الأخبار العربية

كلاسيكو الوطن لا تدافع و لا تجاوز ولا تفجيرات ماذا تريدون بعد؟

كلاسيكو الوطن لا تدافع و لا تجاوز و لا تفجيرات ماذا تريدون بعد؟

علي المعموري – مونديال

لم يكن القلق الذي عاشه كل من حضر او شاهد مباراة الزوراء والقوة الجوية التي انتهت وقائعها في ملعب الشعب امس الصورة الوحيدة التي ظلت مخزونة في ذاكرة الجمهور العراقي رغم اهميته ومشروعيته , فالمشهد مروع عند التحسب والتوقع لما قد يقع , كيف لا والحال مثل برميل بارود قد ينفجر عند اي ومضة وفي اي وقت ليأتي على اليابس والاخضر.

وبما ان الرياح جرت بما تشتهي سفن الجميع فان الحديث عن هذه الصورة تحول الى ذكرى ليس اكثر والحديث عن الصورة الايجابية هو الخيار الذي يفترض ان يأخذ حقه من الاهتمام وتسليط الاضواء عليه مهم جدا كذلك.
مباراة في دوري محلي في بلد تصنف الكرة فيه على انها كرة هواة ويحضرها جمهور زاد عن الخمسين الف متفرج وكان هذا العدد سيزيد بعشرة الاف وربما اكثر لو ان ملعب المباراة يتسع لتلك الاعداد لكن الحضور الذي امتلأت به مدرجات الملعب واضطر عدد كبير منهم الدخول الى مضمار الملعب كأجراء وقائي , هذا الحضور له دلالات تتجاوز المدى الرياضي لعل ابرزها:-
العلاقة مع الكرة
كرة القدم في العراق من الفعاليات ذات التأثير القوي في حركة المجتمع وفعاليته فعشق الكرة من الامور المفروغ منها وقد تكاد تكون فطرة توارثتها الاجيال وعاشت عليها رغم النكوص الذي تعرضت له مسيرتها عبر تاريخها الطويل لذا فان التشجيع والانتماء الى الاندية ذات الجماهيرية الواسعة في قطاعات واسعة منه هو بالوراثة بمعنى ان يخلفه الاباء للأبناء ولهذا تختلف الناس في كل شيء وتتفق في الرياضة.
دور الاعلام في صناعة الاحداث
لا يمكن النظر الى الواقع الرياضي بدون المرور عبر وسائل الترويج والدعاية التي تصنعها الماكنة الاعلامية فمباراة كتلك التي جرت بالامس ما كانت ستحظى بما حظيت به من اهتمام جماهيري بالغ لولا التهيئة التي قامت بها وسائل الاعلام ومواقع صناعة الرأي وهذا مهم لانه يؤشر حالة الوعي في الشارع الكروي.
رسائل مناشدة
اطلعت على العديد من وسائل الاعلام العربية خصوصا تلك التي تناولت هذه المباراة بمعطيات تختلف عن تلك التي خلفتها لنا في لحظتها, فجزء ليس بالقليل من الاعلام العربي الرياضي تعاطى مع الحضور الجماهيري للكلاسيكو وفق منهجية توضح ان للعراقيين حق في اللعب على ارضهم وان مسببات الحظر الكروي لم تعد موجودة لان الذي يحفظ حياة عشرات الالاف من المشجعين ويسيطر على حركتهم لقادر على الحفاظ على حياة عشرات الافراد من الفرق الزائرة فلا تدافع ولا تجاوز ولا اشتباكات ولا تفجيرات ولا اي حادث امني فماذا تريدون بعد.
لعل ما عرض في بعض من الاعلام العربي وبالطريقة التي ذكرت اعلاه يعتبر ابلغ الدروس والعبر التي خلفها الكلاسيكو المرعب, عبر فاقت فوائده مقدار القلق المشروع الذي حصل ساعتئذ.
في جميع دول المحيط الاقليمي باستثناء ايران والسعودية وبحدود اطلاعنا لم تستطع اي مباراة محلية ان تجمع هذا العدد من العشاق وتضبط ايقاعهم كما حصل بالامس وهذا ما يجعلنا في موضع الحسد من الاخرين الذين لا تروقهم مشاهد التعافي في ملاعبنا حتى لا تصك اسماع لاعبيهم اصوات الوفنا الهادرة في مدرجات الوفاء فتآمروا على كرتنا بوسائل شتى وبمسميات جعلوا من الامن عنوانا لها فتبا لما يفكرون فجمهورنا الوفي اسقط في ايديهم ما يدعون.
كل ما قيل لا يعني ان ما حصل امر هين وان القلق لم يكن في محله وان فشل ادارة المباريات الكبيرة هو من باب الصدف بل هو نهج دائم نتيجة لجهل الجهات والافراد ممن انيطت بهم هذه المهمة , وان ماحصل قد ابرز الحاجة لبناء ملعب كبير في العاصمة بدل او الى جانب ملعب الشعب الذي تبرع ببنائه احد المستثمرين الاجانب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى