اخر الأخبار
قرار رفع الحظر “ألأجر على قدر ألمشقة”
قرار رفع الحظر “ألأجر على قدر ألمشقة”
علي المعموري
قرار رفع الحظر الكروي عن الملاعب العراقية في محافظات أربيل والبصرة وكربلاء الذي أصدره الفيفا مؤخرا يعتبر انتصارا للأرادة العراقية وإحقاقا للحق العراقي الذي حرم ملايين المتابعين من محبي الكرة من متابعة الأندية والمنتخبات العراقية في الفعاليات الكروية القارية والدولية وهي تلعب على ملاعبها كما يحصل مع الفرق الأخرى في جميع أصقاع الدنيا عدا تلك التي تعاني من ظروف خاصة يتعذر معها إقامة المباريات الكروية على ملاعبها.
من الثابت ان هذا القرار لم يكن وليد الصدفة إنما جاء بعد عمل مضن استمر لنحو عام تقريبا لتحقيق متطلبات وشروط ألفيفا, عمل شاركت فيه فعاليات مختلفة وجهات عديدة كل بحسب دوره وتخصصه وبالتالي فان جميع من عمل على تحقيق متطلبات رفع الحظر يستحق منا الشكر والثناء
هذا القرار لم يأتي من فراغ إنما بعد سلسلة من الإجراءات المعقدة والمتطلبات التي فرضها ألفيفا قبل نحو عام من الآن لاختبار الأرادة العراقية ومدى قدرة العراقيين على تنظيم وإدارة الفعاليات الكروية
وقبل هذا فان الفضل الأول في هذا الأمر يعود لتحسن الوضع الأمني الذي بسبب ترديه فرض علينا الحظر وان هذا التحسن لم يكن يحصل لولا تضحيات شعبنا الكريم بجميع شرائحه وفي المقدمة منها القوات الأمنية كافة مسنودة بالحشد الشعبي والعشائري والتضحيات التي قدمت كقرابين على طريق التحرير الذي أعاد بلدنا إلى وضعه الطبيعي وعليه فان كل شهيد وكل جريح وكل مقاتل وكل إسناد عسكري أو لوجستي له الفضل الأول فيما تحقق من قرار لصالح رياضتنا.
ان الموضوعية والمهنية التي يطالب بها البعض تتطلب أن يعطى كل ذي حق حقه بموجب الدور الذي لعبه في هذا المجال فلا يجوز أن يتساوى الجميع عند ترتيب الأولويات وبموجب هذا أجد من الإنصاف بعد أن أكدنا على دور قواتنا الأمنية وتضحياتها ودماء أبنائنا أن نعطي للذين أتموا النصر واستثمروه لصالح كرتنا فيأتي في المقدمة من الركب السيد عبطان والسيد مسعود وأعضاء الوفد الذي واجه إنفانتينو العام الماضي وأقنعه بقدرة العراقيين على تنظيم الفعاليات الرياضية بطريقة احترافية آمنة ثم نذكر الجهات التي أسهمت في ترسيخ صورة الوضع في بلدنا فتجاوزت بعملها الجبار الاختبار وأعطت الضوء الأخضر بصلاحية ملاعبنا لاستقبال الفرق وهي كوادر الوزارة واتحاد الكرة ومحافظات أربيل والبصرة وكربلاء وجمهورنا الكروي وإعلامنا الرياضي الذي تكفل في إبراز الصورة الحقيقية لملاعبنا ولجمهورنا.
ثم تتوالى الرسائل العراقية إلى جمهورية ألفيفا فيذهب الوزير صحبة رئيس اتحاد القدم ومعهم نخبة من نجوم العراق السابقة إلى الرياض ليهنئوا بتأهل الأخضر السعودي للمونديال فكان الرد أن أعلن المستشار تركي آل الشيخ دعمه الكامل للعراق في المجال الرياضي ويطلب من العرب مساندة العراق , ثم يطلب من اتحاد بلده الذهاب إلى البصرة واللعب فيها ليؤكد صدق الدعوى العراقية بألجاهزية وبسرعة يتحول الحلم إلى حقيقة ويشهد جذع النخلة سقوط أخر مبررات الحظر(في تصريح لأنفانتينو بعد قرار ألفيفا برفع الحظر قال ان مباراة العراق والسعودية كانت السبب الرئيسي في اتخاذ ألفيفا لقراره بخصوص العراق) هذا بالنسبة للسيد أنفانتينو أما بالنسبة لنا نحن العراقيون فالأمور اكبر وأعمق مما تحفظه ذاكرته لأننا عملنا كثيرا قبل أن نقنع السعوديون بالحضور لبلدنا.
لم تكن المهمة سهلة أبدا كما أنها لم تنتهي بشكل كامل فالقرار يبقى منقوصا حتى يتم الإقرار بحق العراق بتنظيم المباريات الرسمية على جميع ملاعبه وهذا الأمر يتطلب المزيد الجهد والمثابرة والعمل المتواصل.
شكرا لكل من بذل جهدا على هذا السبيل بأي قدر كان والأجر على قدر المشقة.