فقركم المنهجي والمهني!
لو كانت لديكم ذرة من الكرامة والكبرياء لقدمتم استقالتكم بعد كل هذه المهازل التي شهدناها .. ولكن هيهات!!