قراءة فنية لأبرز اخطاء منتخبنا امام النظير الاسترالي

فلورا رعد – مونديال
لا يختلف اثنان على أهمية كسب نقاط المباراة الإفتتاحية لما يتولد من خلالها من دافع معنوي لدى اللاعبين وراحة نفسية هامة تختصر لنا عدة خطوات لولا لقائنا الأول الذي حتم علينا مواجهة أعند المنتخبات وأكثرها حماساً وتعطشاً للفوز . لم يفلح المنتخب الوطني عندما عاهد بتجاوز المنتخب الاسترالي بل انه فشل ايضاً بتقديم ابسط المستويات التي كنا نتمنى ان ترتقي لفنيات كرة القدم!
قد تكون هنالك عوامل عدة ساهمت بظهور منتخبنا بهذه النتيجة والأداء .. فعلى الرغم من التـصريحات التي أدلى بها مدرب السيد راضي شنيشل وأكد من خلالها جاهزية فريقه وإستعدادهم لخوض المنافسة الا ان استياء الجماهير كان بسبب اداء المنتخب اكثر من نتيجة المباراة نفسها!
تعددت اسباب الخسارة القاسية ولابد من الوقوف عند عدة نقاط لغرض دراستها والإستفادة منها في المباراة القادمة امام المنتخب السعودي علّها تأتي لنا بخيط من الأمل يعيدنا الى أجواء المنافسة الحامية.
أهم أسباب الخسارة نلخصها فيما يلي :
- غياب الترابط بين الخطوط: ظننا لوهلة اننا نلعب بدون لاعب ارتكاز.. هذا اول ما طرأ على بال المتابعين للمباراة خلال شوطها الاول فقد كان غياب اللاعب سعد عبد الامير واضحاً وسط الملعب الامر الذي أدى الى فقدان حلقة الوصل بين المدافيين وبين اللاعبين المتقدمين. العشرون بالمئة وهي نسبة الاستحواذ العراقي على الكرة خلال الشوط الثاني تؤكد انها احدى متسببات فقدان الكرة في الوسط مما ساهم بحدوث انشقاقات بين الخطوط ومساحات كثيرة فارغة صعُب على المدرب معالجتها اثناء سير المباراة!
- وضع اللاعبين في غير مراكزهم: قد يكون السبب الابرز الذي اجتمع عليه اغلب المحللين الكرويين. من الغرابة ان نشاهد جيستن ميرام كرأس حربة والمعروف ان مركزه الصحيح هو مسانداً لرأس الحربة او مهاجم متأخر.. اللاعب الذي يقدم مستويات مبهره في الدوري الامريكي ويصنع ويسجل اهدافاً من طراز عالمي فمن غير المعقول ان يُزج به بغير مركزه وننتظر منه صنع المستحيل في اول مباراة يخصوضها مع هذه التشكيلة؟؟
شاهدنا اللاعب سعد ناطق في بعض الاحيان يؤدي دور “قلب الدفاع” المركز الذي هو ابعد ما يكون عن اللاعب مما ادرى الى ارتباك واضح داخل هذه المنطقة وعدم اريحية في اللعب في هذه المساحة تحديداً.
اللاعب علي عباس لم يكن مرتاحاً في المهمة التي انيطت له ولا يخفى على الجميع وضع اللاعب في مركز مغاير! - الأخطاء الدفاعية والتمريرات الخاطئة: ما يعاب الفريق ككل هو التركيز في وسط الملعب تحديداً وتنفيذ التمريرات السليمة حيث لاحظنا نسبة كبيرة من المناولات الخاطئة التي تتسبب في الهجمات المرتدة للفريق الاسترالي ولابد من الوقوف عند هذه النقطة لأن إمتلاك الكرة يعتبر مفتاح تسيير المباراة بالصورة المطلوبة .. نطالب بالأداء السريع لكن ليس للذي يفتقد الى التركيز والذي يتسبب في ضياع سيطرتنا على الكرة والاهم من ذلك هو التشديد على عدم ارتكاب الاخطاء الدفاعية في المنطقة القريبة من المرمى لان مدافعينا يتميزون بالبطؤ في العودة للخلف لمداركة الاخطاء الدفاعية الناتجة عن الهفوات اللامسؤولة..!!
- البطئ في قيادة الهجمات المرتدة: من نقاط ضعف المنتخب التي أظهرتها لنا مباراة المنتخب الإسترالي هي البطئ في تكوين الهجمات المرتدة مما تسبب لنا بضياع أكثر من فرصة محققة كادت أن تُحسب لنا لولا القيادة السيئة التي قادوا بها لاعبينا تلك الهجمات وهذا العائق يطاردنا منذ الأزل حيث لم يتحسن أداء الفريق من هذه الناحية على مر السنوات القليلة الماضية ورغم تعدد المدربين الذين قادوا منتخب العراق في الفترة الأخيرة إلا أننا ما نزال بحاجة الى الإحترافية في هذا المجال آملين أن يعمل السيد راضي على هذه النقطة وأن نرى نتائج متقدمه وتطورات جديدة في المباريات القادمة لأننا بحاجة حقاً الى إعادة النظر في الأخطاء المرتكبة لعل وعسى أن نستعيد ثقة الجماهير بإمكانية فريقهم من خلال الظهور بمستوى مغاير تماماً لما ظهر عليه في المباراة الأخيرة ..!!
لا نحتاج فقط لما ذُكر في النقاط اعـلاه بل هناك العديد من الأمور التي لا بد من أن تعالج لتعويض الهزيمة الأولى لأن الكرة تعطي لمن يعطيها ولأنها لا تعتمد على أسماء او منتخبات معينة ولنتخذ المنتخب الياباني عبرةً حيث انه يعتبر اول المرشحين للفوز والتأهل لكأس العالم لكنه تلقى ضربة قاضية من الشقيق الاماراتي. وهناك بالمقابل منتخبات قادمة وبقوة لسحب البساط من كبار آسيا كالمنتخب التايلندي والاماراتي لذا فلنضع كل الحسابات تحت المراجعة لأننا بحق بحاجة الى الوقوف عند نقاط معينة للخروج من الموضع الذي وضعنا المنتخب فيه.
في النهاية ندعو الله بأن ينصر لاعبينا ويوفقهم لما فيه الخير لشعب العراق المتعطش لأجواء الإنتصارات والإنجازات ونطالب اللاعبين وكادرهم الفني بتقديم اللائق والمطلوب لغرض تحقيق الحلم والتأهل للنهائيات المونديالية!