الأخبار العربية

قراءة في اوراق المنتخب الاسترالي وشروط الفوز عليه

قراءة في اوراق المنتخب الاسترالي وشروط الفوز عليه

علي المعموري – مونديال

الفوز والخسارة وما بينهما في عالم كرة القدم امور مرتبطة بمعطيات واقعية تفرضها ظروف المباريات اذ لا يوجد فريق في العالم لا يمكن الفوز عليه كما لا يوجد فريق لا يفوز, فكرة القدم ممارسة تحتاج الى تحضير مسبق وقراءات انية وادوات مناسبة فضلا عن توظيف نموذجي اذ كلما تعاطينا مع هذه العناصر بحرفية عالية كلما حصلنا على نتائج اكثر ايجابية.

منتخبنا الوطني الذي تعثر في رحلته ألمونديالية  وكاد ان يخرج من نطاق المنافسة على المراكز المتقدمة في مجموعته التي تضم استراليا واليابان والسعودية والامارات وتايلاند وهي المجموعة التي وصفت بالحديدية نظرا لشراسة فرقها وقوة تنافسها هذا المنتخب مقبل على الدخول في مباريات اياب المجموعة الثانية عبر مباراة غاية في الاهمية لان الفوز بنتيجتها ستضعه على سكة المنافسة وان بدت صعبة واي تعثر فيها قد يؤدي الى الانهيار وعليه يعول كثيرا جمهورنا ولاعبونا ومدربونا على نتيجة لقاء الخميس مع المنتخب الاسترالي وصيف المجموعة بفارق الاهداف عن متصدرها الفريق السعودي والتي ستقام على ملعبنا البديل استاد باص الايراني.

من السذاجة ان نهمل قوة المنتخب الاسترالي ونقاط تفوقه وكذلك من السذاجة ان نعتبر مسألة هزيمته واخذ نقاط المباراة منه من الامور المستحيلة؟ فقراءة سريعة لتاريخ لقاءات المنتخبين توضح انهما وخلال 43 عام التقيا 10 مرات فازت استراليا في 7 لقاءات وفاز العراق في 2 وكان التعادل من نصيب لقاء واحد وهذا يعني اضافة الى موقع المنتخب الاسترالي في تصنيف الفيفا واسيا ان الكرة الاسترالية تتفوق على نظيرتها العراقية وتبتعد عنها بمسافة طويلة ومع هذا فان كل عناصر التفوق التي ذكرناها قد لا تعني شيئا لو تم التعامل مع المباراة بطريقة تستحضر بها جميع عناصر تفوقك.

المنتخب الاسترالي الذي يشرف عليه المدرب الوطني انجي بوستيكو غلو ليس في احسن حالاته فقد بدا انه يعاني من غيابات كثيرة بسبب الاصابات والابعاد لعدم الجهوزية وكذلك معروف عنه قلة عطاء لاعبيه عندما يلعبون في ملاعب الخصوم وفي اخر مباراة له في التصفيات واجه صعوبات كثيرة قبل ان يقتنص نقطة واحدة من متذيل المجموعة الفريق التايلاندي فمعظم عناصره اما تقدم بهم العمر ككاهيل الذي بلغ 37 عام واما عدم جاهزيتهم خصوصا اولئك الذي يلعبون في الصين بسبب توقف الدوري الصيني وهو ما شكى منه غلو في اكثر من مناسبة وهذا لا يقلل من قيمة الفريق ولا من قدرة وخبرة لاعبيه حتى مع استدعاء المدرب لخمسة لاعبين يلعبون لاول مرة في صفوف المنتخب فالقضية اولا واخيرا تتوقف على قدرتنا على استحضار عوامل التفوق والحاق الهزيمة الثالثة لنا بالفريق الاصفر وربما التسبب بأبعاده عن المنافسة على صدارة المجموعة.

يتميز الفريق الاسترالي ببناء الهجمات من الخلف بهدوء وحرفية متقنة انطلاقا من قلبي الدفاع مع نقلات مباغته في العمق يقوم بها لاعبوا الوسط مع المناورة عبر جناحي الفريق لضمان تواجد الكرة في ملعب الخصم لفترة اطول واجباره على ارتكاب الاخطاء واستغلال مهارات لاعبيه في افتكاك الكرة لتمتع غالبيتهم بقوة جسمانية ولأنهم يلعبون على الطريقة الانكليزية التي تعتمد القوة الجسمانية وكذلك لضمان بقاء ملعبهم في مأمن عندما تكون الكرة في ملعب الخصم.

الاستراليون يعتمدون كثيرا للأسباب التي ذكرناها على لعب الكرات الطويلة لتجاوز الحالة البدنية الضعيفة لدى اغلب عناصرهم وكذلك للتغلب على البطيء في التحضير الذي يمتاز به فريقهم.

المطلوب اللعب بتنظيم عالي وبتوازن يأخذ بالاعتبار قدرة عناصرنا وامكانية كل لاعب في مركزه وكذلك يجب ابعادهم عن مناطق التهديف الخطرة عن طريق نقل اللعب الى الامام لحرمانهم من ميزة البحث عن الخطاء (في مباراة الذهاب سجلوا هدفين بطريقة متشابهة ومن خطأين ساذجين من دفاعاتنا التي ترتكب الاخطاء عندما تكون تحت ضغط الخصوم ) .

المطلوب ايضا اعتماد الكرات السريعة الارضية لضرب دفاعاتهم وكذلك تجنب منحهم كرات ثابته كي لا يراهنوا على رأسيات تيم كاهيل في ضرب الشباك.

المباراة ستكون صعبة على منتخبنا لكن الفوز بها ممكنا اذ يتوجب على لاعبينا القتال على النتيجة واعتبارها مسألة مهمة وحاسمة فلا مجال بعد للتفريط بأي نقطة ومنتخبنا بجميع لاعبيه وكادره الفني قادرين على تحقيق الفوز ليكون نقطة انطلاق للتنافس على مقعد في النهائيات ولتحسين موقعنا في القارة والفيفا.

كل التوفيق لأسودنا وكادرهم الفني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى