كرتنا بين واقعية النتائج ومزاج الشارع الكروي!
علي المعموري – مونديال
يشهد الشارع الكروي هذه الايام حراكا واسعا وتجاذبات كثيرة ومثيرة بعضها واقعي وبعضها الاعم عاطفي وفحوى هذا الحراك يتعلق بمشاركة منتخبينا الاولمبي والوطني في اهم مناسبتين كرويتين عالميتين هما الاولمبياد الصيفي في ريودي جانيرو البرازيلية 5-25 اب المقبل والتصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال بلد الجليد روسيا 2018 وعندما تتوفر لبلد متواضع كرويا مثل بلدنا خاصية اللعب في تلك المناسبتين بينما لم تتوفر نفس الفرصة لدول كثيرة متقدمة كرويا فان على القائمين على الكرة ان يكونوا في الموعد وان يكون اهتمامهم متناسبا مع اهمية تلك المشاركتين اللتين يشكلان فرصة ذهبية لتصحيح مسارات الكرة العراقية ورسم انطلاقة جديدة لها نحو عالم التطور بما يفتح افاقا واسعة للانتقال الى مستوى متقدم في عالم المستديرة الساحرة وان تصل منتخباتنا بجميع فئاتها الى البطولات القارية والدولية بامكانيات مادية ولوجستية متواضعة حين تعجز دولا اخرى تنفق ملايين الدولارات وتستعين بافضل الخبرات الاجنبية حتى في الطهو وتفشل عن الوصول الى ماوصلت اليه كرتنا بالاعتماد على امكانيات بسيطة جدا.
مسؤولية الجميع
قبل كل شيئ وبعيدا عن المزايدات الاعلامية ومهاترات اصحاب المصالح علينا الاعتراف ان مسؤولية بهذا الحجم تفوق قدرات الاتحاد العراقي لكرة القدم ماليا وحتى اداريا وتتطلب جهدا وطنيا يساهم به الجميع اعتبارا من الحكومة ومرورا برجال المال والاعمال وانتهاءا بالجمهور كل على وفق ما يستطيع ان يقدم من دعم خصوصا لمنتخبنا الاول ومنتخبي الناشئين والشباب كون مشاركة الاولمبي اصبحت بحكم المنتفية لان وقتها لايسعف ان يتم التعاطي المالي معها ولاتحتاج الا للدعاء بالتوفيق وبقية المنتخبات ولاسيما الاول بحاجة الى دعم كبير يتناسب مع حجم المهمة المطلوب منه تحقيقها والاضطلاع بها اذ بعد الذي صرح به السيد رئيس الاتحاد في لقاء متلفز حول اجراء المعسكرات التدريبية واقامة المباريات التجريبية وفق طريقة التبرعات التي يقوم بها عدد من الاتحادات الشقيقة والصديقة امر شكل صدمة لنا لان من المستحيل ان تعتمد على مايشبه (الصدقات) التي يقدمها الاخرون بغض النظر عن النوايا وعن الثمن الذي قد نضطر لدفعه الان او في المستقبل فهو معيب بحق دولتنا وكياننا ونظامنا الاجتماعي.
دور الاعلام واصحاب الرأي
لاشك ان الجميع ينطلق عندما يتعاطى مع شؤون كرة القدم من مبدأ الحرص وهذا لاجدال فيه الا ان البعض من الاعلاميين وحتى الجمهور ورواد شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات يتعاملون مع الامور طبقا لنتائجها دون التحقق من الكيفيات التي جرت وتجري عليها فيطالبون المدرب بنتائج عاجلة وتكون ردة فعلهم غاضبة عندما يتنتهي المباريات التحضيرية بنتائج سلبية مع ان مدرب المنتخب في العادة لايصنع لاعبين انما يتعامل مع اللاعب الجاهز وهذه الجزئية سببت اشكالات كثيرة حملت المدرب مسؤولية لا يفترض ان يتحملها لوحدة لانه يستقبل اللاعب الجاهز ولهذا يلجأ لتجريب عدد كبير من اللاعبين ينتظمون بمعسكرات قبل ان يتم تشذيب اعدادهم الى الحدود المطلوبة.
مفاهيم خاطئة
البعض من الاخوة يعتقد ان الكابتن راضي شنيشل يحاول تفكيك المنتخب ويشرع ببناء منتخب اخر وفهم ذلك من خلال تصريحه حول ضرورة بناء منتخب جديد فقصد شنيشل اجراء اصلاحات جذرية في خطوط المنتخب ولم يقصد حرقه بالكامل وبالفعل تحرك على هذا النحو استدعى مجموعة من اللاعبين المحليين ليخلق منافسة ولكي لا يوقع نفسه بموقف محرج في المباريات الرسمية خصوصا ان لاعبي الاولمبي من الصعب الاعتماد عليهم بشكل كلي بعد عودتهم من المشاركة الاولمبية ولقصر الفاصل الزمني ولصعوبة انسجامهم مع الاخرين وخصوصا ايضا ان شنيشل استدعى سبعة لاعبين من المغتربين الجاهزين للعب للاستفادة من خدماتهم والقصد من كل هذا هوالدعوة الى التريث في الحكم على المنتخب قبل ان تنجلي الامور بشكل واضح.
دعوة للصبر
نحتاج كمتابعين وكجمهور الى مزيد من الوقت قبل ان نوجه سهام النقد للفريق ونطالب برأس المدرب , وقت يسمح بان تكون صورة المنتخب اكثر وضوحا ونضجا ومن غير المنصف اجراء تقييمات مستعجلة مبنية على العواطف ولاتراعي المنهجية التي تجري عليها في اعداد وتحضير المنتخب خصوصا ان لااحد يستطيع ضمان اية نتائج مسبقة والاولوية الان الى اعادة التوازن للمنتخب وتغيير الصورة التي ظهر عليها في المرحلة السابقة من التصفيات.
المدرب الاجنبي
كثيرا ما نادينا بضرورة الاعتماد على الخبرات الاجنبية في بناء المنتخبات الكروية لاهمية تلك الخبرات وسعة اطلاعها على تطورات كرة القدم الا ان جميع تلك المطالبات اصطدمت بموانع ومبررات كثيرة جعلت من اعتمادها امرا مستحيلا وقدمت الخيار المحلي كخيار وحيد وحيث حصول مايشبه الاجماع على اعتبار الكابتن راضي شنيشل هو الشخص الاكثر مناسبا لقيادة المنتخب وبعد ان تمت تسمية اصبح لزاما على الجميع دعمه ومساندته وان من يقوم بذلك لايمكن ان ينظر اليه مثل (مداح) انما بما يفرضه حب كرة القدم وسمعة الوطن بالنسبة لي اتعامل مع المدرب وفق هذه المعطيات وليس لي غاية اخرى.