الأخبار العربية

قرار “كاس” كيف تحول المظلوم الى ظالم؟ القصة الكاملة

علي المعموري – مونديال

القرار الذي اتخذته محكمة كاس بالغاء قرار الفيفا الخاص بالطلب من الاتحاد السعودي اختيار ملعبا بديلا عن ملعبه لمباراته المقبلة مع منتخبنا الوطني ضمن اياب المرحلة الاخيرة من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018 هذا القرار كان نتيجة لعدة اسباب انتجها التخبط والسطحية في التعامل مع الوقائع من جانب اتحادنا ولكي نبتعد عن العاطفة في ردة فعلنا تجاه هذا القرار علينا النظر فيه من جميع جوانبه وحيثياته لنتبين بعد ذلك من يتحمل مسؤولية ماجرى وما سيجري من مترتبات عليه.

هل كنا موفقين في اختيار الملعب الايراني؟

بعد اعلان نتائج قرعة التصفيات كان علينا ان نختار ملعبا ليكون بديلا عن ملعبنا المحظور علينا اللعب فيه لدواعي امنية ولما عانينا من بعض الصعوبات عندما لعبنا على ملعب باص الايراني فقد توجب علينا البحث عن بديل اخر حيث من اساسيات العمل الاحترافي العلم بالمشاكل السياسية الحاصلة بين السعودية وايران والتي ترتب عليها نقل مباريات الاندية السعودية مع الايرانية خارج ايران ورغم هذا فقد وضعنا الخيار الايراني ضمن اولويات تفكيرنا بعد اعتذار الاردن ولبنان واستبعاد قطر لقربها من السعودية ولعدم وجود تسهيلات لجمهورنا في الدخول الى اراضيها وحصول السعودية والامارات عليها وهنا اول اخطائنا لاننا لم نحسب ردة فعل الجانب السعودي رغم انه سبق قرارنا باختيار ايران برفض اللعب فيها.

وكنا سنتجنب كل هذا لو قدرنا مقدار التأثير السعودي في محافل الفيفا مقارنة بمقدار تاثيرنا وتعاملنا مع الامر بحكمة وروية وبدون ان ننساق وراء صيحات البعض من فاقدي البصيرة من الاعلاميين وقطاع عاطفي كبير من الجمهور الذي كان يعتقد ان اللعب في ايران سيضغط على الخلايجة ويدفعهم للمطالبة برفع الحظر وهذا خطأ اخر.

الذهاب الى الفيفا لطلب المعاملة بالمثل

بعد ان ابلغنا الاتحاد الاسيوي بقرار اختيار الملعب الايراني كان من الطبيعي ان يذهب السعوديون اليه ليبلغوه رفضهم خيار العراق وليقدموا مبررات اقنعت الاسيوي وقتها فطلب من العراق البحث عن ملعب اخر لمباراة السعودية فقط الا ان ذهابنا الى الفيفا جعلنا نحصل على قرار اخر ينص على ان يختار العراق والسعودية ملعبين بديلين عن ملعبيهما واعتبر هذا انصافا لنا لانه ساوى بين الطرفين.

كيف تعاملنا مع قرار الفيفا؟

لم نكن نتمتع بقدر كاف من الاحترافية في تقدير الامور ولو كنا عكس ذلك لتمكنا من تامين حقنا والاستفادة من قرار الفيفا هذا باجبار الجانب السعودي الذي رفض اللعب على ارضنا المفترضة خصوصا ان الاتحاد السعودي الطرف الاضعف من حيث المبررات لان الاراضي الايرانية غير محظور اللعب فيها من قبل الفيفا ولان فرق قطر واوزباكستان وكوريا الجنوبية وتايلاند واليابان واستراليا والامارات والصين وسوريا ستلعب فيها واي قرار يخص مباراتنا معهم يفترض ان يخضع لاتفاق الطرفين والا فان الفيفا لايمكنه ان يعطي امتيازا للسعودية على حساب فرق المجموعتين التي ستلعب على الاراضي الايرانية وعلى هذه الخلفية جاء طلب الفيفا من الطرفين باختيار ملاعب بديله عن ملاعبهم.

وحيث ان مباراة الذهاب اولا فقد ذهبنا الى اختيار ماليزيا كملعب بديل بدون ضمانات تجبر الجانب السعودي على تنفيذ القرار واختيار ملعبا بديلا وكان علينا ان نذهب نحن الى محكمة كاس وليس السعوديون لانهم رفضوا اللعب في ملعبنا بدل ان يذهبوا هم للشكوى فتحولنا من مظلوم الى ظالم .. من صاحب حق الى داعية باطل وكان هذا اكبر اخطاؤنا عندما تجاهلنا حقنا ولهثنا وراء فرصة وقرار نعلم قدرة السعوديون على تسويفه وتحويله لصالحهم ولاننا لم نحسن قراءة الاحداث ولو احسنا لتذكرنا انهم قبل اشهرمن هذا كان لهم ازمة مع الفلسطنيون وتلاعبوا بهم واجبروهم على اللعب خارج ملعبهم.

ما بعد الذهاب الى كاس

كان السعوديون يعلمون انهم سيتمكنون من تغيير بوصلة الامور لصالحهم فذهبوا الى كاس وقدموا دفوعاتهم باعتماد محامين بارعين من اوربا بينما لم يعلم اتحادنا بهذه الدعوى او علم فتجاهل الامر وحتى محامي الاتحاد  لم يكن بالبراعة اللازمة لتفنيد مبررات الجانب السعودي في نقض قرار الفيفا واوهم اتحاده بان نسبة حصول السعوديون على قرار لصالحهم في كاس هي صفر في المئة وهو قول يصبح مضحكا عندما تتحول هذه النسبة الى 100 بالمئة.

المحكمة وخلال المرافعة التي حضرها مندوبا الاتحادين وممثل الفيفا مع محاميهم طلبت من الجانبين التزام الصمت وعدم التصريح باي امر يخص التقاضي فيها ورغم التزام الطرف السعودي فان اتحادنا سرب بعض المعلومات ومنها قضية الاصفار.

مؤشرات معاكسة

لمرتين وفي مكانين مختلفين صرح رئيس الاتحاد السيد عبدالخالق مسعود ان اتحاده سيقبل بالقرار الذي ستصدره كاس وسينفذه ولن يستأنفه لضيق الوقت وهذا التصريح الغير مبرر ربما اعطى اشارات للمحكمة باعتماد قرار ضدنا باعتبار عدم الاعتراض العراقي او ان السيد مسعود يعلم ان القرار لن يكون لصالحنا بشكل اكيد وهذا يتقاطع مع تاكيد المحامي صاحب نظرية الاصفار المئوية

بعدها وقبل نحو اسبوعين من الان شوهد رئيس محكمة كاس في السعودية يجتمع مع اطراف وشخصيات رياضية وهذا خطأ وقعت فيه المحكمة بشكل اكيد لان وجود رئيسها يعتبر استمالة لاحد اطراف النزاع.

ماهو الرد المناسب؟

منذ صدور القرار وردود افعال الجمهور والاعلام وبعض المختصين متباينة ازاء طريقة الرد فبينما التزم الاتحاد وهو الجهة المسببة لكل هذا جانب الصمت طالب الكثير من الجمهور بالانسحاب من المباراة وعدم تنفيذ القرار واعتقد ان هذا ليس حلا منطقيا وعقلانيا لانه سيرتب علينا عقوبات وامور اخرى لاداعي لاستقبالها لان كرتنا لاتمر باحسن اوضاعها.

هل نستطيع الحصول على نتيجة المباراة؟

الفوز في المباراة هو افضل رد على كل ماجرى وهو ايسر الحلول اذ يتوجب علينا الاهتمام باعداد منتخبنا بطريقة تمكنه من الفوز بالمباراة وفي هذا الصدد يجب على الاتحاد ان يتعاطى بايجابية مع ملاحظات الاعلام والشارع الرياضي فيما يخص الكادر التدريبي وكفائته ومقدرته على الاستمرار وفي هذا الجانب يجب ان يطلب من المدرب الاجابة على سؤال واحد هل بمقدوره الفوز على السعودية ام لا؟ وبموجب الاجابة يتحدد مصيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى