علي المعموري – مونديال
الوصول الى القمة سهل لكن المحافظة عليها صعب هذه الحكمة التي تنطبق على واقعنا الكروي الراهن.
فبعد التتويج بلقب القارة غابت الانجازات عن الكرة العراقية وشهدت هذه الفعالية عدد من النتائج السلبية التي لم تكن تتماشى مع عظمة ماوصلت اليه في العام 2007 عندما هزمت عمالقة القارة وتمكنت من الفوز بزعامتها وبالطبع هناك عديد الاسباب التي اوصلت كرتنا الى القاع بعد ان تمكنت من الصعود الى القمة.
فبعد تحقيق الانجاز الكبير قبل عقد من الزمان انحدر مستوى كرتنا الى درجات مخيفة ولم تعد تحظى بذات الهيبة التي فرضتها في العام 2007 عندما تزعمت فرق القارة بل وصلت حد التخلي عن المنافسة في جميع الفعاليات التي تشترك فيها ولعل التصفيات القارية المؤهلة الى مونديال روسيا وموقع كرتنا فيها خير دليل على ان وضعيتها تحولت الى مجرد مشارك بعد ان فقدت جميع مقومات التنافس.
لكن الفرق الكبيرة لاتموت لانها تمتلك اسباب معيشتها وتحتاج فقط الى تلمس طريقها والنهوض من الكبوة لاستعادة بريقها وهذا لاياتي من فراغ انما بالعمل والتخطيط والمثابرة وعبر سلسلة من الفعاليات المتطورة وبنفس طيب وارادة صلبة لان الانطلاق نحو الامام يحتاج الى استحضار اسباب التردي ومعالجتها بوسائل منهجية تعتمد العلم والعمل الاحترافي ولو توفرت هذه الامور لكرتنا فستتخلص من اعباء القنوط التي وضعت تحت سطوتها.
قد يكون للظروف الصعبة التي يمر بها البلد بشكل عام والرياضة بشكل خاص اثرا في تكبيل حركة تطور كرة القدم والتسبب في تقليص مساحة تطورها مقارنة مع الاخرين لكن هذا لايصلح كمبرر لليأس والاستسلام للقدر انما ليكون دافعا من اجل النهوض والدفع بكرتنا لغرض التقدم واسترداد مكانتها في المحيط الاقليمي ونحن على ثقة من عودة امور كرتنا الى سابق عهدها.
بعد مرور 10 سنوات على اول لقب قاري يكتب باسم العراق لابد من مراجعة شاملة لاوضاع كرتنا بما يضع اليد على الخلل ومعالجته للارتقاء بها نحو الافضل حيث لازال بامكاننا اللحاق بالمقدمة لاننا نتمتلك جميع متطلبات التطور من مواهب وموارد بشرية ونحتاج الى ارادة قوية مخلصة تقود تطورنا وهي متوفرة وقد لايطول الزمن كثيرا قبل ان نسترد عافيتنا الكروية التي سقمتها الظروف.