ليـــس فــــــــي كل مــــــــرة تسلـــــم الجـــــــــرة
علي المعموري – مونديال
من اعقد ما واجهته وتواجهه كرتنا في العراق هو غياب التخطيط المسبق المبني على الحاجة الفعلية التي تتطلبها عملية البناء الكروي, وغياب التخطيط هذا سببه تسلل بعض الشخصيات الغير متحمسة الى مواقع القرار والقيادة او تلك التي تتحرك بعاطفة بعيدا عن العلم وتقدير الاوضاع فتسبب وجودها بشلل تام واعاق كل حركة من شأنها النهوض بكرتنا فنقلت هذه الشخصيات كرتنا من حالة الحركة الى مرحلة التقوقع ثم الى التراجع التدريجي لانها لم تقدم اضافات تمكنها من مواكبة التطورات المتسارعة في حركة كرة القدم العالمية واضحينا نعتمد على التاريخ عند الحديث عن كرة القدم في العراق وتاريخنا البسيط هو الاخر لايشفع لنا ولايخفف من الفجوة التي بدأت تتسع مع الاخرين حتى اؤلئك الذين كانوا خلفنا يتبركون بمواجهتنا.
سقت هذه المقدمة لتكون مدخلا للتطرق الى موضوع اعداد منتخبنا الوطني وتحضيره لمواجهة المنتخب الاماراتي بعد اسبوعين في الامارات خصوصا ان الاتحاد العراقي وهو الجهة المخططة او التي تتولى عملية الاشراف الاداري على رحلة المنتخب يجهد نفسه كثير في البحث عن نادي اي نادي من اندية الدوري القطري لمواجهته قبيل السفر الى الامارات وهو وضع ما كان يحصل لو اعتمد اتحادنا على التقرير المسبق للامور والتمكن من تحديد فريق او منتخب بمستوى المنتخب المنافس لمواجهته وديا في الفيفا دي بحضور جميع اللاعبين لتكون البروفة الاخيرة للمدرب كما يفعل خلق الله في كل مكان من المعمورة.
حتى اللحظة لم اتمكن من فهم الاسباب الحقيقية لالغاء ودية ايران خصوصا ان توقيتها ومكانها وقوة الفريق الايراني كانت كل هذه تصب لصالح منتخبنا وجهازه الفني الذي لم تتبلور لديه رؤية واضحة في تقديم توليفة متجانسة من اللاعبين حتى بعد الوصول الى منتصف التصفيات وهذه هي العقدة الثانية التي تعاني منها كرتنا وهي تصارع من اجل البقاء بعد ان تحولت من منافس له هيبة ومخافة لدى الخصوم الى خصم سهل تجرأت عليه معظم فرق القارة.
حتى الان تبدو الصورة مشوشة فيما يخص مستقبل المنتخب في التصفيات المونديالية فكل الاشارات توضح ان خط النهاية ربما اقترب فبعد مباراة الامارات ستتوضح الامور على نحو اكيد خصوصا بالنسبة للشارع الرياضي الذي ينظر الى النتائج وطبقا لارقام المجموعة فان الامل في العودة الى التنافس لازال موجودا لكنه محكوم بامور كثيرة , امور يتحسسها المتابع وبضمنها المنهج الذي من المفترض ان يوضع للاشهر التي تفصل المرحلتين في التصفيات وكيفية تدبير الامور بطريقة تجعلنا نلاعب فرقا كبيرة لنساعد في تثبيت كرتنا ولتكوين شخصيتها بعيدا عن الاطار المحلي ويبدو هذا من الاحلام لاننا سنظل نبحث عن ناد يقبل بمواجهتنا مجانا حتى لو كان ذلك من عمال المباني في بلاد الهند والبنغال او فريق من عمالة شرق اسيا من الذين يمارسون الكرة في المطابخ او في حدائق ارباب عملهم.
حتى ذلك الحين يبقى التخطيط غائبا ويبقى المدرب المحلي يفرط في ايهام الجمهور بعملية بناء صعبة او بخطأ من لاعب على طريقة عباس عطية الذي تبرأ من الهزيمة ورماها على اللاعب المسكين الذي قذف كرته لاحضان الحارس السعودي.
اما الخاسر الاكبر فهو كرة القدم ومحبيها وجمهورها .. وهو روادها وفنيوها وكفاءاتها التي غيبها الطارئون ونهازوا الفرص.
سؤال اخير.. لماذا لم نلاعب الاردن في الفيفادي وقبله نواجه النادي القطري؟ الجواب عند اصحاب القرار والرأي الحصيف ومن هنا يمكن القول.. لن تسلم الجرة هذه المرة ياشنيشل…