لايربطنا بالسيد راضي شنيشل مدرب منتخبنا الوطني اي رابط سوى انه مدرب منتخب العراق الذي نحب وتتحرك مشاعرنا كلما راينا اسمه او سمعنا نشيده الوطني وعندما دعمناه قبل وخلال استلامه لمهمته فاننا نعتقد ان الرجل اجتهد كثيرا من اجل النجاح ولم يوفق في النهاية..
لم يكن السيد شنيشل اول مدرب تنتهي مهمته بعيدا عن اهدافها ولن يكون الاخير, ولم يكن المدرب شنيشل اول مدرب يقال من مهمته ولن يكون الاخير بالطبع فقد سبقه في ذلك الكثير حتى بات هذا الامر سنة من سنن حياة المدربين اعتمادا على قاعدة ” لايوجد مدرب ناجح بشكل مطلق كما لايوجد مدرب فاشل بشكل مطلق ايضا”. لكن البحث في ردة فعل الكابتن راضي يضعنا امام تساؤلات كثيرة ابرزها لماذا تطرف السيد شنيشل وبالغ في ردة فعله على قرار الاقالة؟ وهل هذه هي المرة الاولى التي يقال فيها من تدريب فريق؟
وعند التقصي في اجابات هذه التساؤلات نجد ان الكابتن راضي منح الكثير من الدعم في مجال الاعلام بكل مكوناته وعلى مستوى الشارع الرياضي الذي فجع بالنتائج السلبية للمنتخب تحت قيادة شنيشل وتحمل على امل ان تتحسن الاوضاع مقنعين النفس ولو على مضض بما يساق من مبررات بعضها منطقى وبعضها الاخر ضعيف الغرض من عرضه احتواء ردة الفعل في الوسط الرياضي ولدى المتابعين بشكل عام.
وقبل ان يتخذ اتحاد الكرة قرار الاقالة بلحظات كان اجتمع بالمدرب وبحضور رئيس اللجنة الاولمبية وطلب منه تقديم استقالته احتراما لسيرته وتاريخه وخدماته الا انه اصر على الاستمرار ووضع الاتحاد تحت ضغط الشارع والاعلام وبالتالي كانت الاقالة النهاية الحتمية لمهمة فشلت في بلوغ اي جزء من اجزاء هدفها وان تصرفات الكابتن بعد هذا القرار لم تكن مقنعة وعبرت عن هيستيريا غيرر مبررة.
السيد شنيشل يصر على انه لم يفشل وان منتخبه قدم مستويات طيبة رغم تبريراته السابقة والتي رمى خلالها باسباب الاخفاق على عوامل واطراف متعددة حتى انه اتهم لاعبيه بعدم الاحترافية وحمل الجميع مسؤولية الخلل دون ان يضع نفسه بحكم مسؤوليته المطلقة عن ادارة الفريق في مواضع الخلل او على الاقل سببا من اسبابه الكثيرة.
اخر تشنجات السيد شنيشل ما نشر عنه انه هدد بالذهاب الى محكمة كاس ليشكو اتحاد القدم في حال لم يستلم مؤخر عقده في تغيير عجيب بمزاج الرجل الذي احترمناه كثيرا وايدناه اكثر ونذكر عنه انه تخلى عن مؤخر عقده لنادي قطر كما نذكر انه رجل خير وتقوى.
لاننكر على السيد راضي حقه في الحصول على شرطه الجزائي لكن الدنيا مواقف وان اقالته لم تكن بطرا انما استنادا لنتائج سلبية لايختلف على سلبيتها اي عاقل لكن الحياة مواقف والتاريخ سجل الزمن!
نعتقد ان مسلسل الاخطاء التي رافقت مهمة شنيشل هي من تسببت في النهاية السلبية وبما ترتب عليها من تشنجات.. اخطاء لم يكن الكابتن شنيشل سببها جميعها لكنه تحمل وزرها بحكم موقعه ومسؤوليته بشكلها النهائي .
الاشكالات بدأت من التداخل بين مهمتي الوطني والاولمبي ومرت باستبعاد بعض اللاعبين القدامى واستمرت بالمناوشات مع الاعلام ورافقتها اخطاء فنية على مستوى الاستقرار بالتشكيل او على مستوى القراءات او المعالجات الانية ولعل اكثر اسباب دفعت المتابع للوم السيد راضي هي ان جميع النتائج السلبية كانت تاتي بالشوط الذي يوصف بشوط المدربين.
اعتقد ان من الضروري ان يتقبل السيد شنيشل مثل هكذا قرارات لانها طبيعية ولم تكن تختص به لوحده وعليه ان يحافظ على الهدوء الذي عرف به وينسى الامر ويقلب الصفحة لانها لم تكن مهمة لاحد انها مهمة باسم الوطن.