الأخبار العربية

لا خيار لنا سواك … سيد راضي!

فلورا رعد – مونديال

قد يكون ابرز العناوين التي يمكن ان نصف بها كابوس الامس هو “الغضب الجماهيري” على مدرب المنتخب راضي شنيشل بسبب سوء تحكمه في المباريتين الاولى والثانية.
اليوم وبعد ان هدأت الاجواء اصبح لزاماً علينا ان نكتب ونفكر بعقلانية اكثر بعيداً عن العواطف والانجذابات نحو طرف من الاطراف.
علينا ان نعي أن واجبنا كجماهير عراقية محبة للمنتخب يحتم علينا الوقوف مع المدرب راضي شنيشل لاسيما بعد تصريح الاتحاد العراقي بإستمراريته مع المنتخب حتى عام 2018!
قد اكون اكثر المطالبين بإقالته واستبداله بمدرب (اجنبي) حصراً ولكن في ظل الظروف الحالية اصبح لدينا خياران فقط اولهما إقالة المدرب واستدعاء مدرب محلي آخر, او الابقاء على السيد راضي!
بلا شك سيكون الخيار الثاني “منطقيا” اكثر كوننا نعلم بأن السيد راضي هو افضل المحليين في الوقت الحالي والا من غير المعقول ان نأتي بأكرم سلام او حكيم شاكر او يحيى علوان او حتى عبد الغني شهد لأن المسألة أصبحت بحاجة الى حكمة وتأني في اطلاق القرارات.

بعد التأهل للتصفيات النهائية كنا نعي بأن من يستلم دفة قيادة المنتخب بظروفه الحالية سيقدم على مهمة انتحارية. حتى التأهل لم يكن بالصورة المطلوبة فقد اضررنا الى انتظار نتائج مباريات واستراليا والاردن واليابان وسوريا وكوريا الشمالية بل وحتى الفلبين من اجل ان نحصل على مركز افضل ثاني!!

في مباراة استراليا لم نشهد تطور واضح بأداء منتخبنا عن المنتخب الذي تركه يحيى علوان ولم تكن بصمات راضي شنيشل واضحة في طريقة اللعب ولا التهديف ولكن الحسنة الوحيدة التي هي بالتأكيد لن تشفع لراضي بعد الخسارتين ولكن من باب احقاق الحق يجب ان نذكر بان المنتخب تطور “فنيا” بنسبة بسيطة في مباراة السعودية التي ذكرتني بمباراة جنوب افريقيا في اولمبياد ريو حيث فعلنا كل شيء من استحواذ وضغط وسيطرة الا الفوز لم يكن ضمن الامكانيات!

شاهدت يوم امس مقتطفات من مباراة المنتخبين الاماراتي والاسترالي .. في الواقع استطيع ان اقول بأن المنتخب الاماراتي استحق الخسارة بنتيجة اكبر لو لا عامل الجو وتأثير الرطوبة على لاعبي الفريق الاسترالي.  المستويات قد تكون شبه متقاربة شريطة اللعب بنفس التكنبك الذي لعب به منتخبنا ضد السعودية قبل اجراء تلك التبديلات الكارثية!

ببساطة ما ينقص منتخبنا في الوقت الحالي وبعيداً عن الانجراف العاطفي هو ثقافة اللمسة الاخيرة حيث ان السيطرة على المباراة وحدها لا تهدي لك الفوز ولنأخذ المنتخب السعودي مثالاً الذي حصد 6 نقاط من دون اي جهد يذكر. استغلال الفرص بالشكل الصحيح هو الاساس للحصول على نتيجة مرضية. المنتخب الاولمبي عانى من نفس الأزمة حيث لعب مع الدنمارك وجنوب افريقيا بنمط هجومي ولكن تسجيل الاهداف لم يكن ربما ضمن الاولويات والمخططات!!!

ما على السيد راضي فعله في هذا التوقيت الحرج هو الابقاء على التشكيلة الاساسية التي لعبت مباراة السعودية مع تغييرات بسيطة والاهم من ذلك هو دراسة التبديلات في الشوط الثاني ومعلومة قد لا يعرفها الكابتن هو انه عندما تشاهد المنتخب متفوقاً في الدقيقة 70 بالنتيجة والاداء فيمكنك عدم اجراء التبديلات لانها اختيارية وليست اجبارية!!! التبديلات وجدت لتصحيح اداء المنتخب وتجديد الطاقات في الشوط الثاني او لمعالجة الاصابات التي تحدث احياناً ولكنها حتماً لم توجد لاجل الخسارة!!!

شخصياً لست مقتنعة تماماً بأي مدرب محلي ولن اقتنع لان تجارنا معهم كثيرة ولكننا وصلنا الان لطريق لا يمكن العودة فيه لذا وبعد التعمق بهذه الحالة ادركنا بأن لا خيار لنا غير راضي وهذه الحقيقة قد لا يتقبلها البعض ولكنها الواقع المفروض! الدعم لراضي ولاعبيه هو الخطوة الاخيرة حتى الخروج او التأهل الرسمي .. لعلها تصيب هذه المرة!!!

شكراً لمن يختلف بالرأي معي بطريقة حضارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى