ماكينات عاقلة!

محمد ابراهيم / مصر – مونديال
المانشافت ودرس جديد في كأس القارات
هى واحدة من أقدم وأعرق المدارس الكروية على مستوى العالم التي لا تعرف دائما غير البطولات طريقا ولا الفوز بديلا. واليوم تعود الماكينات الألمانية من جديد في كأس القارات لتقدم للعالم درسا آخر يكشف عن سر نجاح كرة المانشافت على مر العصور.
ويمكن تلخيص كل شيء في كلمة واحدة هي العقلانية التي يتسم بها الألمان في كل حياتهم وتنعكس بالطبع على كرتهم فهم يدرسون كل قرار بشكل دقيق ولا يتركون شيئا للصدفة مما يقودهم في النهاية إلي الهدف المطلوب والنجاح المنشود.
وعلى نفس النهج يسير المسئولون عن اللعبة فلا تسمع مثلا عن قرارات انفعالية تتخذ عقب الإخفاقات إرضاء للجماهير التي تفكر أصلا بموضوعية لذلك هم أصحاب العدد الأقل من المدربين الذين تولوا مسئولية المنتخب الأول على مستوى العالم. ومهما كانت مهارت لاعبي الأجيال المتعاقبة على الكرة الألمانية إلا أنها نادرا ما تغيب عن لعب الأدوار الأولى في المواعيد الكبرى عالميا.
وعن التخطيط قصير وطويل الأجل لا تسل فالألمان هم خير من يضع هدف نصب أعينهم ويحددون الطريق ثم يسيرون إليه غير عابئين بطول الرحلة أو مشقة الوصول.
أما الصحافة الألمانية فهي المثال الذي يجب أن يحتذي به الجميع فهي تلعب الدور النموذجي سواء في النقد البناء البعيد عن التجريح وتشخيص الأمور أو من خلال الدعم والمساندة لمسيرة الأندية والمنتخبات.
ولأن يواكيم لوف مدرب الماكينات يعيش في هذا المناخ ويتمتع بهذه العقلية التي تتسم بالواقعية وتغلب العقل على العاطفة فقد إختار خوض منافسات كأس القارات بالصف الثاني لأنه يعلم تمام العلم أنها بطولة شرفية ليضرب عدة عصافير بحجر واحد فقد أراح نجومه الأساسيين بعد موسم طويل وشاق في الدوريات الأوروبية وشاهد صفا ثانيا من اللاعبين في معترك دولي قوي يمكنه من الحكم عل شخصيتهم الدولية ليختار الأفضل منهم.
والأهم أنه سيتجنب في المستقبل فترة الإحلال والتجديد التي تحدث عند العديد من الفرق والمنتخبات عند إنتهاء مسيرة جيل وبداية أخر. لذلك فإن ألمانيا هي الرابح الأكبر في كأس القارات حتى لو لم تحرز اللقب.
بالفعل تثبت الكرة الألمانية كل يوم أن كرة القدم تلعب بالرأس قبل الأرجل وأن الألمان هم الماكينات الوحيدة في العالم التي تملك عقل.